الانحرافات النفسية تصيب الطفل منذ ولادته.. اعرفي السبب من الدكتورة هبة العيسوي

تؤثر الضغوط النفسية على الأطفال تأثيرًا مباشرًا على صحته النفسية، وخاصة إذا كانت هذه الضغوط نابعة من داخل أسرته، التي من الطبيعي أن يكون دورها هو الدعم على التحمل والتعامل مع ضغوطات الحياة الخارجية، لكن عندما تنعكس الأدوار وتصبح الأسرة هي مصدر العنف والإهانة وتصبح الضغوط نابعة من الأسرة، فهنا يقع الطفل في فخ الأمراض والانحرافات النفسية. 

ماذا يحدث للطفل الذي يعيش مع أسرة مليئة بالمشاكل والاضطرابات النفسية؟، تجيب الدكتورة هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي طب عين شمس وزميل الجمعية الأمريكية لطب نفسي الأطفال والمراهقين قائلة، يحدث عدة انحرافات واضطرابات نفسية عند الطفل من أشهرها انتشار ما يلي:

•   تأخير النمو العقلي لديه مما يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المناعي لدى الطفل.
• التعرض للإصابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والفزع، والشعور بالنقص والغيرة والحقد والخجل والاستغراق في أحلام اليقظة، والشعور بالذنب والخوف.
•  حدوث العديد من الاضطرابات الجسدية مثل فقدان الشهية والاضطرابات المعوية واضطرابات الإخراج والتبول اللاإرادي واضطرابات الحواس واضطرابات الوظائف الحركية واضطرابات الكلام مثل تأخر الكلام والتلعثم والثأثأة وقضم الأظافر ومص الأصابع.
• التعرض لاضطرابات النوم المختلفة مثل المشي أثناء النوم والبكاء قبل النوم أو أثناء النوم ومص الأصابع أثناء النوم وكثرة النوم والأحلام المزعجة والمخاوف الليلية وقرض الأسنان أثناء النوم.
•  يصبح الطفل عرضة للعديد من الانحرافات السلوكية مثل الكذب والسرقة والانحرافات الجنسية.
• التأخر الدراسي وهو من أهم آثار الضغوط النفسية على الطفل، ومن الممكن أن يكون تأخرًا دراسيًّا عامًّا في كل المواد الدراسية.

 وتقول الدكتورة هبة العيسوي إن هناك العديد من الضغوط عند الأطفال وهي:

• الضغوط الإيجابية: وتكون ناجمة عن الخبرات غير المناسبة التي يتعرض لها الأطفال، وعادة ما تكون مدتها قصيرة، مثلًا عندما يقابل الطفل أشخاصًا غرباء، أو حينما تؤخذ منه لعبته، ومن الممكن أن يصاحب ذلك الضغط تغيرات فسيولوجية مثل زيادة ضربات القلب وتغيرات في مستويات إفراز الهرمونات. بقليل من المساندة لهذا الطفل من الوالدين يمكن له أن يتعلم كيفية إدارة هذا النوع من الضغط والتغلب عليه، ويعتبر هذا الضغط عاديًّا، كما أن التغلب عليه يعد أمرًا مهمًّا في عملية نموه.
• الضغط المحتمل: يشير الضغط المحتمل إلى خبرات غير مناسبة تكون أكثر حدة، غير أن مدتها قصيره مثل وفاة أحد المقربين، أو الكوارث الطبيعية، أو حادث مخيف، أو الطلاق بين الوالدين، ويحتاج مساندة من البالغين.
• الضغط السام: يحدث نتيجة خبرات حادة غير مناسبة يمكن أن يؤثر في الطفل لفترة طويلة من الزمن قد تصل لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، مثل تعرض الطفل للمعاملة السيئة أو الإهمال، ولأن الطفل لا يمكنه إدارة هذا النوع من الضغط والتغلب عليه فإن الاستجابة تكون طويلة المدى وتؤدي إلى تغيرات دائمة في نموه وتظهر علامات القلق والاكتئاب الذي قد يصل إلى الانتحار لوضع حد لهذه المعاناة.