الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مؤسس أكاديمية الشرطة وأول ضابط يحصل على دكتوراه في مصر: حبيب العادلي كان طالبا صامتا.. وعلمت 90 ألف خريج (حوار 1 - 3)

القاهرة 24
حوادث
الإثنين 28/ديسمبر/2020 - 11:27 م

طيلةَ 61 عاما، لم ينقطع عطاء دكتور لواء عصام بسيم، خريج الدفعة 1959 بكلية الشرطة وأول ضابط شرطة يحصل على الدكتوراه، خرج آلاف الضباط وتتلمذ على يديه عشرات الأجيال من رجال الشرطة، من بينهم عدد كبير تقلد مناصب قيادية في الدولة ووزراء داخلية لجمهورية مصر العربية، ومحافظين، ومسؤولين كبار بمصر.

في أول حوار له تحدث "الدكتور بسيم" الذي يُعد أحد مؤسسي أكاديمية الشرطة في مصر ومن تم إيفادهم عام 1975 لتأسيس كلية الشرطة في دولة الكويت، كاشفا حكاية تأسيس أكاديمية الشرطة وسر الخلاف بين وزيري التعليم العالي والداخلية، وأفشل مشروع ضم كلية الشرطة لجامعة عين شمس آنذاك، وكذلك سلوك وزراء الداخلية وهم طلاب في كلية الشرطة، وتفاصيل يكشفها لأول مرة في حواره لـ "القاهرة 24" وإلى نص الحوار:

د. عصام.. بداية حدثنا عن الظروف المحيطة بتخرجك من كلية الشرطة؟

تخرجت في دفعة عام 1959 وكان عمري وقتها لا يتخطى 21 سنة، حيث إنني من مواليد 1938، وكان عددنا في الدفعة لا يتخطى 200 ضابط شرطة، وكان التخرج من مقر أكاديمية الشرطة القديم بمنطقة العباسية وكان أساتذة القانون بجامعة عين شمس يأتون لتدريس مواد القانون لطلاب الكلية، ولم يكن هناك أي ضابط شرطة في مصر حاصلا على درجة الدكتوراه.

أول رسالة دكتوراه لضابط شرطة مصري

  • وماذا كان عملكم في الوزارة بعد التخرج.. وملابسات حصولكم على الدكتوراه؟

بعد التخرج التحقت بالعمل بقطاع الخيالة بكلية الشرطة، حيث تم تعييني مباشرة في الكلية لحصولي على المركز الأول على الدفعة 59 في "الركبدارية"، وتعني أقوى طالب في ركوب الخيل بكلية الشرطة، وتدرجت في المناصب معلمًا لطلاب الكلية، حتى حصلت على الدكتوراه عام 1972 من كلية الحقوق بجامعة عين شمس، وكانت رتبتي رائد شرطة، بموضوع رسالة عنوانه "الجوانب القانونية للاستثمارات الأجنبية الخاصة للدول الآخذة في النمو"، ولم يكن أحد من ضباط الشرطة في مصر يعرف طبيعة نيل الدكتوراه في الحقوق.

حكاية أول رسالة دكتوراه باللغة العربية في موضوعات الاستثمار

  • ماذا فعلت وزارة الداخلية فور حصول أول ضابط بها على الدكتوراه؟

استدعاني وزير الداخلية حينها  ممدوح سالم وأخدني من إيدي وكان سعيدا جدا، وقالي الرئيس السادات طالبك وروحنا قصر القبة والتقيت الرئيس السادات وهنأني ومنحني شهادة ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى, وأشاد بي قائلا "انت ضابط هايل وأنا عايزك تحمس زمايلك ياخدوا دكتوراه"، ثم أصدر وزير الداخلية قرارا بتعييني ضمن أعضاء هيئة التدريس في كلية الشرطة، وكنت أول أعضاء التدريس بها من بين خريجيها.

