سميرة عبد العزيز: "كتير بيدخلوا الفن فاكرينه بيجيب فلوس.. وريهام عبد الغفور الأصلح لتجسيد سيرتي" (حوار)
منذ 46 عامًا، أُذيع في الراديو برنامج "قال الفيلسوف"، بصوت شابة اسمها سميرة عبد العزيز، وبصوتها ذات النبرة المختلفة أصبح مميزا لآذان الجمهور، واستمرت في تقديمه على مدار سنوات حتى توفي المذيع الذي كان يشاركها في الحلقات، فرفضت استكمال مواسم جديدة منه منفردة، وفي السبعينيات قررت سميرة مخاطبة الجمهور من خلال الشاشة، فكان مسلسل "أفواه وأرانب"، بمثابة تذكرة دخولها الوسط الفني، وقدمت سميرة العديد من الأدوار وكان أبرزها دورها في "أم كلثوم" التي لعبت فيه دور "الحاجة فاطمة"، وحققت نجاحًا كبيرًا. تنقلت سميرة عبد العزيز، بين الأجيال فأصبحت حياتها، بمثابة رحلة طويلة، مرت خلالها بالعديد من المحطات، وتعرضت لمعرقات، وحصلت على الجوائز. كان لـ"القاهرة 24" معها الحوار التالي:
فردوس عبد الحميد رفضت حديثك عن الفنان محمد رمضان.. ما تعليقك؟
هي حرة، و أنا لا أشارك في أى عمل فني فيه بلطجة أو سكاكين، وهذ النوعية من الأعمال أنا أرفضها، وعندما أشارك في عمل فني أفضل أن يكون عملا محترما وهادفا وله رسالة للمجتمع، ولم أقصد محمد رمضان شخصيًا لأني ليس لي أى علاقة به، أنا مابرفضش العمل لأن هو محمد رمضان، أنا برفض العمل لأنه عن البلطجة وأنا حرة كفنانة.
ما رأيك في الأعمال السينمائية المُقدمة حاليًا؟
الفن كله منحدر، عايزين يقلدوا السينما الأمريكية وكله كلام فارغ فيه سكاكين وعصيان والرجال بدون ملابس، وفتاة "عريانة"، أو طفل يجري وهو يمسك في يده "مطواه ليضرب شخص ما.
بعض المؤلفين يبررون هذه الأعمال بحجة نقل الواقع.. فما رأيك في هذا الأمر؟
هذا السبب غير صحيح، فأنا درست في المعهد وعلى يد رائد الواقعية صلاح أبو سيف، وعلمنا أن "الواقع في الفن هو ما يجب أن يكون عليه الواقع، ولذلك دائمًا نجد في أعماله الحارة نظيفة، والألفاظ محترمة وراقية، الشباب تحترم الكبير ويقدروا بعض، لأن الفن رسالة تساعد على نهضة المجتمع، و"في كتير داخلين مهنة التمثيل علشان الفلوس فاكرينها هي بتجيب فلوس كثيرة".
أنا ضد هذا كله والفن يجب أن يكون مرآة للواقع، وأنا عمري ما كنت أعرف "إزاي اثنين بيلفوا حشيش" إلا من التلفزيون، كيف أقدم هذا الفن للمشاهدين المصريين؟! فالفن يجب أن يرقى بالمجتمع ولا ينحدر به، ولذلك حاليًا نتغنى بزمن الفن الجميل، فلماذا لا نقدم فنًا جميلًا الآن.. ليه مقصرين؟، فبعد مرور عشر سنوات سيوصف هذا الفن بالفن الهابط.
بصفتك عضوًا في مجلس الشيوخ.. ما إجراءاتك للحد من هذه الأعمال؟
"لسه معملناش أي اجتماع".
ما تقييمك للأعمال المسرحية الحالية؟
ما زال المسرح محتفظًا بهيبته وكيانه، فأنا كنت أقدم مسرحية اسمها "الوصية" لأحد الشهداء، كان شىء رائع ونال على إعجاب كثير من الناس، ولكن تم وقف هذا العرض بسبب جائحة كورونا، وأيضا قدمنا مسرحية "خيبتنا" مع الفنان محمد صبحي لمدة سنة كاملة.
أبدعتي في تقديمك لمسلسل "أم كلثوم".. فهل تقبلين أن يتم تقديم قصة حياتك في عمل فني؟
أنا لست مثل أم كلثوم، لتقديم قصة حياتي، ولكني أتمنى أن يتم تقديمها في عمل فني جديد لأنها قصة ملهمة و مليئة بالأحداث، فأنا بدأت من الصفر، ولكن ربنا جعل في حياتي من يساعدوني ويقدمون لي الفرصة، ودائمًا كنت أحكي قصة حياتي للشباب، فعندما كنت طالبة في السنة الأولى لى في الجامعة، قدمت مسرحية أخذت المركز الأول على مستوى الجامعات، وكرمني الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بسببها، وتجربتي تنفع أي شخص مجتهد يسعى لتحقيق أحلامه وطموحاته.
ومَن تحبي أن تكون بطلة هذا العمل؟
أتمنى أن تلعب الفنانة ريهام عبدالغفور، لأنها ملتزمة وغير منزلقة مثل الشابات الجديدات، وتُقدم أعمال جيدة ولا تعتمد على أي شىء سوى على الأداء الجيد فقط، وأتمنى أن يكون هذا العمل من تأليف السيناريست محمد السيد عيد لأني تعاونت معه في أكثر من عمل وهو يعرفني جيدًا.
ما هو العمل الذي ترغبي أن تقدميه؟
أتمنى أن أقدم مسرحية أجنبية من الأدب اليوناني اسمها "بينيلوبي" بطلتها فنانة عانت كثيرًا، طول عمرها مضحية، زوجها غاب عنها ولكنها ما زالت في انتظاره.
ما رسالتك لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في ذكرى وفاتها؟
الفن كله مفتقدها، فهي كانت نموذج للمرأة المصرية، الفنانة المحترمة التي قدمت أدوارًا جميلة على الشاشة، نالت على صداها بلقب "نجمة القرن"، رحمها الله ونحسبها على خير فى الجنة إن شاء الله الجنة، وأنا أتذكر موقف جمعني بها، عندما مرض زوجي الكاتب محفوظ عبد الرحمن، زارتني فاتن في المستشفى، وعرضت عليّ المال، ولكني رفضت مساعدتها وجعلتها تنظر لحقيبتي وشكرتها على نُبلها، وكان زوجي سعيدًا ومتأثرًا بزيارتها.
أخيرًا ما هي أعمالك في الفترة القادمة؟
استعد حاليًا لتقديم مسلسل يحمل اسم "حلم الأسمارات"، وتدور أحداثه حول قصة واقعية وهي رغبة الدولة في انتقال بعض سُكان العشوائيات لمدينة الأسمارات المنبية حديثًا، ويُرحب البعض بالانتقال لتحسين الشكل الاجتماعي لمعيشته، ويتمسك آخرون بالبقاء في العشوائيات ليمارس الأعمال غير الشرعية بحرية وبعيد عن أعين الحكومة، ويشاركني في العمل ليلى علوي، شريف منير، وهو من إخراج حسني صالح.
