الأربعاء 25 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مبادرة القاهرة 24 لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.. محور دراسات إعلامية بعدد من الجامعات

القاهرة 24
أخبار
الجمعة 12/فبراير/2021 - 06:25 م

في بداية العام الماضي 2020 كان لـ القاهرة 24 السبق في إطلاق مبادرة لاستخدام لغة البرمجة في إنتاج المحتوى الصحفي لغرف الأخبار، للمرة الأولى في مصر، معتمدة على التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما عززه الظرف الراهن من أزمة فيروس كورونا المستجد، وما فرضته من تباعد اجتماعي.

ومنذ ذلك الوقت تعاظمت الدراسات التي تدرس استخدام البرمجيات في العمل الصحفي، وأصبح "القاهرة 24" نموذج إدارة ونموذج بحث للعديد من رسائل الدكتوراة والماجستير والدراسات العليا في كليات الإعلام المختلفة داخل مصر وخارجها.

تقنيات الذكاء الاصطناعي

رصدت دراسة الدكتور عمرو عبد الحميد مدرس الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة بني سويف والمعار كأستاذ مساعد بكلية الاتصال بالجامعة القاسمية بالإمارات، توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإعلامي، وإدراك عينة من الجمهور المصري لمصداقية المحتوى المنتج عبر الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمحتوى المنتج عبر المحرر البشري.

دراسة جامعة القاسمية بالإمارات:

وطبقت الدراسة الميدانية على عينة عمدية مكونة من 400 مبحوث من متابعي الأخبار الاقتصادية، حيث تعرض المبحوثون لنموذجين للتغطية الإخبارية لتداول أسعار الأسهم بالبورصة المصرية أحدهما تمت كتابته عن طريق روبوت بموقع "القاهرة 24"، والآخر تم كتابته عن طريق صحفي بشرى بموقع اليوم السابع.

وأوضحت نتائج الدراسة أن نسبة كبيرة من الجمهور قيمت مصداقية الأخبار المنتجة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، والتي وردت بموقع "القاهرة 24"، حيث كانت كالتالي: فئة "الدقة" ثم "الموضوعية فصل الحقيقة عن الرأي"، "العدالة والإنصاف لمختلف وجهات النظر" وفي الترتيب الأخير "جودة صياغة الخبر".

وحسب مقدم الدراسة فقد كانت كفاءة الخبر الذي تم كتابته بطريقة أقرب إلى الاحترافية وبأسلوب يقارب الكتابة الصحفية بنسبة كبيرة جدا، حيث قام الباحث بإخفاء أسلوب تحريرهم عن الجمهور وحذف هوية الكاتب لاختبار قدرة المبحوثين على التفرقة بين المحتوى المنتج عبر الذكاء الاصطناعي والمحرر البشري.

وأشارت النتائج أن نسبة 58.2% من الجمهور لم يتمكنوا من تحديد أن هذا الخبر تم كتابته عن طريق الذكاء الاصطناعي أو محرر صحفي، بينما استطاعت نسبة 42.8% أن تحدد أن تحرير هذا الخبر تم من خلال "الآلة أو الروبوت".

وأشادت الدراسة بالتجربة الرائدة لموقع "القاهرة 24" باعتبارها أول تجربة إعلامية عربية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل حقيقي، وأوصت بتوسيع الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوسائل الإعلام المصرية والعربية، وعدم اقتصارها على شق تحرير المحتوى ليشمل كشف المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، والتوسع في صناعة المحتوى عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

بعد أن بات إعلام الروبوت واقعًا لا يمكن تجاهله رغم أنه مازال في إطار التطور ليشمل أخبار الرياضة والطقس والمرور، ولا يقتصر على الأخبار الاقتصادية، وتدريب المحررين والعاملين في الوسائل الإعلامية المختلفة، على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات التي تقوم بتجميع وعرض البيانات والأفكار وتحليلها، ومختلف الأعمال الروتينية التي كانت ترهق الإعلاميين.

