من التحليق في السماء للطبخ.. قصة طيار مصري ترك وظيفته المرموقة حبًا في الطهي
يُقال إن النفق المُظلم له نهاية وبالتأكيد تلك النهاية هي بداية بقعة ضوء يخرج منها الأمل إذا أصر الإنسان على أن يرى هذه البقعة ويترك يأسه جانباً مستعداً لإشراقة شمسه من جديد، هذا ما قام به الشاب جوزيه رفا الذي قضى دراسته في مجال الطيران إلى أن أصبح طيارًا، ثم ترك مجاله مرغماً ليصبح بعدها أفضل شيف.
يقول الشاب جوزيه رفا الطيار سابقاً والشيف حالياً إن "الأمور كانت تمشي بشكل طبيعي فأنا ووالدي وأخوتي نعمل في الطيران".
في البداية كان يعمل مضيفاً للطيران ثم أحب أن يمتهن مهنة العائلة وهى الطيران، فبدأ بالدراسة في البرازيل وحصل على العديد من الكورسات إلى أن أصبح "كابتن طيار"، متابعًا: "بدأت أطير من عام 2009 إلى عام 2016 وذلك في دولة قطر لكن لم أجد معاملة تليق بي كطيار وتركت قطر وذهبت لشركة أخرى وبعد فترة ليست بقليلة قررت أن أطير في بلدي مصر".
وأشار جوزيه أن التعيين في شركة مصر للطيران لم يكن سهلاً ولكنه فعلها بعد مروره بعد مقابلات خاصة بالعمل هناك، وأن الشركة المصرية كانت معاملتها مختلفة فكانوا يهتمون كثيراً براحة الطيار وحالته النفسية".
وأعرب الشيف الطيار عن ولعانه بالطبخ وحبه لتجربة ثقافة الطعام في مختلف البلدان، فكان وقت راحته قبل أو بعد الإقلاع يذهب في الدولة التي يوجد بها لاستكشاف المطاعم بها وأكلاتها المختلفة، فهو يحب الأكل الصيني والياباني وأوقات فراغه يقوم بتحضير الطعام بنفسه، وكانت لديه صديقة تعمل معه مضيفة طيران وتعطي كورسات للطبخ فكان يحضر لها ليتعلم أكثر وحبه يذداد للطبخ أكثر وأكثر.
وأوضح "رفا" أنه كان سعيداً جداً بمهنته إلى أن وقع عليه قدر وقضاء الله لم يكن في حسبانه، فتعرض جوزيه لكسر في العمود الفقري وبعض الكسور في أماكن متفرقة من الجسم وذلك نتيجة حادث أليم أدى إلى الشلل التام حسب ما قاله الطبيب حينها، جلس على كرسي متحرك لفترة طويلة يائسًا من الحياة منتظرًا المفارقة الروحية، لتدخل إرادة الله مرة أخرى ويبعث به الأمل فذهب إلى ألمانيا وقام بإجراء 12 عملية جراحية وعاد للحياة مرة أخرى بعد الموت الإكلينيكي.
وبعدها أحب جوزيه العودة مرة أخرى للتحليق وبالفعل عاد الى رحلات الطيران المصرية ولكن كان سوء الحظ حليفه، فتدخل الوباء العالمي كوفيد19 إلى أقداره ووقفت رحلات الطيران في كل الدول.
فكر رفا أن لايقف مكتوف الأيدي ولابد من التفكير في عمل آخر يحبه إلى أن أقترح عليه أصدقاؤه أن يبدأ برنامجه الخاص بالطبخ على موقع التواصل الإجتماعي إنستجرام، وبالفعل بدأ في تحضير وصفات بسيطة وإعطائها لجمهوره البسيط الذي بدأ يكبر شيئاً فشيئا.
بدأ أصدقاء جوزيه في دعمه أكثر وينشرون وصفاته كي يراها عدد كبير من الناس ويحصل على إعجاب الكثير من المتابعين إلى أن بدأت تتواصل معه مختلف الشركات التى تنتمي للمطبخ فمنها شركة لتقديم المفضلات التى تعطى للطعام مذاق خاص، وأيضاً شركة للأدوات التى يستخدمها في تقديم أكلاته والأمر لم يتوقف هنا، فتواصلت معه أيضاً شركة لصنع ملابس الطبخ الذي يرتديها الشيف حتى أصبح الشيف جوزيه رفا.
وأكد أن كثير من البرامج تواصلت معه أشهرها برنامج شارع شريف مع الإعلامي شريف مدكور ليقدم فقرة في المطبخ مع عرض أشهى أكلاته.
وأخيراً قال جوزيه إنه يحب الطبخ كثيرًا لكن إذا جاءت الفرصة ليطير مرة أخرى سيختار التوافق بينهما لحبه للطبخ والتحليق معًا.
وأضاف أنه يتمنى أنه يكون صاحب مطعم كبير في برشلونة وسيبذل كل جهوده كي ينفذ تلك الأمنية التى كانت تشاركه فيها حبيبته التى توفاها الله.