الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رئيس مجلس النواب: التجربة المصرية علمتنا أن التطرف يؤدي إلى الإرهاب

القاهرة 24
سياسة
الثلاثاء 26/فبراير/2019 - 02:53 م

قال علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، إن القضاء على الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال التصدي للجذور الأيديولوجية التكفيرية المسببة للظاهرة.

جاء ذلك خلال كلمة عبدالعال أمام المؤتمر الإقليمي حول مكافحة الإرهاب، الذي افتتحت فعالياته في الأقصر، اليوم الثلاثاء، وتستمر حتى الخميس المقبل، بالتعاون بين مجلس النواب والاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة.

وخاطب عبدالعال الحضور بالقول: “يكشف هذا المؤتمر عن الأهمية التي تمثلها القضية التي يتصدى لها، والتي تفرض علينا التعامل معها بخطى واستراتيجيات موحدة ومتسقة: داخليا وإقليميا ودوليا، ألا وهي مكافحة الإرهاب، والدور الذي يمكن أن تقوم به البرلمانات في هذا المجال».

ورأى رئيس مجلس النواب أن القضاء على الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال التصدي للجذور الأيديولوجية التكفيرية المسببة للظاهرة، باعتبارها جوهر القضية، وهو ما يقتضي عدم الفصل بين نشر الفكر المتطرف وبين ارتكاب أعمال إرهابية مادية، فالواقع يؤكد أن الأمرين مترابطان، ومن غير المنطقي تجريم الفعل الإرهابي وغض الطرف عن المحرض.

وتطرق عبدالعال إلى التجربة المصرية في مواجهة التطرف، وقال: “علمتنا التجربة المصرية أن التطرف يؤدي إلى الإرهاب حتما، سواء كان هذا التطرف عنيفا أو غير عنيف”، مشيرا إلى أن موقف الدولة المصرية واضح من التطرف، مستطردا: “وأدعو الجميع إلى الاستفادة من خلاصة تجربتنا. التطرف يؤدي إلى الإرهاب ولا مجال للتمييز بين الجماعات المتطرفة في هذا الشأن، كلهم سينتهون إلى ذات النتيجة وهي ممارسة الإرهاب”.

وأوضح أن دحر خطر الإرهاب يستلزم استراتيجية شاملة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما تمتد لتشمل العمل على دحض الأسس الفكرية التي يقوم عليها وتعزيز قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى تصويب الخطاب الديني بما يعزز القيم السمحة للأديان ويرسخ قيم التعايش المشترك واحترام الآخر.

واستبعد عبدالعال إمكانية القضاء نهائيا على الإرهاب واستئصال جذوره “إلا باتخاذ موقف دولي موحد تجاه جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، وعدم اختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين، فجميعها ينبثق عن موقف أيديولوجي متطرف واحد”.

وتابع: على الرغم من اختلاف مسميات التنظيمات الإرهابية أو أهدافها الاستراتيجية في كل دولة، فجميعها يُشكل شبكة متكاملة من المصالح المتبادلة تدعم بعضها بعضا، معنويا وماديا، سواء بالتمويل أو التنسيق العسكري أو المعلوماتي، كما تجمعها مظلة فكرية واحدة وتنتمي جميعها لذات الأيديولوجية التكفيرية المتطرفة.

وقال رئيس مجلس النواب: «لا شك في أن أي دولة تسمح باستخدام منابرها الإعلامية والسياسية للترويج لتلك الأيديولوجيات المتطرفة تساهم بشكل رئيسي في تفشي خطر الإرهاب».

وواصل عبدالعال: “اتّبعت مصر في مواجهتها لخطر الإرهاب، استراتيجية متعددة الأركان، جمعت فيها بين مواجهة أمنية حاسمة لمرتكبي العمليات الإرهابية دفع فيها رجال الجيش والشرطة من أبناء الوطن ثمنا باهظا من دمائهم، وبين مواجهة فكرية قامت على الفكر الإسلامي الوسطي ونشر صحيح الدين بعيدا عن المفاهيم المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية التي يتبناها أتباع التيارات المتطرفة، بهدف كشف زيف ادعاءات هذه القوى والتيارات وضلال منطقها”.

ومن الناحية الاقتصادية، لفت عبدالعال إلى سعي مصر من أجل تغيير الظروف المعيشية في المناطق الفقيرة التي يمثل قاطنوها مخزونا بشريا قابلا للوقوع في براثن الجماعات المتطرفة استغلالا لأوضاعهم المعيشية المتدنية.

وعن سبل المواجهة تشريعيا، أشار عبدالعال إلى صدور قانون مكافحة الإرهاب، وإقرار القانون الخاص بالكيانات الإرهابية والإرهابيين، كما صدر قانون المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، على نحو يتوافق مع ما هو منصوص عليه في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.

وأوضح أن تلك القوانين قدمت تعريفا محددا للجريمة الإرهابية وللكيان الإرهابي، وللاشتراطات التي يعد توافرها سببا في تصنيف عمل ما باعتباره عملا إرهابيا يستوجب تعقب مرتكبيه ومحاسبتهم، مع وضع العقوبات الرادعة.

ورأى عبدالعال أن ظاهرة المقاتلين الأجانب باتت أحد التهديدات الخطيرة المرتبطة بالصراعات الجارية في عدد من دول المنطقة، وفي مقدمتها سوريا، حتى بات هؤلاء المقاتلون لاعبا رئيسيا في الصراع، لما اكتسبوه من خبرات قتالية وتدريبات على استخدام الأسلحة.

وزاد رئيس مجلس النواب: “ومع الهزائم العسكرية التي تكبدها تنظيم داعش في العراق وسوريا، وفقدانه العديد من قواعده، وعودة بعض الكتل الرئيسية من المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم أو تحركهم إلى ساحات أخرى، فإن الخطر ما زال قائما، خاصة في ظل المخاوف من انخراطهم في أعمال إرهابية داخل أوطانهم بعد عودتهم، أو تحولهم إلى خلايا نائمة بين ثنايا المجتمع، ‏يمكن لها أن تنشط في أي وقت، فضلا عن دورهم في تجنيد مقاتلين آخرين وتكوين خلايا إرهابية جديدة”.

وخاطب عبدالعال الحضور: “اسمحوا لي أن أعيد على مسامعكم تساؤلا مهما وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى زعماء العالم الذين شاركوا مؤخرا في مؤتمر ميونخ للأمن، حين قال: “من حرك هؤلاء المقاتلين الأجانب من دولهم إلى المنطقة؟ ومن يمدهم بالأموال والسلاح والتدريب؟ ومن يوفر لهم الدعم السياسي؟”.

تابع مواقعنا