14عامًا قضاها فتحي عبد الوهاب، موظفًا بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، قبل فصله من عمله نهائيًا بعد إجرائه تحليل الكشف عن المخدرات، في ظل سريان تطبيق القانون رقم 73 لسنة 2021، والذي بدء العمل به بداية من مطلع يناير 2022، حيث يشترط لشغل الوظائف في الجهات الخاضعة لأحكام القانون بالتعيين أو التعاقد أو الاستعانة أو الترقية أو الندب أو النقل أو الإعارة أو للاستمرار فيها إجراء تحليل مفاجئ استدلالي، وفي حالة إيجابية نتيجة العينة يتم إنهاء خدمة الموظف.
حالة "فتحي" تعتبر مخالفة للقانون رقم 73 لسنة 2021، في ظل ظهور إيجابية عينة تحليل المخدرات لديه بعد تناوله أدوية بوصفة طبية تعرف باسم "أدوية الجدول"، فقد كان يعاني من صداع مزمن، فضلاً عن مروره بنزلة برد وصفها بأنها كانت شديدة، استدعت تناوله بعض الأدوية المسكنة وأيضًا كانت بوصفة طبية، وذلك قبل إجرائه عينة التحليل بأيام معدودة، وهو ما أفصح عنه للفنيين قبل إجرائه للتحليل، وفقًا لحديثه مع القاهرة 24.
يشرح "فتحي" سبب إجرائه تحليل الكشف عن المخدرات أنه لم يكن مفاجئًا بالنسبة له، بعد أن حصل على ترقية في عمله، وقرر أن يذهب لإجراء التحليل المطلوب للكشف عن عينة المخدرات، قائلًا: "فوجئت بأن نتيجتي إيجابية، رغم عدم تناولي أي نوع مخدر، وبعدها طُلب مني الإمضاء على محضر العينة، لذلك قررت الاحتكام إلى الطب الشرعي لإجراء عينة جديدة، لكن عندما ذهبت في اليوم التالي من إجرائي للتحليل الأولى، رفضوا أخذ عينة أخرى مني، وأخبروني أنه لا يوجد إعادة لتحاليل المخدرات قبل الترقيات".
استمر "فتحي" في عمله بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي لـ أكثر من 50 يومًا متواصلة، إلى أن صدر قرار بإنهاء خدمته بشكل نهائي، وذلك بناء على إيجابية عينة تحليل الكشف عن المخدرات، بشكل يخالف تطبيق القانون رقم 73 لسنة 2021، حيث تلزم اللائحة التنفيذية للقانون سالف الذكر، الجهة المختصة أو مصلحة الطب الشرعي، بحسب الأحوال، بإخطار الصندوق بالنتيجة النهائية للتحليل خلال عشرة أيام عمل من تاريخ وصول العينة إليها، فإذا تأكدت إيجابية نتيجة العينة يتم إنهاء خدمة العامل بقوة القانون، وتحدد حقوقه بعد إنهاء خدمته وفقًا لـ قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات.
تقدم "فتحي" بتظلم إلى جهة عمله بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي أكثر من مرة، لكن دون جدوى حتى تحرير هذه السطور، مردفًا: "الأمر كان لا يصدق فأنا لدي أسرة مكونة من 5 أفراد، لذلك فالقانون يحتاج إلى إعادة النظر من قبل المشرعين، فطيلة سنوات عملي لم تصدر مني أي مشكلة، ولم أحول إلى التحقيق لمرة واحدة، وصفحتي ناصعة البياض، وليس بها أي نوع من أنواع الجزاءات، وبناء على ذلك كانت جميع ترقياتي تتم في وقتها دون أي تأخيرات".
وأكمل: "تعرضت أيضًا لـ الأذى النفسي كثيرًا بعد قرار إنهاء خدمتي بناء على كوني متعاطيًا للمخدرات، فلم أجد عملًا آخر منذ فصلي من عملي منذ أكثر من عام ونصف حتى الآن".