إبراهيم عيسى:" وحيد حامد وعكاشة والرملي مثلث ذهبي دافعوا بأعمالهم عن الهوية المصرية"
قال الإعلامي والكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، "إن وفاة وحيد حامد، وضعت بصمة حزن على كل مصري، فيما عدا الإسلاميين، الذين يعيشون في عالم مغلق، ولكن برحيله فقدنا ضلعًا ذهبيًا في مثلث ذهبي، ويكاد يكون الأمر مشهدًا جللًا أو سقوط هرم كبير، فوحيد حامد وأسامة أنور عكاشة ولينين الرملي كتبوا سينما ومسرحًا وتليفزيون وإذاعة، ولكن وحيد حامد كان عمودًا سينمائيًّا في السينما، وأسامة كان تجليه في التليفزيون، ولينين الرملي كان تألقه في المسرح".
وتابع خلال برنامجه "حديث القاهرة"، على قناة "القاهرة والناس": "وحيد حامد وأسامة عكاشة من أبناء الريف، وجاءوا القاهرة للدراسة الجامعية، أما لينين الرملي، فكان من الطبقة المتوسطة، ابن كاتبين كبيرين، سعاد زهير، وفتحي الرملي، والاثنان ماركسيان، وهما في صدارة المشهد الثقافي اليساري المصري".
واستطرد، "الثلاثة بعد 67، حدث لهم نضج وجاءت بدايات الكتابة، وكانت البدايات بها تشابهات، وحيد حامد ليبرالي، وأسامة عكاشة ناصري، ولينين يساري، وبدأوا مساراتهم في نهاية الستينيات".
وأردف: "هذا الثلاثي قدم لمصر والثقافة العربية والمصرية، وكذلك الدراما، وأثروا أفكارنا، فلديهم الحوار الذهبي، وأعمالهم تستمر وكأنها حكم إنسانية، وأعمالهم يربطها خيط جامع، وهو الإنشاد للحرية، والعدل، والديمقراطية، والبطل فيها المواطن العادي، وليس الهيرو".
وأكد "هناك البطل الريفي والمثقف ومن يقف في مواجهة دراما وضغوط العالم مثل حسن أرابيسك وأبو العلا البشري، وهناك أيضًا إسقاطات على فكرة العائلة وتأريخ لمصر ولكن على مستوى الشعب، وأيضًا حاربوا التطرف والتعصب والوهابية، دفاعًا عن الهوية المصرية، فلم يكتبوا للنخبة، أو للمهرجانات، ولكن كتبوها حتى تدخل دم كل شخص مصري، وفي أعمالها المصرية قبل العروبة، والإنسانية قبل الدين".
وقال "عيسى" "الثلاثي كانوا كتابًا نجومًا، وكان هناك أيضا هامش للحرية فى الثمانينيات، فالدولة نفسها كانت تنتج أعمالهم الدرامية، وما كان يمكن أن نتعلم ونتمتع ونتشرب بأعمال الثلاثي لولا هذا الهامش من الحرية، الذي لم يحصل عليه كتاب الخمسينيات والستينيات، فهم رحلوا بأجسادهم، ولكنهم باقون".