أحمد أبو صالح يكتب.. حان الآن موعد الحساب لتلك الأحزاب
“إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير” تلك الحكمة الرائعة يجب أن يستمع لها رؤساء الأحزاب السياسية بوجه عام، ومن فشل حزبه في الحصول على مقعد واحد تحت قبة البرلمان بوجه خاص.
الأحزاب السياسية التي لم ينجح منها أحد سواء في مجلس الشيوخ أو النواب يجب دمجها مع أحزاب أخرى لها ممثلون داخل المجالس النيابية، أو إقصاؤها من الحياة السياسية في حالة رفضها الاندماج، لأنها أثبتت أنها لا تستطيع أن تصل للجمهور، ولم يعد لها رأي يمثلها في جميع القوانين التي ستصدر تحت قبة البرلمان.
مصر بها أكثر من 100 حزب سياسي رجل الشارع لا يعرف منها سوى عشرة أحزاب على أقصى تقدير، ومنها أحزاب بلا مقرات ولا جرايد تعبر عنها أو مواقع تنقل أخبارها، لذلك أصبح وجودها والعدم سواء، أم هي بالنسبة لهم مجرد مسمى وظيفي أمام الناس ليضعها على صفحته على الفيس بوك والسوشيال ميديا، ليس هكذا تدار الأحزاب السياسية يا سادة.
لا أعرف سر التمسك بتلك الأحزاب المنعزلة عن المجتمع والواقع والناس، الانتخابات الجارية أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنهم بلا كوادر تُذكر أو منابر تَكتب أو صحيفة تُعبر أو موقع ينبض بالأخبار ويعبر عن رسالتهم السياسية، فأصبحوا أحزابًا كرتونية.
لذلك حان الآن موعد الحساب لتلك الأحزاب سواء بالدمج أو الحذف من مضبطة الشعب، وفي نفس الوقت أتمنى من الدولة أن تدعم الأحزاب السياسية الفاعلة في المجتمع كما كان يحدث في عصور سابقة؛ حتى تستطيع تلك الأحزاب أن تواجه الأعباء والأنشطة الثقافية المختلفة واستقطاب الشباب ليكونوا قيادات سياسية في المستقبل القريب تستطيع قيادة الرأي العام وضبط المشهد السياسي والمساهمة في إلقاء الضوء على مشاكل البلد وحلها، وحتى لا يذهبوا للطريق الآخر ويكونوا فريسة سهلة للوقوع في براثين الجماعات المتطرفة وطيور الظلام.