أمين متحف بالإسكندرية يكشف جهاز الاستخبارات عند المصري القديم
قالت عزة خميس، أمين متحف بالقسم المصري بمتحف الإسكندرية القومي، إن الحكومات تتجلى بضرورة الحفاظ على الأمن وأهميته في حماية الدولة منذ العصر المبكر، حيث تشير الدراسات إلى أن جهاز الشرطة والاستخبارات قد كان محل اهتمام بالغ من ملوك مصر، فقد عرفه المصري القديم عندما وحد الملك نارمر مصر، حيث يظهر لأول مرة لقب "Hry-sStA" ويعني كاتم الأسرار أو المسؤول عن الأسرار"، الذي بلا شك ينشأ نتيجة تحريات سرية مسبقة تتم بواسطة رجال مدربين ويخضعون لرئاسة كاتم الأسرار.
وأوضحت أن المعلومات تُرفع التحريات شفاهية للملك، وعليه يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتحرك نحو مصدر الخطر الأمني على الدولة أو على خطوط التجارة كافةً أو حماية مقابر الملوك حتى لا تتعرض للنهب والسرقة، وهذا يوضح أن العمل الاستخباري يشكل ركنا أساسيا في توفير المعلومات اللازمة للملك الحاكم للبلاد وصيانة الأمن على كافة مستوياته السياسية والاقتصادية والعسكرية.
آثار الإسكندرية تُشكل لجنة لبحث الكشف الآثري الجديد وبحث امكانية نقل أجزاء منه للمتحف اليوناني
وتابعت أنه في العام الخامس من عهد الملك رمسيس الثاني كان هناك شق استخباري في التقرير الحربي عندما اندلعت "معركة قادش" بين الملك المصري وملك "خيتا" – الحيثيين "تركيـا حاليا" بقيادة الملك "مواتللي الثاني"، حيث كانت مملكة "خيتا" في أوج مجدها العسكري والاقتصادي، وقاموا بانشاء تحالف عسكري من كل شعوب العالم القديم. وقد سميت بمعركة قادش نظرًا لمدينة قادش التي تقع على الضفة الغربية لنهر العاصي جنوب بحيرة حمص في سوريا، فمن الملاحظ أنه حدث اخفاق من مسؤولي الاستخبارات في توفير المعلومات وتحري الدقة عن موقع العدو، وهو الأمر الذي دعا الملك رمسيس الثاني بإلزامه بتوجيه النقد اللاذع للمسؤولين عن ذلك التقصير الذي حدث، وربما السبب وراء ذلك كان حفاظه على سرية المهمة ودقة المعلومات عن مواقعهم وعدم تسرب خطة التحركات العسكرية. وأياً ما كان الأمر فلم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر، وبالتالي قد أُبرمت معاهدة في العام الحادي والعشرون من حكمه، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
الصين تكشف مقبرة تعود إلى 2200 عام لعائلة أرستقراطية
وأشارت إلى أنه يمكننا القول إن جهاز الاستخبارات هو الخُطى الموجهة لاستخدام كل الوسائل للحصول على كافة أنواع المعلومات، لاتخاذ القرارات التي تكفل سلامة الأمن القومي للدولة، والسيطرة على التمرد من خلال جهود المخابرات التي تهدف إلى التفتيش السري.