آثار سوهاج تكشف لـ"القاهرة 24" تفاصيل افتتاح 5 مقابر بجبانة الحواويش
قال جمال عبد الناصر، المدير الأسبق لمنطقة آثار محافظة سوهاج، إن الإقليم الذي ينتمي اليه هذه المقابر هو الاقليم التاسع من أقاليم مصر العليا والتي تعتبر اخميم العاصمة له وأطلق عليه عصر "خنتي مين" في الدولة القديمة، وعاصمتة "ايبو" وتعني في المصرية القديمة مقر الإله "مين" إله الخصب والتناسل وحرفت في العصر البيزنطي إلي كلمة "خمين" وفي العصر الحديث سميت باخميم.
وأوضح عبد الناصر أن هذا الإقليم يعتبر من أهم اقاليم مصر العليا لعدة عوامل بسبب وقوعه في منتصف مصر العليا والسفلي لافتًا إلي أن هذا الإقليم كان يتحكم في الطرق المؤدية الي مناجم الذهب فى الصحراء الشرقية بالإضافة إلى عبادة الإله مين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24" أن المقابر التي سيتم أفتتاحها توجد في منطقة تسمي جبانة "الحواويش" وهي جبانة الدفن في عصر الاسرتي الخامسة والسادسة، وأن العمل في هذه المقابر بدأ عام 1912 بواسطة عالم الأثار "نيو بري" و"فنديان" وأعمالهم تتلخص في بعض الاكتشافات البسطية عن هذه الجبانة، وبدأ من عام 1976 و1977 البعثة الأسترالية بالعمل في هذه المنطقة بعدت مواسم متتالية انتهت عام 1992 وكشفت أن هذه الجبانة بها حوالي 600 مقبرة منها ما يحمل نقوش والبعض الآخر خالى من النقوش ولكن ماتم تنظيفة بالكامل ونشره علميا ما يزيد عن 31 مقبرة لحكام الإقليم التاسع والذي من بينهم تم اختيار 5 مقابر.
واستكمل أن هذه المقابر تفتتح للزيارة لأول مرة في تاريخها وهما.
مقبرة "M43" لصاحبها "حيسي مين
تحتوي المقبرة على النقوش الهامة التي تمثل صاحب المقبرة، وهو يقوم بالصيد داخل الأحراش والنيل بالإضافة إلي منظر لصيد الطيور وبها بعض الكتابات الهيروغليفية التي تحوي القاب صاحب المقبرة ومنها لقب حاكم الجنوب التي له دلالة هامة لان أول حكام أقاليم مصر العليا ربما عين ليقوم لتيسير الأعمال الإدارية الخاصة بأقليم مصر العليا بالكامل نيابة عن الملك او الفرعون في منف، بالإضافة إلي لقب "حاتي عا" والتي تعني "الأمير" وأيضا لقب المسؤل عن المخازن والحقول.
وتعتبر هذه المقبرة من أكبر المقابر بالجبانة ولذلك رأي بعض علماء الأثار بأنها ترجع الي عصر الدولة الوسطي لكبر حجمها وطرازها المعماري الفريد.
المقبرة الثانية "M 22"
هذه المقبرة تشمل العديد من النقوش التي تتحدث عن صاحب المقبرة واعمالة وتحتوي على "باب وهمي" نقشت عليه الألقاب الخاصة به ولها حجرة دفن يؤدي اليها ممر منحدر.
المقبرة الثالثة "مقبرة H26" لصاحبها خيني
المقبرة لها مدخل يستند على عمودين مربعين عليهم بعض النقوش والذي يؤدي إلى باب المقبرة وتعتبر هذه المقبرة من أجمل المقابر بسبب نقوشها الفريدة التي تمثل صاحب المقبرة متكي على عصا وأمامة منظر لمصارعة الثيران بالإضافة إلي منظر بعد الأشخاص الذين يقومون بالصيد في نهر النيل والبعض الاخر يقوم بصيد الطيور ومنظر يمثل العازفات ومنظر يمثل صناعة الفخار وآخر يمثل منظر مركب تحمل تابوت المتوفي لنقلة الي المقبرة وان هذه المقبرة تحمل نقش لصاحب المقبرة وزوجته أمامهم مائدة القرابين والمهم في المقبرة أننا نجد وراء هذا المنظر الفنان الذي قام بنقش هذة المقبرة يدعي "سيني" والذي يقول انتي قومت بنقش هذة المقبرة ومقبرة والده "تتي اخر".
المقبرة رقم " H 24 " لصاحبها "تتي آخر"
تحمل المقبرة رقم "H 24" وهذه المقبرة تحمل مثل نقوش مقبرة خيني و "تتي اخر" هو الاب للحاكم "خيني"
المقبرة الخامسة "G95" لصاحبها "نهوت"
هذه المقبرة صغيرة الحجم وبها بئران للدفن إحداهما لصاحب المقبرة "نهوت"، والآخر لزوجتة التي تدعي "جحظا" والمقبرة بها نقوش تمثل صاحب المقبرة وزوجته وأمامهم مائدة قرابين بالإضافة إلى بعض المناظر التي تمثل حصاد القمح ومناظر اخري لذبح الثيران ومنظر آخر يمثل بعض العمال الذين يقومون بتخزين القمح الناتج من الحصاد.
وتعتبر هذه المقبرة ما يستدل منها الحياة الإجتماعية الذي كان يقوم بها المصري القديم منذ الصباح الباكر حتي العودة إلى منزلة، وبالإضافة أن من بين هؤلا الحكام من حمل لقب قائد الجيش وهو صاحب المقبرة "G95" "نهوت" قائد الجيش وهذا نادرا ما يحمل هذا اللقب خارج العاصمة وربما لأن هذه الفترة تعتبر فترة قلقة من فترات مصر القديمة أراد منها الحاكم أن يجعل قائد الجيش في هذا البلاد لضمان استقرار أقاليم مصر العليا.