من أوراق التحقيق.. جريمة خطف وقتل "فتحي" و"ميساء" على يد عناصر "ولاية سيناء"
ما إن تولت جماعة الإخوان حكم مصر في 2012 حتى سال لعاب التنظيمات الإرهابية الكبرى، مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، للتنافس على استقطاب كوادر متطرفة، وبعض العناصر الإرهابية والتكفيرية، وتمويلها وتدريبها في سيناء في مسلسل لحرق مصر واستهدافها، واعتقدت الجماعات التكفيرية حينها أن الأمر مهيأ تمامًا، وأن المناخ خصب لاستهداف مصر، وظنوا أن الفرصة سانحة للاعتداء بارتياحية على رجال الشرطة، والقوات المسلحة وخرق القانون.
فظهرت جماعة أطلقت على نفسها “ولاية سيناء”، تواصل قياداتها مع تنظيم داعش في العراق وسوريا، وكونوا 43 خلية عنقودية ضمت 500 تكفيري، التحق عدد منهم بمعسكرات تنظيم داعش في سوريا لتلقي التدريبات على استعمال الأسلحة، وصناعة المتفجرات، واكتساب الخبرة الميدانية في حروب العصابات وقتال الشوارع، ثم عادوا إلى مصر لتنفيذ عمليات تفجيرية وتخريبية.
وعرف تنظيم ولاية سيناء بعد 2011 باسم "أنصار بيت المقدس" قبل إعلان ولائه لتنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد بزعامة أبوبكر البغدادي في نوفمبر 2014، وعين التنظيم على رأس هيكله التنظيمي واليًا، يعاونه 3 مسؤولين بالاختيار فيما بين الكوادر الإرهابية، عسكري، وإداري، ومالي، وقسمّوا محافظة شمال سيناء إلى 6 قطاعات، ثم تم تقسيم الخلايا التابعة للجماعة إلى مجموعات رئيسية، بداخل كل مجموعة 4 مجموعات فرعية تتولى “رصد” الأهداف، وتوفير المعلومات والدعم، لتوفير المعدات والاحتياجات.
من أوراق التحقيق.. كواليس العملية "نسر" وليلة القبض على المطلوب رقم 3 بولاية سيناء
عقب الإطاحة بحكم الإخوان، ضمت ولاية سيناء، مجموعة أُطلق عليها “الانتحاريون” وعناصرها أكثرهم فقرًا وأقلهم علمًا، ممن يسهل شحنهم وتغذية أفكارهم لتنفيذ الأهداف المزمع تنفيذها، وتفخيخهم بأحزمة ناسفة، للاضطلاع بتنفيذ التفجيرات الإرهابية.
وبحسب أوراق التحقيق فإن "علي سالمان الدرز" أحد القيادات البارزة في الولاية، كان يتولى الدعوة إلى الأفكار الإرهابية، واستقطاب العناصر، وتوزيع التكليفات، وإصدار الفتاوى لاستهداف المقار الأمنية والعسكرية، وقواتها، وأبناء الطائفة المسيحية وأهالي سيناء، ممن يعتقد التنظيم أن لهم علاقة بالأمن.
تفاصيل مخطط السلمية الرادعة الإخواني لاستهداف منشآت الدولة
طال سجل الولاية الإجرامي، الذي أُرفق بأوراق التحقيقات في قضايا عدة -عسكريين ومدنيين- ، ومن ضمن الوقائع التي ارتكبها، مساء يوم الاثنين 10 أكتوبر عام 2016، في الساعة العاشرة مساء حينما اختطف 6 من عناصره المواطن السيناوي “فتحي عايش مصطفى” وزوجته “ميساء عبد الله عبد العظيم”، من منزلهما بمنطقة جسر الوادي في العريش، ووضعهما في حقيبة سيارة هيونداي فيرنا، ثم ذبحهما وأطلق عددًا من الطلقات النارية عليهما، وألقى جثتيهما صباح الأربعاء يوم 12 من الشهر ذاته، في شارع الخزان أمام سنترال منطقة المساعيد التابعة لمدينة العريش، بزعم تعاونهما مع أجهزة الأمن.
إدراج 215 “إخوانيًا” على قوائم الإرهاب لمدة 3 سنوات
ارتكب التنظيم أيضا جريمة قتل المواطنين محمد مصطفى عياد، وأحمد إسماعيل الحجاوي، على يد مسلحين تابعين لجنود الولاية، استنادًا إلى نفس المزاعم الإرهابية التي قُتل بسببها فتحي وزوجته ميساء، فضلًا عن 12 جريمة قتل أخرى بحق مدنيين، استنادًا إلى نفس أسباب قتل رجال الأمن، بذريعة التكفير، واستحلال الدماء.
وأعلن التنظيم التكفيري مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت نقاط تفتيش ومواقع للأمن والجيش في سيناء راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، حتى نجحت العمليات الأمنية في السيطرة على الأوضاع وملاحقة فلول الإرهابيين، وفرض سيطرتها الأمنية على جزيرة سيناء.