مهاب مميش: “سألت الرئيس هتجيب فلوس حفر القناة منين؟ قالي مالكش دعوة”
في حلقة خاصة من برنامج “شخصيات في حياتى” في العاشرة مساء غدًا الجمعة، على شاشة المحور، يحل الفريق مهاب مميش مستشار رئيس الجمهورية ورئيس هيئة قناة السويس السابق ضيفا على الدكتور حسن راتب ببرنامجه.
بدأ الدكتور حسن راتب، حديثه عن الشخصيات التي أثرت في حياته، موضحًا أنه اتخذ من مقولة عباس العقاد: “إن الدرجة التي تلي البطولة هي الإعجاب بالبطولة في العبقريات”، منهجا في حياته.
وقبل بدء الحوار تحدث حسن راتب، عن الفريق مهاب مميش، واصفا إياه بأنه رجل من أخلص الرجال وجزء من التاريخ المعاصر، حيث قال :”في تاريخ الأمم تكون هناك لحظات حاسمة، ولكل أمة رجال ولكل عصر رجال، والفريق مهاب مميش جزء من التاريخ المعاصر وثقافته جزء من التاريخ الماضي، وإدراكه وخبراته المتراكمة تجعله إنسان فريد وأحد فرسان الأمة المصرية”.
وأضاف راتب :”شخصيات في حياتي اليوم شخصية مختلفة أثرت في نفسي وعقلي، هي شخصية تحبها وتقتنع بحوارها، وكل ما تغوص في ثقافته وتاريخه تجد جواهر لها قيمة تستحق أن يقتفي الإنسان أثرها، هو الفريق مميش الإنسان المعاصر، الذي شاهد حرب 73 وقبلها حرب 67 هو قائد من قوات البحرية المصرية، التي أعطت رمز في الكفاح والتضحية وإنكار الذات، الفريق مميش عاش مرحلة الانكسار في 67 ومرحلة الانتصار في 73 ومراحل الزهو والافتخار عندما تبوء مقعد رئيس هيئة قناة السويس الجديدة، وسيسجل التاريخ لهذه الشخصية إنها من الشخصيات التي حفرت للأمة سطور من نور على صفائح من ذهب”.
و أكد أن الفريق مميش، يمتلك شيئين، عند الإنسان قلب يحبه وعقل مقتنع به، وتوجه الفريق مميش بالشكر للدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، قائلا :”أشكرك على المقدمة وانتهز الفرصة لأثني على أصالتك وشهامتك، فعندما توليت رئاسة هيئة قناة السويس كنا نحتاج مواد للبناء وكنت أنت أول الداعمين والمساهمين في هذا العمل الوطنى وأعطيت بدون مقابل وانت نجم من نجوم هذا العمل وتنزهت عن أي شىء فى سبيل مساعدتك لبلدك”.
وخلال اللقاء أكد الفريق مميش، أنه عندما ذهب لقناة السويس كان يتسأل :”أين هي”، وكان ذلك فى إحدى الليالي الرمضانية وصادفت الاحتفال بليلة القدر، وقال :”أتذكر أني ذهبت للنوم وحدثنى السكرتير الخاص بي وقال لي :”أنت خرجت معاش وهتروح قناة السويس”، ولم استغرب وقتها فكان ذلك طبيعيا وامتداد لعملي الطبيعي في البحرية أني أذهب لقناة السويس، وأشار الفريق، إلى أن فكرة إنشاء قناة سويس جديدة، جاءت في إطار القدرة على التنافسية والتطوير، وأتيت بمجموعة مختصة وعرضت عليهم الفكرة وكانوا في منتهى الروعة وقلت لهم ان الحياة تتطور من حولنا فى الشرق والغرب ولابد من التطوير وانتهينا من “الحسبة” كاملة ووضعنا الخطة، وكان الهدف المنافسة واختصار زمن الإبحار في قناة السويس من 22 ساعة إلى 11 ساعة، حتى تكون أسرع طريق وتخدم العالم كله، حيث نستطيع إيصال الغذاء والدواء والجنس البشري بشكل أسرع.
وأوضح الفريق مهاب مميش، أن الرئيس السيسي هو صاحب قرار الحفر بقناة السويس الجديدة، فهو إنسان يحترم الفكر ويعشق الوطن والتقدم، وكنت أعرفه قبل توليه رئاسة الجمهورية وكان بينا علاقة ولغة مشتركة.
