من أوراق التحقيق.. كواليس العملية "نسر" وليلة القبض على المطلوب رقم 3 بولاية سيناء
ما إن تولت جماعة الإخوان حكم مصر حتى سال لعاب التنظيمات الإرهابية الكبرى، مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، للتنافس على استقطاب كوادر متطرفة، وبعض العناصر الإرهابية والتكفيرية، وتمويلها وتدريبها في سيناء في مسلسل لحرق مصر واستهدافها.
اعتقدت الجماعات التكفيرية حينها أن الأمر مهيأ تمامًا، وأن المناخ خصب لاستهداف مصر، وظنوا أن الفرصة سانحة للاعتداء بارتياحية على رجال الشرطة، والقوات المسلحة وخرق القانون.
وفي 2012 نفذ متطرفون يقودهم عادل حبارة، وحمادة أبوشيته، أخطر إرهابيين مطلوبين في جزيرة سيناء آنذاك، واعتدوا على كمين الحرية "مذبحة رفع الأولى"، في رمضان وقاموا بضرب الكمين من فيه وسرقوا مدرعة محاولين الهرب إلى إسرائيل التي تبعد 2 كيلو فقط عن الكمين لكنهم لم ينجحوا في الوصول إلى هناك.
اليوم الحكم على الداعشي المتهم بالهجوم على قسم شرطة الضواحي
حمادة عبدالله حمدان قيشاوي المعروف بـ"حمادة أبوشيته"، المحكوم عليه بالإعدام والمؤبد ضلع في تنفيذ العملية وعملية أخرى وتخفى عقب الحادث محاولا الهروب واستأجر منزل في قرية أبوزرعي بالشيخ زويد.
عمليات تقصي وفحص منفذي الهجوم دامت عدة أشهر، حتى توافرت معلومات لمباحث شمال سيناء عقب الحادث من أحد أبناء سيناء ويدعى (ك. أ)، بأن المتهم الهارب والذي تبحث عنه الشرطة والذي ضلع في تنفيذ هجوم وقتل الجنود، استأجر منزل بالقرب من منزله وتحدث إلى أحد قيادات المباحث واصطحبه آنذاك بسيارته الخاصة حتى شاهد الضابط التكفيري الهارب من أعلى سطح منزل مجاور.
أعد الأمن مآموريتي استطلاع لقرية أبوزرعي التي تبعد عن العريش بعشرات الكيلومترات ثم جهزوا العملية "نسر" لتطويق منزل "أبوشيته" بـ 6 مدرعات أمن مركزي ومباحث جنائية حتى تم ضبطهم في الساعة الثامنة ليلا وكان يقود فريق الأمن من داخل المدرعة الأولى العميد أيمن حماد مفتش المباحث آنذاك، واللواء عبدالرؤوف الصيرفي الذي استشهد في وقت لاحق في تفجير بالجيزة.
تفاصيل مخطط السلمية الرادعة الإخواني لاستهداف منشآت الدولة
لم يصدق اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية آنذاك أن عملية ضبط أخطر إرهابي ومطلوب أمني تمت بهذه السهولة، كما أكد اللواء محمد خالد مدير مباحث شمال سيناء في ذاك الوقت له، أنهم عثروا على جواز السفر والبطاقة الشخصية للمتهم بحوزته، واقتادوه إلى مقر مديرية أمن شمال سيناء وهناك أقر بارتكاب الواقعة وتم تسجيل فيديو وإرساله إلى اللواء جمال الدين.
محاولات الضغط من قيادات الإخوان وأبرزهم عبدالرحمن الشوربجي مسؤول حزب الحرية والعدالة بشمال سيناء على قوات الأمن لترك أبوشيته لم تتوقف حينها وشن إخوان شمال سيناء حملة تشويه كبيرة للضباط القائمين على ضبط أبوشيته وأبرزهم العميد أيمن حماد واللواء محمد خالد وتعرضا لمحاولات سياسية وقتها لإبعادهم من سيناء.
رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق: أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية كانوا يقفون خلف الستار في أحداث يناير
ولم تغفل أوراق ضبط أخطر مطلوب آمني آنذاك دور الرجل السيناوي ومساعدته لقوات الأمن لضبط أبوشيته حيث قام بتصوير تحركات أبوشيته من منزل له بقرية أبوزرعي بالشيخ زويد، ومن بينها احتفال الإرهابي رفقة أسرته وآخرين بالحادث عقب تنفيذ الهجوم على كمين الحرية أعلى سطح المنزل المستأجر.
وقضت محكمة الجنايات بالإعدام على أبوشيته بعد إدانته بالضلوع في اعتداءات على قوات الأمن، ومن بينها تنفيذ الهجوم على مقر قسم شرطة ثان العريش والتسبب في مقتل ضابطين وعدد من الجنود.
حبس خلية استهداف كنيسة مسطرد 15 يوما على ذمة التحقيقات
وتبنى حماده أبوشيته تنفيذ عملية كمين الحرية وهجومين على قسم العريش وبنك في مدينة العريش وضلع في مقتل 7 أشخاص وحكم عليه بالإعدام ضمن 14 متهما آخرين وتم القبض عليه في سبتمبر 2012.
وعقب ضبط أبوشيته اختطفت مجموعه مسلحة 7 جنود مصريين، وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة الإفراج عن 6 من المحكوم عليهم بالإعدام وعلى رأسهم حمادة أبو شيتة والمتهمين فى أحداث اقتحام قسم ثانى العريش العام الماضى.
وذكر وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، اسم حمادة أبوشيته في أكثر من مرة أحدها في مؤتمر صحفي حينما وصفه بـ "الصندوق الأسود" لعملية اختطاف 7 جنود في سيناء في 2013 وأنه هو من خطط لها من داخل محبسه، مؤكدا إن عملية اختطاف المجندين السبعة تم التخطيط لها عقب مشادة كلامية وقعت داخل سجن استقبال طُرة بين أبوشيته وأحد ضباط السجن، قام على أثرها أبوشيتة بالاعتداء على الضابط وإصابته بجرح عميق بالرأس استلزم نقله للمستشفى، وتم خلالها تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة لتولي التحقيقِ