  • ما علاقة موضوع الدكتوراه بعمل ضباط الشرطة خاصة أنها أول رسالة لضابط مصري؟

في الحقيقة الفضل في موضوع الرسالة يعود للدكتور الراحل إبراهيم شحاتة نائب رئيس البنك الدولي الأسبق، حيث أشار لي عام 72 بموضوع الرسالة لأنه كان متخصصا في هذه الموضوعات وكانت أول رسالة باللغة العربية في موضوعات الاستثمار.

  • بعد حصولك على الدكتوراه ماذا درست لطلابك؟

تخصصت في القانون العام ودرست للطلاب مادة علمية عن الأمم المتحدة ضمن مادة التنظيم الدولي المقررة على طلاب الفرق الأولى بكلية الشرطة ومازلت أدرسها لهم حتى اليوم.

  • ما هي طبيعة العمل في كلية الشرطة؟

كان العمل في كلية الشرطة ينقسم إلى معلمين ضباط شرطة من خريجي الكلية، وأعضاء هيئة تدريس من كليات الحقوق بالجامعات المصرية قبل حصولي على الدكتوراه وما أن حصلت عليها تركت قطاع الخيالة وتم تعييني كنواة لتأسيس أعضاء هيئة تدريس من خريجي كلية الشرطة حتى حصل آخرون بعدي على درجة الدكتوراه، وصارت الكلية تمنح الدرجة بعد تحويل الكلية إلى أكاديمية وصدور قانون الأكاديمية عام 1975.

أسرار فشل ضم كلية الشرطة لجامعة عين شمس

  • ما الفرق بين الكلية والأكاديمية والظروف المتزامنة مع إنشاء قانون الأكاديمية؟

عام 1955 تخرجت آخر دفعة من النظام القديم الحاصل على دبلوم شرطة، وأول دفعة تخرجت حاصلة على ليسانس الحقوق عام 1957، وكان يتم منحه من جامعة عين شمس، وانطلقت مفاوضات مع جامعة عين شمس برئاسة عميدها أستاذ القانون الإداري في مصر وقتذاك الدكتور سليمان الطماوي، وكلية الشرطة بقيادة اللواء دكتور حسين إبراهيم، لكي تتبع كلية الشرطة جامعة عين شمس، وتم الاتفاق على استقدام أساتذة من كلية حقوق عين شمس، لكن المفاوضات فشلت وقتذاك، بسبب أمور شكلية وخلافات بين وزيري التعليم والداخلية على شكل شهادة التخرج ومن فيهما سوف يقوم بالتوقيع عليها وهل إمضاء وزير التعليم العالي سوف يكون على اليمين أم على يسار الشهادة.

بعد فشل المفاوضات.. ماذا فعلت وزارة الداخلية؟

شاركت في مشاورات مكثفة مع عدد من الضباط وقيادات الكلية وكنت حاصلا على الدكتوراة وقدمنا مشروعا لوزير الداخلية بإنشاء أكاديمية الشرطة وبالفعل بعد جلسات عمل صدر قانون الأكاديمية عام 1975، وكنت نواة لتأسيس هيئة تدريس الأكاديمية.

  • من أبرز الطلاب الذين تنبأت لهم بمستقبل كبير ومكانة في المستقبل وتحققت نبوءتك؟

كنت شاويشًا على اللواء حبيب العادلي وكان طالبا صامتا هادئا، لا يتحدث إلا نادا وعندما يُطلب الحديث منه، وكان صمته محيرا أحيانا، لكنه كان يبتسم ولم يكن يحب الهزل وعدم الجدية، وتنبأت له بمستقبل جيد فهذه صفات رجل الأمن القوي.

 

حكاية ضابط استعان به 12 وزيرًا ولم يتم نقله طيلة 30 سنة (حوار)

مؤسس أكاديمية الشرطة وأول ضابط مصري يحصل على الدكتوراه: درست لـ90 ألف طالب من بينهم وزراء داخلية

تابع مواقعنا