لِسَانُ الْمَاءِ.. شعر فاطمة شاوتي
ليتَ القصيدةَ تملكُ لساناً آخرَ
غيرَ البكاءِ...!
ليتَ الأغنياتِ تطرقُ بابَنَا...!
مدينتِي مُحاصَرَةٌ
بالفيروسِ والطوفانِ
فمَنْ لِي بسفينةِ "نوحْ"
أفتحُ الأبوابَ...!
تتنفَّسُ رئاتُ الفقراءِ
ثقبَهَا الماءُ والأسلاكُ... ؟
مِنْ أينَ لِي بصوتِ "نِزَارْ"... ؟
منْ قيامتِهِ
يفتحُ جسراً يعبرُهُ الماءُ...
فلا أسمعُهُ :
"إنِّي أغرقْ أغرقْ"...
كلُّ قصيدةٍ لاتغنِّي حصارَهَا...
أغنيةٌ موبوءةٌ
كلُّ قصيدةٍ حصارٌ...
بينَ الماءِ والوباءِ
تموتُ
والقصيدةُ محاولةٌ للغناءِ
فهلْ يصدقُ الغناءُ في الماءِ... ؟
مِنْ أيْنَ يأتِي الغناءُ
والحناجرُ مكتظَّةٌ بالماءِ... ؟
هلْ تغنِّي المدينةُ
على إيقاعِ المطرِ... ؟
والطريقُ إليها غارقةٌ
في دمعِ الفقراءِ... ؟
مِنْ أيْنَ يأتِي الغناءُ
والعصافيرُ تموتُ
في حنجرةِ الماءِ... ؟
كلمَا غنَّى "السِّيَّابُ" "أنشودةَ المطرِ"...
يبكِي الماءُ //
تصمتُ العصافيرُ//
فهلْ أغنِّي المطرَ أمْ أبكِي الوطنَ... ؟
النَّصُّ حاجزٌ مائِيٌّ... والمدينةَ
تبكِي //وأنا أبكِي //
غمَرَنَا الماءُ والبكاءُ
فأَيُّهُمَا دمعِي... ؟
أيُّهُمَا المطرُ... ؟
* فاطمة شاوتي شاعرة مغربية