"جيل بيسلم جيل".. ريم الخولي فتاة 12 عاما تعلم أطفال قريتها بعد قرار تعليق الدراسة (صور)
"جيل بيسلم جيل" هذه المقولة تنطبق على الطفلة ريم خيري، ابنة قرية أتميدة بمركز ميت غمر بالدقهلية التي تبلغ من العمر 12 عاما فقط، وفعلت ما يقوم به معلمون خريجو الشهادات العليا، حيث قامت بتجميع الأطفال من أبناء الجيران والأقارب الأصغر منها سنًا، لتعليمهم بعض المناهج العلمية، دون مقابل ذلك بعد تعليق الدراسة بسبب انتشار فيروس كورونا، وبذلك تكون ريم من أوائل الأطفال المربيين لأجيال.
وتقول "ريم" في حوارها مع "القاهرة 24": "كل الموضوع كان محتاج سبورة وطباشير، وأنا بحب التدريس، وكنت خايفة على مستقبل الأطفال الأصغر مني أن مستقبلهم يضيع بسبب توقف الدراسة علشان كورونا".
واستكملت مريم حديثها قائلة: "بدلًا من اللعب في الشارع قلت لهم تعالوا نذاكر، وماكانش في بالي إن الفكرة تتطور للمرحلة دي، ففوجئت بأحد جيراني يحضر لي سبورة، ثم قام الأطفال بتجميع أنفسهم بالكتب الخاصة بهم، ومن هنا تشجعت وأصبحت أدرس لهم بدلًا من اللعب.
وتضيف "ريم": "بالرغم من برودة الجو وانتشار الوباء أحرص على أن أدرس لهم يوميًا من الساعة الواحدة ظهرًا حتى نهاية النهار، بالحرص على اتباع ارتداء الكمامات، ولكن مع مراعاة تقسيم الوقت على جميع المواد فمن الساعة الواحدة حتى الثالثة عصرًا أشرح المواد الدراسية وبعد فترة العصر أقوم بتحفيظ القرآن الكريم.
24 يومًا في العزل.. مصورة توثق لحظات هزيمة كورونا (فيديو)
وتتابع: "الجميع يشجعني خاصة أهلي والجيران، فالأطفال دائما ما يستوعبوا الشرح ويأخذوا الموضوع على محمل الجد، ولكن لم أتخيل ما حدث وأن صوري تنتشر وتحقق كل هذه الشهرة، فكل ما أتمناه من الله أن أعمل مدرسة رياضيات عندما أتخرج".
وقال محمد نصر، الذي التقط صور ريم وابن عمها: "نبهتني والدتي لما تفعله ريم مع الأطفال وطلبت مني أن أصورها، وبالفعل عندما رأيتها تذاكر مع الأطفال وتتقمص دور المدرس ووجد كم هائل من التجاوب بينها وبين الأطفال، فحرصت على تصويرها، فهي تتبع طريقة غريبة في الشرح تستطيع من خلالها ريم أن توصل المعلومة لدى هؤلاء الأطفال، ومن خلالها تقوم ريم لاستجوابهم فيما شرحته كما وأنها معلم حقيقي".
وأضاف نصر: "أثناء تصويري لها حاولت أركز على التفاصيل كلها بدءًا بالسبورة والطباشير نهاية بالأطفال ومدى انتباههم لها، ومع ذلك لم أكن أتوقع كم الشهرة التي حصلت عليها الصور، فتقوم ريم بالتدريس للأطفال من سن أربع سنوات وحتى الصف الرابع الابتدائي على الرغم من قلة معلوماتها، ولكنها تقوم بشرح ما في قدرتها من حساب وعربي وانجليزي ثم تقوم بتحفيظ القرآن الكريم فيما بعد، وعندما تنتهي من ذلك تتجه لمذاكرة دروسها، فريم من الطالبات المتفوقات ودائمًا ما يتنبأ لها أساتذتها بشأن كبير".