فى ندوة "المجلات المصرية".. نقاد يطالبون بآليات جديدة لوصول الثقافة للجمهور
تحت عنوان "المجلات المصرية ودورها العربي"، نظم قطاع صندوق التنمية الثقافية ثاني فعاليات منتدى الثقافة والإبداع، بمركز الإبداع الفني بالقاهرة بساحة الأوبرا، بحضور أ.د. فتحى عبد الوهاب رئيس قطاع الصندوق وعدد من النقاد والمهتمين بالآداب.
بدأت فعاليات المنتدى بتقديم الكاتب الصحفي طارق الطاهر،المشرف على المنتدى ومدير الندوة، المشاركين الأساتذة أ.د. زين عبد الهادي رئيس تحرير مجلة عالم الكتاب والمشرف العام على مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، د. حاتم حافظ الأستاذ بأكاديمية الفنون ورئيس تحرير مجلة "فنون"، الكاتب والشاعر جرجس شكري أمين عام النشر بهيئة قصور الثقافة، من خلال الربط بمحاور متعددة تلخص أسباب قلة صدور الدوريات الثقافية المتخصصة وتراجع الدور المنوط بها عربياً وإفريقياً.
وقدم د. زين عبد الهادى دراسة بعنوان "المجلات الثقافية المصرية الورقية .. انهيار أم صعود" قدم فيها رصدا تاريخيا لما يطلق عليه "مجلة ثقافية"، أرجع بداياتها لعام 1663 وهي التي صدرت في ألمانيا بعنوان "مناقشات علمية وثقافية" واستمرت لمدة خمس سنوات، ثم استعرض بداية دخول الدوريات الثقافية لمصر عام 1799 مع الحملة الفرنسية مصطحبة مطبعتها لتوزيع المنشورات عن طريق إصدار أولى المطبوعات "البريد المصري" متماشية في نفس الوقت مع دورية "وصف مصر" .. ثم صدور "الوقائع المصرية" 1828 على يد محمد على، مروراً بجريدة "المقتطف" 1876 – "روضة المدارس" 1870 و مجلة "الهلال" 1892 .
واستخلص "عبد الهادى" فى دراسته أن عدد الدوريات التى صدرت خلال الفترة من 1876 – 2017 "144 عاما" بلغت 750 دورية، بلغت ذروة صدورها 158 مجلة ودورية صدرت خلال عام واحد فقط، هو عام الألفية.. معتزاً بدور وزارة الثقافة لكونها الناشر الأول للدوريات فى مصر من خلال قطاعاتها المختلفة.
فيما تحدث د. حاتم حافظ عن غياب الاستثمار الخاص وتراجع الإنفاق فى مجال الثقافة بشكل عام وعلوم المكتبات بشكل خاص، نظراً لاستحواذها على المطبوعات الثقافية، وطالب "حافظ" بضرورة استخدام آليات جديدة فى الوصول بالمنتج الثقافى للجمهور، مشيراً لبلوغ نسبة 70% من الشعب المصرى سن القراءة.. مستشهداً بما كان يقدم فى الولايات المتحدة خلال الثمانينات من إستحداث نسخ للمطبوعات ترسل للقراء عن طريق الفاكس، مؤكداً على أهمية المجلة الورقية رغم التطور التكنولوجى الذى إستحدث مفهوم النشر الأليكترونى، فظلت الكثير من الدول المتقدمة تحافظ على الشكل والمفهوم التقليدى للدورية.
وفى كلمته، تناول الكاتب جرجس شكرى تأثير المجلات الثقافية فى مصر خلال الحقبة الأولى من العصر الحديث، والتى كان لها بالغ الأثر فى إثراء المجتمع المصرى بنشرها لكتابات د. طه حسين "حديث الأربعاء" ويوميات العقاد ومصطفى صادق الرافعى بمجلتى "الكاتب" و"الرسالة" ، كما ثمن "شكرى" تجارب الأساتذة د. عبد القادر القط وغالى شكرى فى مجلة "القاهرة" والتى أعتبرت "حدث" هام وسط المجلات الثقافية العربية .
كما أشاد "شكرى" بالمحاولات المؤثرة للمطبوعات المستقلة: "الجراد، الكتابة الأخرى والفن السابع" والتى تم توزيعها بشكل بدائي في جيل من شباب الوطن العربى فى ذلك الوقت، وشدد على ضرورة وجود "مشروع فكرى" وإتجاه ثقافى يحدد سياسة تحرير المجلة لضمان إستمرارها، مستشهداً بما قام به رفاعة الطهطاوى من تعريب للغة إصدار (الوقائع) بعد أن بدأت الصدور باللغة التركية.
كما قدمت شهادات ومداخلات من الشاعر عبده الزراع، الناقدة سوزى شكرى، د. شيرين العدوى، الأديبة نهى صبحى، الإعلامى عادل سعد، د. شريف الجيار، المستشار محمد خلف المترجم جمال المراغى والكتاب والصحفيين محمد لطفى وياسر الغبيرى وسامح فايز.