عارض بن لادن واعتقلته إيران.. من هو سيف العدل المصري المرشح لقيادة تنظيم القاعدة؟
“سيف العدل المصري” اسم تصدر صفحات مؤيدي الحركات الإسلامية الجهادية في الآونة الأخيرة، عقب تداول بشأن توليه قيادة تنظيم القاعدة، إثر وفاة زعيم التنظيم أيمن الظواهري، عقب إصابة مرضية، وفقًا لما اعلنه موقع سايت المتخصص في نشاطات التنظيمات الإرهابية والحركات المتطرفة.
ويمثل سيف العدل المصري الذي ولد عام 1960 بمحافة المنوفية، أحد قائدي حرس القاعدة القديم، في حين ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه لاتهامه في قضية “إعادة إحياء تنظيم الجهاد”، ومشاركته في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن أبو باشا، إلى أن تم إخلاء سبيله، ليتمكن من الهروب إلى السعودية عام 1989، قبل أن يرافق مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى السودان عام 1992.
من هو سيف العدل المصري؟
ووفقًا لتقرير مجلة فورين بوليسي، داخل التنظيم الهيكلي للقاعدة يمثل “سيف العدل” أحد المساهمين في بناء القدرات العسكرية والتأهيلية للقاعدة، كما حاول الانشقاق عن القاعدة خلال العقد الأخير، لينضم إلى جبهة النصرة في سوريا، إلا أن الظواهري حال دون انشقاقه باعتباره احد القيادات الأساسية للتنظيم في ذلك الوقت.
ورصدت الولايات المتحدة الأمريكية، عام 2004، مكافأة مالية بقيمة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن سيف العدل، عقب أحداث 11 سبتمبر عام 2001.
لماذا سيف العدل زعيمًا للقاعدة؟
وقال أحمد السيد سلطان، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية الجهادية، أنه جرى طرح بعض الأسماء في الآونة الاخيرة لخلافة الظواهري، من بينها عبد الله أحمد عبد الله، واسمه الحركي أبو محمد المصري، وهو صهر زعيم تنيظم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ومحمد صلاح الدين زيدان، ويحمل اسم سيف العدل المصري، ويشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية داخل التنظيم.
وأضاف سلطان في تصريح لـ”القاهرة 24″، أن سيف العدل المصري يعد أحد القيادات القديمة في التنظيم، كونه التحق بالتنظيم في حقبة الثمانينيات، كما يمثل الأمل الأخير لحرس القاعدة القديم، وحلقة الوصل بين حرس القاعدة القديم، والجيل الحالي للتنظيم.
معارض لـ بن لادن
وأوضح سلطان، أن “سيف العدل” له استراتيجة مختلفة عن استراتيجة التنظيم الحالية، إضافة إلى كونه أحد المعارضين لأسامة بن لادن في أحداث 11 سبتمبر، بعدما رفض الهجوم، لعدم استفزاز الولايات المتحدة، وإنتقامها بتدمير الملاذات الآمنة للقاعدة.
وأشار سلطان، إلى أنه حال تأكد تنصيبه كزعيم للقاعدة، سيعمل على ترميم بناء القاعدة الهيكلي، وتوثيق العلاقات بالأذرع الخارجية، وإنشاء قيادات جديدة للقاعدة في اليمن وسوريا ومنطقة الساحل والصحراء، وإعادة التنظيم لصدارة الجهاد العالمي.
واستطرد، سلطان، أن من أبرز تحدياته، تآكل المجموعة القيادية وضعف الفاعلية التنظيمية للقاعدة، مشيرًا إلى عدم تحالفه مجددًا مع داعش، لانشغاله باستقطاب تيار الاسلام العام، وشباب الاخوان المنشقين عن قياداتهم.
وأضاف سلطان، أنه شخص “برجماتي” سيحرص على تجديد بعض القيادات وكسب ولاءات جديدة في عدة دول، وترميم قيادتي سوريا والساحل والصحراء، موضحًا حرص سيف العدل على عدم التصادم مع التنظيمات المحلية الأخرى داخل الدول.
العدل والظواهري وجهان لعملة واحدة
وقال الدكتور مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن سيف العدل يعد من أبرز المرشحين لخلافة أيمن الظواهري، حال تاكد وفاته، نتيجة خبرته العسكرية، في قيادة العديد من عمليات التنظيم، في حين أنه أحد رجال القاعدة المتواجدين بالتنظيم قبل 11 سبتمبر
وأضاف حمزة في تصريح لـ”القاهرة 24″ أن القيادة الجديدة للتنظيم ستسير على خطى الظواهري باستثناءات قليلة، مشيرًا إلى إمكانية الددخول في عمليات عسكرية كان يفضل الظواهري الابتعاد عنها، إذ يغلب عليه “سيف العدل” الطابع العملياتي العسكري، والآخر”الظاهري” يغلب عليه الطابع التنظيري.
تولي سيف العدل بيد إيران
وأوضح مدير مركز الإسلام السياسي، أن تولي سيف العدل لقيادة التنظيم مرهون بموافقة إيرانية، كونه معتقل لدى السلطات الإيرانية، ويمكنه ممارسة القيادية برعاية إيرانية، مقابل الافراج عنه، كتكرار ليناريو حمزة نجل أسامة بن لادن قبل مقتله.
وأردف حمزة، أنه لا يوجد احتمالية للتحالف المحتمل بين القاعدة وداعش، عقب تولي “سيف العدل” لزعامة التنظيم، لأن كلا التنظيمين يتهم الآخر باتهامات تصل إلى الردة والخروج عن الإسلام.
اقرأ أيضا..