دفنه بنفسه.. ثلاث مشاهد في وداع وحيد حامد كان بطلها شريف عرفة

ضرب اليوم المخرج شريف عرفة مثلًا حقيقيا في الصداقة، وذلك في جنازة الكاتب الراحل وحيد حامد، الذي وافته المنية صباح اليوم في مفاجأة لجميع أصدقائه من الوسط الفني وأهله، وذلك بعد تدهور حالته الصحية الأيام الماضية نتيجة إصابته بأمراض في القلب والرئة.

وعلى غرار رحلة وحيد وشريف نرصد لكم ثلاث مشاهد من هذا اليوم المؤكد أنه لم يكن سهلًا على الصديق والتلميذ شريف عرفة.

المشهد الأول: "محدش يقرب"

كان المشهد الأول في مسجد الشرطة، حيث وصل جثمان الكاتب الراحل وحيد حامد في سيارة مكتوب عليها "تكريم متوفي".. وقف المخرج شريف عرفة بجانب السيارة التي تحمل جسد أهم كتاب السينما المصرية، كالحارث حتى لا يقترب أي شخص غريب وليس من عائلة صديقه وحيد، ويردد جملة "يا جماعة محدش يقرب"، وبعدها ساعد في حمل النعش وتحضيره للصلاة عليه، فيما كان يحاول قدر المستطاع التماسك لتهدئة مروان.

المشهد الثاني: "تسليم الأمانة"

وعِند المقبرة كان شريف عرفة أول الحاضرين منتظرًا وصول الغالي، حيث وصل قبل مروان حامد نجل الراحل، وتأكد من "التُربي" أن كل شئ جاهز وتم تنظيف المدفن، وظل واقفًا أمام المدفن لأكثر من 10 دقائق حتى وصل الجسد، وهنا لم يترك شريف عرفة مروان حامد وشاركه اللحظة الأخيرة وسلم الأمانة بنفسه، في مشهد مؤثر أمام الجميع.

المشهد الثالث: "الوداع الأخير"

خرج شريف عرفة من مقبرة وحيد حامد بعدما دفن جسده، وملابسه عليها أثار التراب، ليقف بجانب نجل الراحل ويدعي للمتوفي بالرحمة وتثبيته عند السؤال، وبعدما رحل الجميع وقف شريف ناظرًا للمدفن عدة ثواني، ثم وقف بجانب نجله لتلقي العزاء وبعد ذهاب الجميع، ألقى المخرج النظرة الأخيرة على صديقه ورحل.

شريف عرفة ووحيد حامد جسدا كيمياء من نوع خاص، من خلال أفلام رسائلها جريئة في رسائلها لولاهما لم يراها الفن المصري، فبدأت من "اللعب مع الكِبار" الذي كان ميلاد تعاون بينهما في عدد من الأفلام وهي "الإرهاب والكباب"، "المنسي"، "طيور الظلام"، "النوم في العسل"، "اضحك الصورة تطلع حلوة"، فالبرغم من أن أخر تعاون بينهما كان منذ 23 عامًا إلا أن رباط صداقتهما استمر حتى مفارقة الكاتب الحياة.