في قضية تنظيم القاعدة بالسودان".. القاضي: "بن لادن أسس الجهاد الإسلامي لإسقاط أنظمة الحكم"
ألقى المستشار محمد شيرين فهمي رئيس الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة الجنايات المنعقدة بمجمع محاكم طرة كلمه قبل النطق بالحكم علي 12 متهمًا منهم 5 متهمين محبوسين و7 متهمين هاربين في القضية رقم 154 لسنة 2020، جنايات أمن الدولة طوارئ / كرداسة، والمقيدة برقم 484 لسنة 2020 حصر أمن دولة طوارئ / شمال الجيزة والمعروفة إعلاميًا بـ "الانضمام إلى تنظيم القاعدة بالسودان".
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي وعضوية المستشارين حسن السايس ومدحت عبد الكريم وبحضور حمدي الشناوي الأمين العام لمأمورية طرة وسكرتارية طارق فتحى.
حيث بدأ كلمته بالآيه الكريمة:
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ(13)
صدق الله العظيم ـ سورة البقرة
واستطرد قائلاً: إن من يَدعُون الاقتتال باسم إقامةِ شرع الله... غارقون في الأمية الدينية ... يعيثون في الأرض فساداً وترويعاً للآمنين... بسبب تطلعهم إلى السلطة بالقوة عن طريق استقطابِ الشبابِ والتلاعبِ بعقولهم وشحنِهم نفسياً وعاطفياً بأفكارٍ مغلوطة.. ومضلِلة لفهم الآيات القرآنية وغرسِ الجهاد في نفوسِهم بمفهوم خاطئ، بأن الحكامَ وأعوانَهم طواغيت، وعدو صائل ينبغي مقاومته وقتله... مما حولَهم إلى متطرفين بسبب ما وصل إليهِم من الجهل المعرفي.. والسطحي.. بحقيقة الإسلام.
واستكمل القاضي: فما نراه الآن من العزف على إقامة الشرع، وإظهار الشعائر، والادعاء بإقامة الحدود، استهوى شريحة من الشباب المسلم الصادق، الذي تسيرُه الغيرةُ على الدين، والانتصارِ لإخوانه المسلمين، لتصديق تلك الشعارات، ومن ثم الانضمام إلى تلك التنظيمات السياسية الدموية، التي تستحلُ الدماء، وتستبيحُ التكفير والاقصاء لمجرد المخالفة الفكرية، حيث استغل حملة هذا الفكر كافة الوسائل والتقنيات الحديثة للوصولِ إلى أكبر شريحةٍ من الشباب، ودغدغةِ مشاعرِهِم، والسعي لاستقطابِهِم واستمالتِهِم.
لقد شُرعت القوانين.. وسُنت الأحكام.. من أجل حفظ الحقوق.. وصيانة الدماء والأعراض والأموال ... ونهت عن التعدي والظلم والبغي.. من الإنسان على أخيه الإنسان.. وجاءت الشريعةُ الإسلامية بأحكامِها.. لتنشرَ الأمن والأمان بين الناس
واللهَ أسألُ.. أَنْ يُعيذَنا من الفتنِ.. ما ظهر منها وما بطَنَ.. وأنْ يَهديَ مَنْ ضَلَّ مِنْ عبادهِ.. إلى الهُدى وسواءِ السَّبيلِ.
موضحاً: فقد تأسس تنظيم متعدد الجنسيات أسسه الإرهابي أسامة بن لادن بمنطقة شبه الجزيرة العربية في غضون عام 1988 وامتد منها لدول أخرى ووسع المقاتلون عملياتهم العدائية وسميت بـ "الجهاد الإسلامي" لإسقاط أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بدعوى تكفيرهم لعدم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإقامة ما أسموه بالخلافة الإسلامية، وذلك من خلال إنشاء مجموعات مسلحة بالأقطار المختلفة يتولى التنظيم دعمها مادياً ولوجستياً، وتستهدف مؤسسات الدول والعاملين فيها ومنشآتها العامة بعمليات عدائية.
