في يوم عيد ميلاده الحجارة بددت آماله وطموحاته.. والدة طفل الشرابية: "ابني بين الحياة والموت"
في يوم عيد ميلاده، خرج فارس من منزله إلى الشارع، فرحًا متهللا بعدما أعطته والدته بعض النقود ليشتري بها ما يسعده في هذا اليوم، فما كانت لترفض طلبه يوم عيد ميلاده، وفي وسط الشارع يتوقف ليتبادل أطراف الحديث مع أصدقائه، ولعله في هذا الوقت كان يخبرهم بعيد ميلاده، أو كانوا هم من سبقوه إلى التهنئة.
يتركهم الطفل ويتحرك بضع خطوات في طريقه، لينهال عليه وابل من الحجارة التي تساقطت كالمطر على رأس الطفل وجسده، نتيجة أعمال إزالة كان يقوم بها مسؤولو الحي، ليلقى مغشيا ويصاب بالشلل وعلى شفا حفرة من الموت.
"سرق الشقة وضرب أخويا القاضي".. عضو نيابة إدارية تقاضي زوجها المستشار (تفاصيل ومستندات)
والتقى "القاهرة 24" بأسرة الطفل وروت والدته أن نجلها ذهب ليشتري القصب، "وانتظرته في المنزل حتى يعود وأعددت له ما يلزم للاحتفال بيوم مولده، ولكنني فوجئت بصرخات الأهالي فنظرت لأرى ما حدث، فوجدته فارس ملقى على الأرض لا حراك به، فهرولت مسرعة إليه وصرخاتي سبقتني، وعلمت بعد ذلك أنه أصيب إصابات بالغة في رأسه".
رعونة موظفي حي الشرابية تُسقط طفلًا بين الحياة والموت خلال تنفيذ قرار إزالة (فيديو)
وقال أحد شهود العيان، إنه رأى أعمال إزالة في بعض العقارات ووقع بصره على مجموعة من الأطفال يقفون بجوار العقار محل الإزالة، فحاول التنبيه عليهم أن يبتعدوا إلا أن الحجارة سبقت ندائي وانهالت على رؤسهم، وكان النصيب الأكبر للطفل فارس. ثم رأيت، هروب موظفي حي الشرابية، فأسرعت لأرى ما حدث، فتبينت أن بعض الأطفال أصيبوا نتيجة تساقط بعض الجدران أثناء عملية الإزالة.
وتابع: "أسرعنا لنقله إلى المستشفى ولكنهم رفضوا استقباله لخطورة حالته، حتى أودعناه داخل أحد المستشفيات في نهاية المطاف، وهو الآن بين الحياة والموت ولا حراك به، ولا يستطيع الأكل أو الكلام أو إدراك الوعي".
وتحرر محضر بالواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الموظفين، فيما أثارت الواقعة استياء أهالي المنطقة الذين تداولوا مقاطع فيديو للحظة سقوط مواد البناء الناتجة عن أعمال الإزالة فوق رأس الطفل.