مدير الأمن قبّل رأس خاله.. أسرة ضحية سيارة ترحيلات الأقصر تدرس التصالح
شهدت منطقة العوامية بمدينة الأقصر، أول أمس، حادث أليم أسفر عن مقتل شاب عشريني بعد أن دهسته أحد السيارات التابعة للأمن المركزي بالمحافظة.
وتعود الواقعة إلى شارع قريب من استراحة محافظ الأقصر، حيث تواجد محمد حمدي، الشاب صاحب الـ24 عامًا بجوار أحد الأرصفة، ففوجئ بسيارة ترحيلات تابعة للأمن المركزي قادمة بسرعة كبيرة، لتصطدم به وتسقطه تحت عجلاتها فترديه قتيلًا في الحال.
وبحسب ما قال حمادة مطر، خال الضحية، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، إن “حمو” وهو اسم الشهرة للضحية، هو الابن الوحيد لأب وأم أنجبوا بنتين بالإضافة له، موضحًا أنه كان محبوبًا وخدومًا لأبعد حد، وهذا ما ظهر عقب الحادث الذي حدث له.
وأضاف “مطر” أن الضحية كان بأحد الشوارع القريبة من استراحة المحافظ، وكان يسير على قدمه، وبحسب شهود العيان، فإن سيارة ترحيلات كبيرة كانت تسير بسرعة فائقة في شارع عرضه 10 متر فقط، الأمر الذي دفع المارة في الشارع إلى الصراخ للسائق ليهدأ سرعته ولكنه لم يسمع واستمر في السير بسرعة، ليصدم محمد بجانب السيارة فيسقط الضحية تحت عجلات السيارة “الدوبل” وتمر فوقه فتقتله.
وأوضح خال الضحية أن محمد كان لديه سيارة خاصة يعمل عليها كسائق ومندوب لدى بعض الشركات، مشيرًا إلى أن والده من الصم والبكم وخرج على المعاش فور مقتل ابنه، وأنه كان من يتولى كافة شؤون الأسرة نظرًا لظروف والده الصحية.
وكشف أنه فور علمهم بإصابة محمد ونقله إلى مستشفى الأقصر الدولي، علم بتجمهر بعض الشباب من أصدقاء وأقارب محمد من الغاضبين من السرعة الفائقة التي يسير بها سائقي سيارات الشرطة، وقامت قوات الأمن بالقبض على حوالي 5 منهم وإلى الآن لم تفرج عنهم، مطالبًا بالتدخل والإفراج عن الشباب الذين عبروا عن غضبهم في لحظة قاسية.
وبين أنه فور وصول محمد إلى المستشفى ذهب إلى الطبيب المعالج وسأله عن الحالة، فقال له الطبيب أن حالته صعبة فالبطن والحوض تدمرا بشكل كامل، حيث وجدوا داخل البطن رمل وتراب من أثر كاوتشوك سيارة الترحيلات، موضحًا أنهم بعد الوفاة حولتهم النيابة إلى الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة ثم استخرجوا تصاريح الدفن وأقاموا عزاء لمدة يوم واحد فقط.
وكشف حمادة مطر، خال الضحية، أنه واجه مدير أمن الأقصر بما يعانون منه وكان نتيجته وفاة محمد تحت عجلات سيارة شرطة، حيث تسير تلك السيارات بسرعات فائقة وهناك من يقودها ليُعلم غيره عليها، فأبلغه مدير الأمن أن القانون يسري على الجميع وأبدى أسفه لما حدث وقبل جبينه.
وحول مستقبل القضية بعدما أمرت نيابة الأقصر، أمس السبت، حبس سائق سيارة الترحيلات 4 أيام على ذمة التحقيقات، على خلفية الحادث، قال حمادة مطر، إن أسرة مُحمد تؤمن بالقضاء والقدر، وأنهم يدرسون التصالح في القضية والتنازل عن المحضر، وأنهم لا يحتاجون تعويض مادي لأنه أسرة متيسرة.
وكانت منطقة العوامية شرق الأقصر، قد شهدت على مدار اليومين الماضيين، اشتباكات بين مواطنين وقوات الأمن نتج عنها حرق بعض إطارات السيارات مما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق قنابل الغاز على المتظاهرين، والقبض على بعض الأشخاص، على خلفية التظاهرات التي جرت بسبب مقتل الشاب محمد حمدي دهسًا تحت عجلات سيارة ترجيلات تابعة للأمن المركزي.
