“تراثي حرفتي”.. مبادرة بنكهة الطبيعة لتعليم أصول الحياكة على الجريد (صور)
حبها لكل ما هو مستخرج من الطبيعة كان دافع قوي لها للتفكير في صناعات تكون كل محتوياتها مستخرجة من باطن الأرض ولا تدخل لأي عنصر بشري فيها.
“راندا سيف” شابة مصرية تعيش في القاهرة وترجع أصولها إلى محافظة الوادي الجديد فالبرغم من كونها تعيش في العاصمة إلا أنها تحن دومًا إلى الطبيعية وتعشق كل ما هو طبيعي وشغوفة دائمًا بكل ما يندرج تحت اسم التراث العربي القديم.
“الوادي الجديد من أكثر المحافظات التي تنتج البلح بأشكال وأنواع مختلفة، في البداية فكرت في استغلال كل مشتقات البلح بداية من نواة البلح وحتى الجريد” هكذا تقول راندا سيف لـ”القاهرة 24″، فشغفها للطبيعة دفعها إلى إنتاج العديد من الصناعات المعتمدة على المنتجات الطبيعية كليًا.
بدأت راندا في صناعة “صابونة التمر”، وهو صابون يعتمد في صناعته بشكل مباشر على التمر وزيت جوز الهند وزيت الزيتون وعسل التمر ونواة التمر، وقامت باختباره على بشرتها في البداية، وفوجئت باختفاء جميع عيوب البشرة.
وقالت راندا “اتجهت إلى تعلم حرفة صناعة الصابون عن طريق الاطلاع بشكل مستمر على طرق إنتاج الصابون من خلال اليوتيوب وأخذ كورسات أون لاين من خارج مصر إلى أن وصلت إلى الاحتراف في إنتاج صابونة التمر ثم توجهت إلى مصلحة الكيمياء لإجراء اختبارات استخدامها، وجاءت النتيجة أنها مطابقة للمعايير الأوروبية”.
وكانت ذلك نقطة انطلاق لها فتحت لها مجالات مختلفة في مجال الصناعات الطبيعية، ففكرت راندا في إعادة تدوير مخلفات النخيل، وتعلمت صناعة القهوة من نواة التمر “القهوة العربي”، وتعلمت صناعة “دبس الرمان”.
وتعلمت الحياكة على أوراق الجريد، وأخذته حرفه ثابتة ومصدر دخل لها، وعلمت أهل قريتها كيفية الحياكة على الجريد مع إضفاء اللمسات الحديثة ليتماشي مع الذوق الحالي.
وفكرت راندا في إنشاء مبادرة “تراثي حرفتي” تقوم فيها بتعليم مجموعة من بنات قريتها أصول صناعة الحياكة على الجريد والذي يقوموا بتعليمهن سيدات القرية الكبار” حتى لا تندثر الحرفة على حد قولها”.
ولاقت تلك المبادرة نجاحا كبيرا في قريتها وشجعت راندا بنات قريتها من خلال شراء منتجاتهن التي ينتجونها من خلال إعطاء كل فتاة مبلغ بسيط من المال بعد الانتهاء من تعلمهن تلك الحرفة كمكافئة لهن.
وأنشئت راندا صفحة “ركن الطبيعة” قامت فيه بالترويج لكافة منتجاتها التي أصبحت مع الوقت مصدر دخل لها وتتمنى أن يصبح “براند عالمي” في أقرب وقت على مستوى مصر ومحافظاتها.
ومن المعوقات التي تواجهها “راندا” هي عدم توافر مصادر التمويل وكل الأفكار قائمة بالمجهود الذاتي.