هل يؤثر الحِلف التركي الإسرائيلي في دعم أنقرة لحركة حماس؟
جاء إعلان رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، اليوم الجمعة، أن المحادثات بين بلاده وإسرائيل مستمرة على مستوى التعاون الاستخباري؛ ليزيد من حدة ودقة هذه القضية، خاصة أنه من الواضح أن التغيرات السياسية الحاصلة بالعالم الآن ستؤثر في مسار هذه العلاقات.
وقال أردوغان، في كلمة له، اليوم الجمعة، إن تركيا ترغب في بناء علاقات أفضل مع إسرائيل، مشيرًا- في حديث له مع بعض الصحفيين عقب صلاة الجمعة- إلى أن: "تركيا لديها مشاكل مع أشخاص في المستويات العليا لو لم تكن هناك قضايا على أعلى المستويات؛ لكانت علاقاتنا مختلفة تماما".
اللافت أن تصريحات أردوغان تأتي مع كشف مصادر إعلامية خلال الآونة الأخيرة وجود اتصالات سرية بين تركيا وإسرائيل، وهي الاتصالات التي وصلت إلى مرحلة دقيقة، توجت بلقاء رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان مؤخرا، مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين؛ للتباحث بشأن هذه النقطة.
ويقول الكاتب الصحفي اللبناني أمين قمورية إن مناطق الأزمات في العلاقات التركية الأمريكية كثيرة وخطيرة جدا، لدرجة أن بايدن وأردوغان سيكافحان لإيجاد حلول وسط.
وأضاف، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن دعم أردوغان للحركات الإسلامية لا سيما حماس، يأتي في مقدمة الأمور الحساسة بين الطرفين، خاصة مع هذا الارتباط الوثيق بالقضية الفلسطينية وأمن إسرائيل شديد الأهمية بالنسبة لبايدن.
ويضيف قمورية أنه لا يظن أن أردوغان سيتساهل في موضوع حماس؛ لأن ذلك يفقده ورقة مهمة في واحدة من أبرز ملفات السياسة الدولية، أقصد بذلك الملف الفلسطيني.
وأشار قمورية إلى أن ملف الدعم التركي للحركات الإسلامية شائك ومعقد، ولن تتنازل فيه أنقرة بسهولة، كذلك من المهم معرفة موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من هذه المسألة، وهل فعلًا ستتخذ موقفا صارما منها، أم ستتعامل معها كعنصر أساسي وفاعل في المنطقة، لا بد من أخذه في الاعتبار والحسابات السياسية.
جدير بالذكر أن بعضًا من الصحف ووسائل الإعلام العربية نقلت مخاوف لعناصر من حركة حماس، من خطورة هذه التطورات، معربة عن توجسها من إمكانية طردها من تركيا، في ظل هذه التغيرات الاستراتيجية التي تعصف بالعلاقات الإسرائيلية التركية هذه الأثناء.