حكايات اللغة العربية.. قتلني قبل مَلَك الموت
تزخر اللغة العربية بالسحر والجمال، وكذلك بالمفارقات الطريفة والنكات البلاغية، على عكس ما يرمي به بعض المتشدقين عربيتنا بالجمود والميكانيكية.
وفي هذا الصدد تسجل أمهات الكتب لنا الكثير من هذه المفارقات والمواقف الطريفة، والشخصيات الفكهة الظريفة، ومن بين هذه المواقف ما كان بين ابن وأبيه حين مرض الأخير.
والقصة وفق محتويات انه كان لأعرابي ولد نحوي يتقعر في كلامه فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت فاجتمع عليه أولاده، وقالوا له: ندعو لك فلانا أخانا؟ قال: لا، إن جاءني قتلني، فقالوا: نحن نوصيه أن لا يتكلم.
فدعوه فلما دخل عليه قال له: يا أبت قل لا إله إلا الله تدخل الجنة وتفوز من النار، با أبت والله ما أشغلني عنك إلا فلان فإنه دعاني بالأمس فأهرس، وأعدس، واستبذج، وسكبج وطهيج وأفرج، ودجج، وأبصل، وأمضر ولوزج، وافلوذج، فصاح أبوه: أغمضوني فقد سبق- يقصد ابنه- ملكَ الموت إلى قبض روحي.