وحكى الفريق عن بداية عرض فكرة المشروع على الرئيس قائلا :”ذات مرة كان في فندق “الماسة” استأذنت أروح له ومعاي الرسومات، جلسات معه وشرحت له كل ما يخص القناة الجديدة وإزاى هتختصر الزمن، ولم يعلق، وعقب انتهائي من كلامي قال لى متشكر جدا، وتركته وذهبت إلى الإسماعيلية وأنا محبط، وفوجئت باتصال هاتفى في الصباح الباكر، من الرئيس السيسي يقول لي أنت نمت، أنا مانمتش، وقال لى تعالى لي الفكرة لها أبعاد، كله هيتغير، ثم أجلسني مع كل المتخصصين وظللنا شهرين نشتغل في الحسبة ووجدته عامل دواير على بعض النقاط، وعايز يعمل انفاق تحت القناة ومدينة الإسماعيلية الجديدة في الشرق، وبعدها قال لى عاملك مفاجأة، عرفت إنه اختصر وقت حفر القناة حتى تنتهى في عام واحد، وقولت له اللي سيادتك هتعرضه هنعمله لو هنموت، قالي هى سنة قولت له هنفذ”، ووجه الفريق مهاب مميش الشكر للشعب المصري على وقوفه بجانب الدولة وقت حفر قناة السويس، وقال :”الشعب المصرى لما تعوزه هتلاقيه، وعنده تصميم على النجاح، وعندما سألت الرئيس وقولت له هتجيب الفلوس منين؟، قالى مالكش دعوة، وكان هو صاحب فكرة الاستثمار وفكرة الأنفاق أيضا”، وشدد الفريق مهاب مميش على أن قناة السويس الجديدة ليست مشروع تجاري فقط، بل هي منطقة جذب للناس لكي يستوطنوا في هذا المكان.
وقال الفريق مهاب مميش خلال الحوار ،إن سيناء لابد أن يكون لها دور في المنطقة فمناخها متميز، كما أن أولادها عندما يعملوا سنجد انتماءا حقيقيا للوطن ولسيناء، وللأمانة حاولت أطور ميناء العريش لكني وجدت مقاومة كبيرة من بعض الناس هناك، مع أن هذه الميناء بوابة سيناء للعالم كله، والمنتجات التي تدخل وتخرج من سيناء عبر ميناء العريش، وعن “شرق التفريعة” قال هناك أرصفة تم تنفيذها بالفعل لكن تربة شرق بورسعيد رخوة فيتم حقنها، وهذه مسألة مكلفة وميناء شرق بورسعيد ستبقى منصة أوربا وأمريكا وموقعها رائع، وأود الاشارة إلى أن :”الحاجة الوحيدة اللى بتدخل عملة صعبة للدولة هى قناة السويس”، وأضاف مميش فيما يخص المنطقة الاقتصادية نتطلع إلى إدارة واعية تدرس كل المتغيرات لتكون منطقة تنافسية وهي تحتاج إلى فكر منفتح ومختلف.
ونفى الفريق مهاب مميش، أن معدل التطور السريع يتطلب تكلفة أعلى، موضحا أن أغلب الكراكات اللازمة للمشروع تعمل في مشروعات أخرى، ولكى يترك أصحاب هذه الكراكات المشاريع التي يعملون بها ويأتون لإنهاء مشروع القناة كان يجب أن يكون السعر المعروض عليهم تنافسي وقمنا بالتواصل مع شركات التكريك من خلال فريق تفاوض ذو خبرة في أعمال التكريك ولاحظنا اتفاقهم على رفع الأسعار وتتكرر الاجتماعات دون الوصول لسعر مناسب ولاحظت أنهم يتفقون ضمنيا على رفع الأسعار خلال راحة الغداء التى يحصلون عليها فقمت بمنع دخول الماء والطعام إلى الاجتماع حتى الساعة الواحدة والنصف ليلا لكي نتمكن من التركيز على الاتفاق دون وجود أي تشتيت في الانتباه وقمت بعزل نفسي في غرفة منفصلة بعد أن أوضحت لهم الثمن المناسب للمشروع وقلت لهم “اللي عايز يمضى يجيلي الأوضة واللى مش عايز يتفضل” وبالفعل أتى الجميع للتوقيع وكان يجب أن أقم بهذا الضغط في التفاوض لتبدأ أضخم عملية تكريك في التاريخ وتم العمل بمشروع توسيع القناة بدون توقف العمل الأصلى لانه من الصعب الاستغناء عن الدخل بالعملة الصعبة الذي توفره القناة.