قدمت دراسة عبد الحميد رؤية أكاديمية ومهنية لإعادة تأهيل البنية التحتية لوسائل الإعلام المصرية لتعتمد على حلول تكنولوجية مبتكرة ترتكز على أدوات التحليل الرقمي للبيانات والاستعانة بأنظمة الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومة العمل داخل غرف الأخبار، والتصوير الآلي، وإمكانية أداء الروبوت لمهنة المذيع الإخباري والمحرر الصحفي، وفق رؤية مهنية تساعد العنصر البشري على التطوير من عمله دون أن تستغني عن دوره الحيوي.

دراسات أخرى عن القاهرة 24

وحسب رئيس التحرير محمود المملوك، فإن تجربة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى بموقع "القاهرة 24" رغم أنها ما زالت في بدايتها وما زال الموقع يعمل على تعميقها، فإنها أثارت ردود فعل عظيمة في مجال الوسط الصحفي والمواقع الإلكترونية وبين باحثي الإعلام والتكنولوجيات، وحركت مياهًا راكدة في مستوى تداخل التكنولوجيات الحديثة في إنتاج المحتوى وإدارة غرف الأخبار.

وحسب المملوك فقد كانت تجربة "القاهر 24" نموذج عمل دراسات عليا وأبحاث أخرى، في عدد من الجامعات، حيث كانت محور دراسة ماجستير بجامعة عين شمس تختص "باستخدام القائمين بالاتصال لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المواقع الإلكترونية الإخبارية"، ودراسة دكتوراه في جامعة الأزهر عن الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، ودراسة ترقية أخرى في جامعة حلوان عن مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية، للزميلة والدكتور إنجي لطفي.

وأضاف: الرقمنة ستقود التغييرات في الصحافة وتوفر وصول أسرع إلى الأخبار، وتشير كل الدراسات إلى أن التوجه نحو استخدام البرمجيات في العمل الصحفي، لا يستهدف الاستغناء عن الصحفيين، ولكنه فرصة لتحريرهم من عمليات إنتاج التقارير الروتينية.

وأصبح الاعتماد على تقنيات "الأتمتة" في المؤسسات الإخبارية العالمية أمرًا مُسلمًا به، لا غنى عنه وأنتج آلاف القصص الإخبارية دون تدخل بشري.

ويرى المملوك أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، والأتمتة لا تستهدف أبدًا الاستغناء عن الصحفي ولكن إلى جمع المعلومات، وإنتاج الأخبار القصيرة بشكل آلي في الموضوعات المعتمدة على البيانات الإحصائية، وهو ما يوفر عامل الوقت والجهد للصحفي.

 

فوز "القاهرة 24" بمبادرة جوجل:

وفاز موقع "القاهرة 24" بمنحة من ‫صندوق الطوارئ من Google لدعم الصحافة المحلية.

وتم قبول طلب المنحة الخاص بالموقع من ضمن 12 ألف طلب من مؤسسات صحفية خاصة وناشئة تعمل في أكثر من 100 دولة.

وتسعى مبادرة أخبار Google لدعم الصحافة والناشرين حول العالم، في ظل تهديد جائحة فيروس كورونا، التي حجّمت من إيرادات الإعلانات بشكل كبير.

 

مستقبل غرف الأخبار وتقنيات الذكاء الاصطناعي:

وتشهد مهنة الإعلام تدخل التقنيات الحديثة في العمل الصحفي، وتتوقع دراسات أنه بحلول 2022 ستتولى تقنيات "الروبوت" ما بين 8 و12% من المهام الحالية للصحفيين عالميًّا، الأمر الذي يفرض على العاملين بهذا المجال ضرورة تطوير قدراتهم، والعمل على زيادة التطور التكنولوجي ودخول الذكاء الاصطناعي بكافة المجالات.

وحسب منتدى الاقتصاد العالمي، كان لأزمة كورونا، دور كبير في تغيير وتحويل غرف  الأخبار لتعمل عن بُعد، واستخدام التكنولوجيا والدعم الفني، وزادت من وتيرة التحول للصحافة الرقمية.

وقال مركز بيو للأبحاث، إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الصحفيين أو يلغي الوظائف الصحفية، بل ستتولى الآلات ما بين 8 إلى 12% فقط من المهام الحالية للصحفيين بحلول 2022، وهو ما سيعيد في الواقع توجيه المحررين والصحفيين نحو المحتوى ذي القيمة المضافة.  

تابع مواقعنا