الشك ظاهرة سلوكية تعبر عن حالة من التناقض ما بين التصديق والتكذيب، وعدم الاقتناع بأي منهما خوفاً من النتيجة المحتومة، بسبب التردد الدائم وعدم الثقة في اتخاذ القرارات، والشك يكون مفيدًا إذا لم يتخطى الحد الطبيعي، بحيث لا يكون الإنسان واثقاً للحد الذي يجعله صيد سهل لغيره، و لا يكون معميًا بالشك حد المرض به.

ما هي أنواع الشك وكيف تتعرف على مريض الشك بسهولة 

الشك الطبيعي

ويكون الشك منطقي في هذا النوع، لأن كل منا يحتاج إلى هذا القدر الصغير من الشكوك ليتجنب الوقوع في تجارب غيره الفاشلة، حتى لا يكون الإنسان سلبي لا يفكر قبل إتخاذ قراره و تلقى به سلبيته في نهاية المطاف إلى جوف بحر من الأخطاء.

الشك الملازم للإنسان

أصحاب هذا النوع يواجهون صعوبة كبيرة في الإتصال مع الآخرين، سواء كانوا أصدقائهم جيرانهم أو حتى أقربائهم، فهم لا يستطيعون الوثوق في أي شخص سوى أنفسهم، وهذا ينعكس عليهم سلبيا أكثر من المحيطين بهم، لأن الشك يكون قد وصل معهم إلى نسبة من الوسواس القهري، وعدم مبالاتهم لهذا الأمر قد يتحول عندهم لحالة مرضية، ويظهر ذلك من خلال بعض الجوانب  من أبرزها:

• عدم الثقة في الأقرباء و الأصدقاء و الزملاء.
• شعور الشخص بأنه مضطهد من غيره دائماً و الشك في أنهم يريدون له الأذى.
• عداوة مستمرة تجاه الآخرين.
• شكوك الأزواج دائماً بدون أي دليل.
• شكوك الشخص في شركاء العمل دون دليل.
• التفسير السيئ والسلبي لمختلف الأمور الحياتية.
• تفسير تصرفات الآخرين على أنها إساءه له و تعدي على حقوقه.

الشك المرضي

في هذه الحالة يبني الإنسان قصص انتقامية ومؤذية نابعة من تفكيره وخيالاته الوهمية، التي ليس لها أساس من الصحة، فهو يرى أن الجميع يخططون لقتله و إيذاءه، ومع الوقت يتقن التفكير في هذه الأمور ليتطور به الأمر ويصبح أسلوباً لحياته، وفي هذه الحالة يكون الوسواس القهري قد تمكن من الشخص، حيث يهيأ للشخص المصاب بالشك المرضي، أن يراقب زوجته كأن يتجسس على هاتفها ويتفقد رسائلها و يعود لمنزله فى مواعيد مختلفة، ليمسك بالدليل الذي يؤكد له ظنه بخيانة الزوجة، وآخر لا يأكل من يد أحد إلا أن يتناول من الطعام قبله، ظنا منه في أن الشخص الذي قام بإحضار الطعام له قد وضع سم داخله لكي يتخلص منه، وبالرغم من عدم وجود أي دلالات تصدق على أوهامه، إلا أنه لا يقتنع بغير الذي يعتقده، وأحيانًا يصل الأمر إلى حد إيذاء الأخرين والانتقام منهم بسبب كل هذه الهواجس والتهيؤات التي يعيش معها ليلًا ونهارًا.

كيفية التخلص من الشك

العلاج الشرعي

ويحدث عن طريق اتباع الشخص للمنهج الديني و أحكامه والتقرب إلي الله، ليبعد الله عنه الشك و لتجنب الوسواس الملازم للإنسان، لفصل الشك باليقين و قطع كل السبل الذي قد يدخل منها الشيطان.

العلاج السلوكي

عن طريق استشارة الاخصائيين النفسيين، لتفادى حالات الشك التي توقع بين الأفراد باختلاف درجات القرابة بينهم، لأن الاستشارة الطبية لها دور في تحديد الأسباب والعلاج اللازم للتخلص من الشك، و تحسين المستوى الفكري للمريض، وبعض الحالات قد تحتاج إلى تدخل العقاقير الطبية للحد من الأعراض. 

للوقاية من الشك

النقاش قد يفيد في التغلب على الشكوك داخل الفرد، عن طريق فتح مجال للمناقشه عن الأمر الذي أثار بداخله الشك مع الشخص المشكوك فيه، لأنه قد يكون هناك سوء تفاهم بنيت على أساسه كل هذه الشكوك، أو يقوم الطرف التاني بإقناع الطرف الأول أنه لا صحة لأي من أقواله، وينتبه في أفعاله لكي يمحي له أثر هذه الشكوك تماماً.

“رهاب الساح” مرض نفسي يصيب الإنسان ويجعله يخشى الخروج من البيت