الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“مر على قوم”.. قصص لا تعرفها عن “الأعرابي” من الحكمة لسُخرية السوشيال ميديا (صور)

القاهرة 24
أخبار
الإثنين 25/فبراير/2019 - 12:20 ص

“وبينما كانوا جالسون.. قوم إيه مر أعرابي”.. حكمة بين العرب تم تداولها على مدار السنين الماضية، إلا أنها تحولت فى مصر إلى فصل جديد من مجتمع “الميمز والكوميكس”، رغم أن “الأعرابي” ذكر أكثر من 100 مرة في أحاديث نبوية، منها ما تجاوز الـ70 فى مسند الإمام أحمد وحده، وأكثر من 30 مرة في صحيح البخاري.

مر اعرابي

تحول “مر أعرابي على قوم” إلى تريند ساخر فى مصر، دفعنا للبحث وتقديم الجانب الآخر من القصة الحقيقية للأعرابي ومن هو بالأساس، ولماذا يدخل في الرواية أو الحديث دون ذكر من هو، خاصة وأنه ذكر بشكل مُجهل في أزمانٍ متعددة وليس زمن الرسالة على سبيل المثال فقط، وإنما استخدمه الحكام العرب بشكل كبير.

والأعرابي في هذا النوع من السرديات هو دائماً شخص لا يحمل اسم ولا تاريخ سابق ولا لاحق للرواية، شخص (يأتي) من العدم يقدم تبريرًا للرواية أو مدخلاً للحديث ثم يعود مرة أخرى للاختفاء دون أي أثر.

مر اعرابي

كان الأعرابي بالنسبة للفرق السياسية القديمة بمثابة “المصادر المطلعة” للأنظمة السياسية المعاصرة، وأقواله مثل تصريحات “مسؤول رفيع” لم يسمعه ولا يعرفه أحد غيرهم.

أبرز قصص عن الأعرابي

-مرّ أعرابي بقوم فسخروا منه، فرجع إليهم وقال: إن الناس رجلان: متكلمٌ غانم وساكتٌ سالم، فوالله ما سلمتم سلامة الصامت، ولا غنمتم غنيمة المتكلم، وشُتم أعرابي فلم يرد، فقيل له في هذا فقال: أنا لا أدخل في حرب الغالب أشر فيها من المغلوب.

*- تزوّج أعرابيّ على كبر سنه، فعوتب على مصير أولاده القادمين، فقال: أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق.

*- أقبل أعرابيّ يريد رجلاً وبين يدي الرجل طبق تين، فلما أبصر الأعرابيّ غطى التين بكسائه والأعرابيّ يلاحظه، فجلس بين يديه فقال له الرجل: هل تحسن من القرآن شيئاً، قال: نعم، قال إقرأ، فقرأ: والزيتون وطور سينين، فقال الرجل فأين التين؟ فقال الأعرابيّ: التين تحت كسائك!.

مر اعرابي

*وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم: اسمي وثيق، وقال الآخر منيع، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد، فقال الأعرابيّ: ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم.

*- أتى أعرابيّ بفالوذج “نوع من الحلوى الفارسية” فأكل منه لقمة، فقيل له: هل تعرف هذا؟ فقال هذا وحياتك الصراط المستقيم.

الأعراب فى الأحاديث النبوية

والأعراب هم ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة، وليست قبائل بعينها، فهم لذلك أقسى قلوبا وأقل علما بحقوق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأدب معه، قال ابن الجزري: “والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة”، وكذا قال الشوكاني في فتح القدير، بحسب ما ذكره موقع إسلام ويب.

وجُفَاة الْأَعْرَاب من حديثي العهد بالإسلام الذين أساء بعضهم الأدب مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد صبر وحلم على جفائهم وغلظتهم معه بل وأحسن إليهم، فكان مثالا للمعلم والمربي الذي يدرك أحوالهم وطبيعة بيئتهم وحياتهم المتصفة بالشدة والقسوة، فكان يبين لهم برفق، ويعاملهم بحكمة على قدر عقولهم وتفكيرهم وطبيعتهم، بل اتسع حلمه عليهم حتى جاوز العدل إلى الإحسان إليهم، فكان بهم رحيماً، ولهم محسنا ومصلحاً.

وأبرز الأحاديث النبوية عن الأعراب ما ورد فى صحيح الإمام أحمد، قائلاً: “لقد جاء أعرابي وقال: يارسول الله: دلني على عمل يدخلني الجنة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أطعم الجائع، واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير” صحيح أخرجه الإمام أحمد.

وعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: (كنت عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال، فأتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟، فقال له: أبشر، فقال: قد أكثرت عليَّ من أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: ردَّ البشرى، فاقبلا أنتما، قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه ثم قال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا، فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما, فأفضلا لها منه طائفة ) رواه البخاري.

مر أعرابى على قوم

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (أبشر) بهمزة قطع، أي بقرب القسمة، أو بالثواب الجزيل على الصبر”.

وقال النووي: “في الحديث: فضيلة ظاهرة لأبي موسى وبلال وأم سلمة – رضي الله عنهم -، وفيه استحباب البشارة واستحباب الازدحام فيما يتبرك به وطلبه ممن هو معه، والمشاركة فيه”.

وعن محمَّد بن جبير قال: أخبرني جبير بن مطعم أنه: (بينما يسير هو مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقفله (رجوعه) من حنين، فَعَلِقَهُ (تبعه) الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى سمرة (شجرة)، فخطفت رداءه، فوقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاه (شجر له شوك) نعما، لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا) رواه البخاري.

قال ابن حجر: “في هذه الأحاديث وفي معناها: ذم الخصال السيئة، وهي البخل والكذب والجبن، وأن إمام المسلمين لا يصلح أن يكون فيه خصلة منها، وفيه ما كان في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الحلم وحسن الخلق وسعة الجود، والصبر على جفاة الأعراب”.

تابع مواقعنا