مع اقتراب الانتخابات الفلسطينية.. أزمة تمويل "الأنوروا" تُعمق معاناة اللاجئين

يعاني كثير من اللاجئين الفلسطينيين من الفقر والبطالة، وهي المعاناة التي كان أحد أبرز أسبابها الرئيسية هو الأزمات التي تتعرض لها وتعيشها منظمة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

وتواجه "الأونروا" ومنذ فترة طويلة من أزمات متواصلة، خاصة مع حظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمويلها، الأمر الذي انعكس عليها بصورة لافتة وعلى المصادر التي تقوم بتمويلها.

الصحف الفلسطينية تناولت هذه القضية التي تتصاعد أهميتها خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع وجود الكثير من الاستحقاقات السياسية التي يقبل عليها أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الانتخابات.

ومع رصد ومتابعة الصحف الفلسطينية الصادرة خلال الآونة الأخيرة، فإن قضية اللاجئين وتحديدًا منظمة الأونروا كانت محورًا رئيسيًا في كثير من الأحيان بهذه الصحف سواء الصادرة بالضفة الغربية أو قطاع غزة.

وعن هذه النقطة تقول صحيفة "الحياة الجديدة"، إن الأزمات السياسية الحالية التي تحيط بعمل هذه المنظمة دفعت وحثت الكثير من القيادات الفلسطينية إلى العمل والدعوة الجدية لمواجهة هذه المشكلة، خاصة مع وصولها إلى معدلات صعبة ودقيقة خلال الفترة الأخيرة.

المثير للانتباه أن الصحف والوكالات الرسمية للأنباء، اهتمت بوضوح بهذه القضية، حيث يقول أحمد أبو هولي رئيس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية في تصريحات خاصة لوكالة  "وفا" الفلسطينية الرسمية للأنباء، إن المخصصات المالية والمستحقات التي كانت تصل إلى المنظمة من الخارج باتت تتأثر في ظل الأزمات التي يعيشها العالم الآن بسبب جائحة كورونا، أو بسبب القرارات الأمريكية التي أصدرها الرئيس ترامب من قبل بحظر تمويلها.  

وأضاف "أبو هولي" أن هذه الأزمات أثرت بدورها على اللاجئين الفلسطينيين ممن يعيشون في الخارج.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد خصص أيّامه الخمس الأخيرة في منصبه للترويج لما أسماه "إنجازات" الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وأرفق "بومبيو" في تغريدات له رابطًا لنص بيان وزارته الذي وزعته الوزارة يوم 31 أغسطس 2018 الذي أعلنت فيه إدارة ترامب وقف الدعم المالي الأمريكي لوكالة الأونروا، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة.  

الصحف والدوائر البحثية الخارجية بدورها اهتمت بهذه النقطة، وأشار تقرير بثه التليفزيون البريطاني إلى أهمية الأونروا وتحولها إلى ملمح مهم ودقيق بالحياة الفلسطينية، منبهًا إلى تحول أزمة هذه المنظمة وضعف مصادر تمويلها إلى ورقة سياسية تحاول بعض الفصائل استغلالها.

وعن هذه النقطة بالذات، تلقي صحيفة انديبندنت الضوء على هذه الأزمة ، مشيرة إلى أن الكثير من المحاولات الفلسطينية تمت في الماضي من أجل خلق أو بلورة خطة للاستغناء عن الأونروا أو إنشاء صندوق فلسطيني بديل بعيدًا عن أي ضغوط دولية يمكن أن تمارسها أي قوة عالمية ضد الفلسطينيين مستغلة ورقة الأونروا، إلا أن حركة حماس تحديدًا رفضت مطالبة السلطة الفلسطينية ومصادر في حركة فتح بالمشاركة في الدعم المالي لهذه المنظمة أو تقديم أي أموال لها، لأنها تعتبر أن حماية اللاجئين وتوفير الخدمات لهم هو حق يجب أن يقوم به المجتمع الدولي.

وأشار التقرير إلى تداول هذا الطلب الذي طرح خلال المباحثات الثنائية بين الفصيلين مؤخرًا في اسطنبول، غير أن قيادات حركة حماس وعلى رأسها صالح العاروري نائب رئيس الحركة رفضوا وبشدة هذا المطلب.

واللافت أن "أبو هولي" يقول في حواره مع الوكالة الفلسطينية للأنباء، إن الأونروا ونتيجة لأزماتها باتت على وشك الانهيار، خاصة وأن التغيرات التي تعصف بالعالم لا تتوقف منذ انتشار واستفحال تداعيات جائحة كورونا حتى الآن.

ودعا "أبو هولي" في هذا النطاق الدول التي تتبرع وتمول وكالة الغوث الدولية إلى تحويل دعم إضافي لتمكين استمرار أنشطة المنظمة.