بعد كسرها حاجز 40 ألف دولار… هل ستشهد عملة "البيتكوين" انخفاضًا آخر؟
ارتفاع جنوني شهدته سيدة العملات المشفرة "البيتكوين" بعد كسرها لحاجز 40 ألف دولار خلال الأيام الماضية، مما دفع البعض لتسميتها بالذهب الرقمي، ووسط هذا الارتفاع يرجح خبراء الاقتصاد توقعهم بانخفاض قيمتها مرة أخرى.
تجني ثمار أزمة "كورونا"
يقول الدكتورعلى مسعود، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بني سويف، "للقاهرة 24"، إن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع يرجع إلى تأثر الاقتصاد العالمي نتيجة جائحة "كورونا" وهز الثقة فى الدولار الأمريكي، والاتجاه العالمي للتعاملات الرقمية، مضيفًا أن العالم لم يشهد من قبل وصول عملة رقمية لهذه الأرقام ولكنه يشجع الدول للاتجاه الرقمي.
وبسؤاله عن توقعه لانخفاض قيمة "البيتكوين" في الفترة المقبلة، أشار"مسعود"، إلى أن إمكانية إيجاد اللقاحات المناسبة ستحدد مدى السيطرة على فيروس كورونا، وهو ما ينعكس على توقعات معدلات النمو ما يأثر على ارتفاع سعر الدولار مما يقلل الطلب على عملات البيتكوين.
منافس جديد للبيتكوين
ولفت "مسعود" إلى أن إعلان البنك المركزي الصيني عن اقتراب موعد طرح اليوان الرقمي ليكون العملة الوطنية الرقمية يمثل تحديًا للبيتكوين، إذ أنه سيدفع البنوك المركزية في الدول المختلفة للاتجاه الرقمي، كما أنها تعتبرعملة وطنية آمنة للاستثمار من خلالها على عكس "البيتكوين".
طفرة البيتكوين في 2017
القفزة السعرية لعملة البيتكوين في هذا العام ليست الأولى من نوعها، فقد بدأت في أول أيام عام 2017 بسعر أقل من ألف دولار عند 963 دولارًا فى المتوسط، بقيمة سوقية لم تتخط 15.5 مليار دولار، وهو ما يعنى أن قيمة عملات البيتكوين التى كان يتم تداولها عالميًا فى ذلك الوقت مقابل الدولار قيمتها الإجمالية هى الـ15.5 مليار دولار.
واستمرت عملة البيتكوين في القفزات المتوالية بدرجة أدهشت المستثمرين أنفسهم، خاصة أنه لا أحد يعلم المستوى الحقيقى للبيتكوين لأنها تخضع لعوامل العرض والطلب، ثم واصلت ارتفاعها في ديسمبر بنفس العام لتصل حاجز الـ20 ألف دولار حيث سجلت 19.8 ألف دولار للبيتكوين لم يكن هذا الارتفاع هو نقطة النهاية لجنون أسعار شهر ديسمبر، حيث شهدت تراجعًا سريعًا خلال الأيام التالية للارتفاع ليصل إلى مستوى الـ12 ألف دولار فى خمسة أيام فقط، كما انخفضت إلى ما يصل ل 3 آلاف دولار بحلول أوائل 2019 ،وهو ما أثار مخاوف المستثمرين حول العالم.
عملة بدون "هوية"
فيما حذرت الدكتورة بسنت فهمي لـ"القاهرة 24"، من الاستثماربالبيتكوين، إذ أنها عملة افتراضية لا تخضع لقوانين الاقتصاد، مؤكدة أن عدم وجود اقتصاد لدولة معينة تتبع له "البيتكوين" يسقط هويتها، واصفة إياها بأنها أشبه "بالقمار" على حد تعبيرها.
وتابعت "فهمي"، أن انخفاض "البيتكوين" سيكون غير مفاجئًا للخبراء الاقتصاديين، لأن الحالة الاقتصادية في العالم هي سبب ارتفاعها حاليًا، مضيفةً أن الاستثمار بالعملات الرقمية مثل "البيتكوين" يعد أمرًا شديد المخاطرة، حيث يندرج تحت بند المضاربة أكثر منه استثمار، نظرًا لأنها ترتبط بالعرض والطلب وللتذبذب الشديد في أسعارها.
لامركزية لـ"البيتكوين"
في يوليو الماضي، استولى المتسللون على حسابات "تويتر" الخاصة بإيلون ماسك وبيل جيتس وباراك أوباما في محاولة واضحة لكسب الدخل عن طريق خداع الأشخاص باستخدام البيتكوين.
ولطبيعة العملة اللامركزية، كان من الصعب استرداد الأموال بعد خسارتها في عملية احتيال، حيث لا توجد سلطة مركزية كالبنوك المركزية في الدول المختلفة للرجوع إليها، مما جعل "البيتكوين" مفضلة للمحتالين، حتى عندما تجذب التقنيين والمستثمرين على حد سواء.