الهجوم الإلكتروني الروسي على الولايات المتحدة.. الأسوأ لم يأت بعد
مع تزايد عمليات الاختراق الإلكتروني ضد مؤسسات وشركات في الولايات المتحدة، والتي تم الإبلاغ عنها عبر قطاعات كبيرة من الحكومة، بدءا من مساء الخميس الماضي، بما في ذلك إدارة الأمن النووي الوطنية، التابعة لوزارة الطاقة؛ تشير بعض التقارير الأمريكية، على لسان مسؤولين فيدراليين، إلى أن الأسوأ ما زال لم يأتِ بعد.
وأقرت وحدة الأمن السيبراني، التابعة لوزارة الأمن الداخلي، بأن النطاق الكامل للهجوم، غير معروف حتى الآن، مع وجود عدد لا يحصى من أنظمة الحكومة المحلية والقطاع الخاص في "خطر جسيم".
وقال وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو إن المسؤولين الأمريكيين "ما زالوا يفكرون"، في التسلل الإلكتروني، لكنه ألقى باللوم علنًا على الروس "الكرملين".
اختراق "FireEye".. تفاصيل الهجوم السيبراني ضد الولايات المتحدة
وعلى الرغم من أن السلطات الفيدرالية قد تعقبت حتى الآن إطلاق الهجوم حتى شهر مارس، إلا أنه لا يزال من غير الواضح المدة التي قضاها العملاء في بعض الوكالات الحكومية الأكثر أهمية، بما في ذلك وزارات الخارجية والأمن الداخلي والخزانة والتجارة، وماذا قد يكون ضاع أو تعرض للخطر.
ونظرًا لأن الهجمات استخدمت تكتيكات متطورة غير مرئية في الاختراقات السابقة- وفقًا لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة للأمن الداخلي الامريكي (CISA)- فمن المتوقع أن يكون القضاء على التهديد أكثر صعوبة.
وقد أقرت وزارة الطاقة، بأن أنظمتها قد تأثرت، بما في ذلك الوكالة التي تحتفظ بمخزون الأسلحة النووية في البلاد، لكنها أضافت أن هذا لا يعني أن المتسللين لديهم إمكانية الوصول إلى الأسلحة النووية والرموز، ويرجع ذلك إلى أن أنظمة الأسلحة عادة ما تكون معزولة عن الإنترنت التقليدي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الطاقة، شايلين هاينز، في وقت متأخر من يوم الخميس، أن مراجعتها جارية، لكنها حددت حتى الآن، أن البرامج الضارة "معزولة عن شبكات الأعمال فقط".
ونوه "هاينز" إلى أن الخرق لم يمتد إلى "مهام الأمن القومي الأساسية للوزارة"، بما في ذلك الإدارة الوطنية للأمن النووي.
رد فعل البيت الأبيض
ربما كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة؛ هو صمت البيت الأبيض، حيث كانت أجزاء أخرى من الحكومة تدق ناقوس الخطر بشأن التهديد المتعاقب والمخاطر غير المؤكدة، مما أثار تساؤلات حول الكيفية التي ينبغي على الولايات المتحدة الرد عليها.
ووصف السيناتور ميت رومني، ولاية يوتا، الجمعة الماضي، عدم استجابة الرئيس دونالد ترامب، بأنه أمر "غير عادي" حيث تواجه البلاد المعادل الحديث لـ "القاذفات الروسية التي تحلق دون أن يتم اكتشافها فوق البلاد بأكملها".
وأضاف رومني: "لقد كانت لديهم القدرة على إظهار أن دفاعنا غير كافٍ بشكل غير عادي؛ وأن استعدادنا للحرب الإلكترونية ضعيف للغاية".
وقال مايكل شيرتوف، وزير الأمن الداخلي السابق في إدارة جورج دبليو بوش، السبت، إن الانتهاكات أكدت الحاجة إلى "استراتيجية ردع خلال فترة الصراع السيبراني".
ووصف نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، مارك وارنر، بولاية فرجينيا، الاختراق، يوم الجمعة، بأنه "خرق مدمر"، يتطلب انتباه الرئيس.
وقال وارنر: "إن حادثة بهذا الحجم، وتأثير دائم، تتطلب استجابة نشطة وعلنية من قبل حكومة الولايات المتحدة، بقيادة رئيس يفهم أهمية هذا التطفل، والذي ينشط استراتيجية علاجية محلية واستجابة دولية"، مضيفا: "من المقلق للغاية أن الرئيس لا يبدو أنه يعترف بخطورة هذا الوضع، ناهيك عن التصرف بناءً عليه".
فيما كرر يوهانس أبراهام، المدير التنفيذي لانتقال الرئيس المنتخب جو بايدن، تحذير "بايدن"، يوم الخميس، من أنه ستكون هناك عواقب لأولئك الذين يهاجمون الولايات المتحدة بعمليات إلكترونية ضارة.
وقال "أبراهام"، الجمعة: "ستكون هناك تكاليف باهظة".. "في حين أن خصومنا لا ينبغي أن يتوقعوا منا "اللكمة"، يجب أن يتوقعوا أن الرئيس المنتخب هو رجل يلتزم بكلمته".
وأضاف أنه في حين أن الكثير غير معروف؛ "ما نعرفه هو مصدر قلق كبير".