“مش كل اللي خلف بيكون أب”.. اعرف شروط الأبوة من استشاري الطب النفسي
“مش كل اللي خلف بيكون أب”.. هناك الكثير من الآباء لا يحملون الصفات الحقيقة للأبوة على الرغم من أنه هو حجر الأساس داخل البيت، ومصدر الأمان والاطمئنان للأطفال، ونرى كثيرًا ما تكون الفتاة الصغيرة متعلقة بوالدها وتريد الزواج من شخص يشبه أباها، نظرًا لتعلقها الشديد به وبشخصيته.
دكتورة هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، وضعت عدة نصائح للأب حتى يصبح الأب المثالي لأولاده.
- إزاي تبقى “هيرو” لأطفالك
ترى الدكتورة هبة أن الاستقرار الأسري سبب رئيسي في أن يصبح الأب “هيرو” للأطفال، إلى جانب الاحترام والاهتمام النابع من الأم إلى الأب، الذي يزيد من حالة الاطمئنان الأسري بشكل عام، فنجد الطفل عند ولادته، وأثناء مرحلة طفولته متعلقًا بشدة بأمه، وينظر إليها على أنها مصدر أمنه، في حين تجد الأم تستمد أمنها من الأب، يتنقل هذا الأمان للابن ويدرك مصدره في والده.
وأشارت إلى أن حالة الحب والاطمئنان الموجودة بين أفراد الأسرة، تدفعهم إلى قضاء الكثير من الوقت مع بعضهم، الأمر الذي يؤدى إلى إنشاء علاقة أسرية لطيفة، مع مشاركة أفراد الأسرة اهتماماتهم المختلفة، وأثناء اللعب معهم يشعر الطفل بأهمية وجود والده بحياته، بل ويتقرب منه أكثر فأكثر.
- الوقت العائلي يعزز من ثقة الطفل بنفسه
بقضاء الكثير من الوقت العائلي، يصبح هناك تواصل دائم بين أفراد الأسرة، قائم على المشاركة والاحترام المتبادل بين الأبناء والأب، وتشير عيسوي أن في هذه الحالة يستمع الطفل باهتمام إلى نصيحة أبيه، ويعمل وفقًا لها، إلى جانب تعزيز ثقته بنفسه.
في حين حذرت من الأسلوب المعنف القائم على التهديد والصراخ في وجههم، مؤكدة أن استخدام هذه الأساليب تؤثر سلبًا على الطفل فيما بعد، فنجده انطوائيًّا للغاية وجبانًا بطبعه.
- كن قدوة.. وليس أمرًا
وينصح الأب بأن يكون قدوة لأبنائه، وعليه أن يقوم هو أولًا بالفعل الذي يريده من ابنه، وبهذه الطريقة يقدم الطفل عليه، ولكن في صورة تقليد وليست تنفيذًا لأوامره.
على الأب أن يأخذ في اعتباره أن أطفاله يقومون بتقليده، فهو بمثابة بطل خارق من فليم كرتوني بالنسبة لهم، لذا يجب عليه توخي الحذر في جميع تصرفاته وسلوكياته، التي سيقوم طفله بتقليدها الحرفي.
كاسبرسكي: أكثر من نصف أولياء الأمور في مصر لا يتتبعون أماكن وجود أطفالهم رغم إتاحة التطبيقات ذلك
- توحيد توقيت الطعام له أثر نفسي
وأكدت دكتورة هبة بتوحيد الأسرة لتوقيت معين لتناول الطعام سويًا، مؤكدة أن هذا الاجتماع اليومي، يعمل توطيد العلاقة بينهم، وتبادل الحدث، والأراضي، والاهتمامات اليومية، مثلًا سؤال الأب في بداية الطعام، كيف مر اليوم على كل منهم، ينشئ حديثًا خلابًا بينهم وقت الطعام.
الأطفال على علاقة وثيقة بالخيال والقصص، لذلك يجب على الأب مشاركته هذه الأولوية، من خلال قراءته لقصة ما له قبل نومه، تجعل الطفل يطلب يوميًا منه القراءة له وتصبح مصدر أمانه قبل نومه.
وأخيرًا، الأب ليس البنك المركزى للأسرة، على حد قول البعض، لا بد من إظهار الحب، من خلال احتضانهم وتقبيلهم، بمجرد عودته من العمل، فهذا يجعل الطفل منتظرًا أباه طوال اليوم، لأخذ جرعة الحنان.