واستكمل الفريق مميش، حديثه مع الدكتور حسن راتب، قائلا إنه وفريق عمله من أوائل الموجودين في موقع العمل وأواخر المغادرين له، مشددا على أن العاملين بالمشروع عندما يشاهدوا ذلك يتشجعون أكثر اكثر لبذل المزيد من الجهد، كما أن العمل خارج المكتب يسمح له بأن ينقل خبرته لهم ويحل لهم المشاكل التى يواجهونها، خاصة وأن المشروع هو سباق مع الزمن بتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد أن المشاريع يحب أن تنتهي في وقت قياسي يصل لثلث المدة التي كان ينتهي فيها المشاريع من قبل، مؤكدا على أن جميع العاملين بالمشروع تفانوا في أداء واجباتهم كما وفرنا نظام متكامل من الدعم اللوجيستى للآلات المشاركة بالمشروع، وصرح الفريق أن أصدق تعبير يقال على مشروع قناة السويس هو “لم الشمل بعد الفرقة”، لأن الشعب المصري اصطف من أجل المشاركة فى إنجاح هذا المشروع بعد أن كان كل فرد يسير في طريق حياته منفردا أصبح هناك ما يجمعهم مشروع قناة السويس هو أول مشروع يلم الشمل ويرفع الروح المعنوية للشعب المصري بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مشروع قناة السويس الجديدة.
وأوضح مميش، أن تأخر إنشاء محور قناة السويس، سببه المعوقات الداخلية ووجود فجوة تشريعية لأن قناة السويس، منطقة اقتصادية ذات طبيعة خاصة اعتبارية ولها قانونها الخاص الذي يجعلها تتحرر من القوانين الموجودة بالدولة لتكون قادرة على التنافسية مع الموانى المحيطة مثل العقبة وطنجة ولكن هناك بعض المعوقات منها ان بعض الوزارات لا تريد إعطاء منطقة قناة السويس الاستقلال الذي تريده وتتدخل في عملها وأيضا أى منطقة اقتصادية يجب أن يكون سهل الدخول لها والخروج منها برا وبحرا وجوا ويجب أن يكون بها مجتمع عمراني وآخر تعليمى للعمال المتواجدين فيها وأسرهم ويجب أن يتوافر بها بنية تحتية قوية من مصادر الطاقة والمياة لتجذب الشركات وهو ما نفتقر إليه حيث أن المستثمرين يأتون ليجدوا أنه ليس هناك بنية تحتيه وأننا نوفر مصادر الطاقة والمياة من فوق الارض وكان بعض المستثمرين يلجأون لتوفير مصادر الطاقة والمياة ويخصم تكلفتها من حق الانتفاع الذى يدفعه وذلك لأنى لم اوفر له ابجديات العمل من توافر بنية تحتية متكاملة وفى بعض المناطق مثل طنجة يعطون الأرض مجانا للمستثمرين لتشجيعهم على بدء المشروعات لخلق فرص عمل لأبناء البلد، موضحا أنه كان يجب أن يجذب المستثمرين بميزة تنافسية لدعم الموقع المميز القريب من طريق الحرير ولذلك قام بإنشاء موانى بالعين السخنة و شرق بورسعيد لتكون مصر جاذبة لفكرة صناعة قيمة مضافة وأيضا تسهيل اجراءات استخراج التصاريح.
وأضاف الفريق، أنه واجه بعض الانتقاد الخاص بأن الأرض الممنوحة للمستثمرين تؤثر على السيادة المصرية موضحا أن هذا الكلام عار من الصحة لأن هذه الشركات تقوم بإنشاء مشاريع ضخمة وتدخل دخل قومى من أرض بالأساس صحراء غير مستغلة، وتشجع الشباب على الانتقال للعمل والحياة فى هذه المناطق خاصة وأن المصريين يعيشون ب 6.5 % من مساحة مصر، مشيرا إلى أنه أنشأ شركة ”المرافق” بحيث تخدم المستثمرين في إنشاء المرافق اللازمة لمشروعاتهم ورأس مالها مملوك بنسبة 35% لهيئة قناة السويس والباقي للقطاع الخاص لفتح فرص عمل للشباب المصرى.
يذاع برنامج شخصيات في حياتى فى العاشرة مساء غدا الجمعة ويعاد في الخامسة مساء السبت على شاشة المحور.