إن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الإنسان وسوى نفسه البشرية فقد ألهمها فجورها وتقواها، وترك له سبيل الاختيار بينهما فقد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، وعلى شاكلة ذلك فقد اعتنق المتهم الأول عاطف شحات عبد العال فكر هذا التنظيم المتمثل في تكفير الحاكم المبدل لشرع الله ووجوب الخروج عليه، وتكفير العاملين بالقوات المسلحة والشرطة، واستحلال القيام بعمليات عدائية ضدهم باعتبارهم من أعوان الطاغوت، واستهداف أبناء الطائفة المسيحية ودور عبادتهم، وإقامة الخلافة الإسلامية، وفرضية المشاركة في حقول الجهاد ونصرة المسلمين المستضعفين في أي مكان في العالم عن طريق الدفاع عنهم بكل الطرق ومنها حمل السلاح في مواجهة الحكام أياً كانوا، وقام بالدعوة لأفكار التنظيم بأوساط مخالطيه عبر برامج التواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات الدولية، فأعجبهم قولُه،
ولكن والعياذ بالله وراءَ تلك الدعوةِ الباطلة أعمالٌ سيّئة تدلّ على فساد قوله وكذِبه، وتمكن من استقطاب العديد منهم، وأسس جماعة إرهابية تتبع ذلك التنظيم داخل مصر وتعتنق أفكاره المتطرفة وتستهدف ارتكاب سلسلة من العمليات العدائية المتصلة ضد ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمنشآت العسكرية والشرطية، وكذا الكمائن والتمركزات الأمنية ودور العبادة المسيحية بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي تحقيقاً لأغراضها بإسقاط الدولة ونظام الحكم القائم بها وإقامة ما أسموه بالخلافة الإسلامية، وتولى قيادتها، وأنضم إلى هذه الجماعة الارهابية كل من المتهمين سمير محمد أحمد محمد أبو حلاوة - حركي يوسف (الثاني)، وكمال صلاح محمد عسكر وشهرته كيمو عسكر (الثالث)، وأحمد خالد أحمد إبراهيم (الرابع) ، ومحمد هاني عبد المجيد شحاته (الخامس)، وصلاح الدين محمد عبد الفتاح خليل السهيت (السادس)، وأحمد مجدى أحمد الجزيري (السابع)، وبلال محمد أحمد محمد أبو حلاوة (الثامن)، وعبد الله نصر الدين فرج الغزلاني (العاشر)، مع علمهم بأغراضها وبوسائلها الإرهابية في تحقيقها،
وتمكنوا من التسلل إلى دولة السودان عبر الدروب الصحراوية بجنوب البلاد بغية تلقي تدريبات عسكرية تؤهلهم للانخراط في صفوف القاعدة بدولة سوريا، وعقب وصولهم لدولة السودان التحقوا بجماعة مسلحة تتخذ من الإرهاب والتدريب العسكري وتعليم الفنون الحربية والأساليب القتالية وسيلة لتحقق أغراضها واضطلع المتهم محمد جمال علي أحمد البدري - حركي كارا ومصطفي عبد الرحمن (المتهم الحادي عشر) بتدريبهم على أساليب إخفاء الملفات الإلكترونية بأجهزة الحاسب الآلي، بينما تولى المتهم خالد مرجان مصطفي سالم الجوهري (الثاني عشر) وصحة اسمه "خالد مرجان مصطفى محمد" التدريب العسكري وتعليم الفنون الحربية والأساليب القتالية وتصنيع المواد المفرقعة ومفجراتها ومهارات وحيل التخفي ثم تسللوا عائدين إلى مصر عبر الدروب الصحراوية لتنفيذ مخطط تلك الجماعة بعمليات عدائية.
حقيقٌ بنا أنْ نُعْلِنَها صَريحةً مُدوِّيةً في وجهِ كُلِّ واحدٍ منهم بلا تَلجلجٍ ولا مواربةٍ...إِنَّكَم يا غُدَرُ أبعدُ ما تكونُون عنْ تعاليمِ الإسلامِ، وإنْ تَمسَّحتَم بها زوراً وبهتاناً .وإنَّكم لواقفونَ في يومٍ عظيمٍ مُفزعٍ مَهيبٍ أمامَ محكمةِ العدلِ الإلهيةِ، الحَاكمُ فيها: (ربُّ العالمينَ)، القائلُ في كتابهِ المبين: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} صدق الله العظيم
وقال القاضي في ختام كلمته انه بعد الاطلاع على المواد 304، 313، 384/1 من قانون الإجراءات الجنائية والمواد 1/أ، ب، ج، د، و، 3، 4/2(أ)، 5، 7، 10، 12/1، 2، 3، 13/1، 15، 21، 37/بند 8، 39 من القانون رقم 94 لسنة 2015 بشأن إصدار قانون مكافحة الإرهاب المعدل بالقانون رقم 11 لسنة 2017، والمادة 2 من قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 8 لسنة 2015، والمادة 1 من قرار رئيس الجمهورية رقم 413 لسنة 1988 بشأن تأمين المنطقة المتاخمة للحدود الجنوبية لجمهورية مصر العربية والمادة 6/2 من الأحكام المرفقة بالقرار والمادتين 17، 28/1، 32/2 عقوبات
فلهذه الأسباب حكمت المحكمة:
أولا: بمعاقبة عاطف شحات عبد العال الجندي "حركي أبو عمار" الأول بأمر الإحالة بالسجن المؤبد عما أسند اليه.
ثانياً بمعاقبة كل من:
- سمير محمد أحمد محمد أبو حلاوة " حركي يوسف" (الثاني بأمر الإحالة).
- كمال صلاح محمد عسكر وشهرته "كيمو عسكر" (الثالث بأمر الإحالة).
- أحمد خالد أحمد إبراهيم (الرابع بأمر الإحالة).
- محمد هاني عبد المجيد شحاتة (الخامس بأمر الإحالة) .
- صلاح الدين محمد عبد الفتاح خليل السهيت (السادس بأمر الإحالة).
- أحمد مجدي أحمد الجزيري (السابع بأمر الإحالة).
- بلال محمد أحمد محمد أبو حلاوة، (الثامن بأمر الإحالة).
محمد جمال علي أحمد بدري. (الحادي عشر بأمر الإحالة)..
- خالد مرجان مصطفى سالم الجوهري وصحة اسمه "خالد مرجان مصطفى محمد"(الثاني عشر بأمر الإحالة)
بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر سنة عما أسند اليه.
ثالثاً: بمعاقبة
- عبد الله نصر الدين فرج الغزلاني، (العاشر بأمر الإحالة)
بالسجن المشدد لمدة سبع سنوات عما أسند إليه.
• رابعاً: بمصادرة المضبوطات وألزمت المحكوم عليهم المصاريف الجنائية.
• خامساً: إلزام المحكوم عليهم بالاشتراك في دورات إعادة التأهيل لمدة خمس سنوات.
• سادساً: بإدراج المحكوم عليهم في قائمة الإرهابيين المنصوص عليها في القانون رقم 8 لسنة 2015.
• سابعاً: بوضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة مدة خمس سنوات بعد انقضاء مدة العقوبة المقضي بها.
• ثامناً: ببراءة أحمد نصر محمد إمام بدوي مما نسب اليه.