بريطانيا تبدأ العام الجديد بالخروج الفعلي من الاتحاد الأوروبي
تدخل بريطاينا عام 2021 بعهد جديد بعدما بات خروجها من الاتحاد الأوروبي واقعا بحلول الساعة 11 مساء عيد الميلاد بالتوقيت المحلي، وأوقفت المملكة المتحدة تنفيذ قواعد الاتحاد الأوروبي منذ ذلك الحين، ومنها السوق الحرة المشتركة والاتحاد الجمركي والتنقل الحر بينها وبين دول الاتحاد الـ27 الأخرى، فيما يحل بدلا منها قواعد جديدة خاصة بالسفر والتجارة والهجرة والتعاون الأمني.
وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي منذ نحو عام وتحديدا في 31 يناير 2020، لكن تأجل التنفيذ في الواقع لمدة عام كفترة انتقالية لتخفيف تبعات هذا القرار، ولمنح الأطراف الفرصة للتوصل إلى اتفاق ما بعد الخروج، وهو ما تم إنجازه قبل أيام فقط.
وأسفر التصويت الذي جرى قبل نحو 4 سنوات عن تأييد البريطانيين خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، ومنذ ذلك الحين دخل الطرفان في مسلسل من المفاوضات لإبرام اتفاق الخروج "بريكست" وصياغة مرحلة ما بعد الخروج.
"دولة مستقلة"
ومع بدء العام الجديد وتطبيق الخروج البريطاني فعليا، كتب كبير المفاوضين البريطانيين في محادثات بريكست مع الاتحاد الأوروبي، عبر حسابه بموقع تويتر، "بريطانيا أصبحت مستقلة تمامًا مجددًا، سنقرر شؤوننا بأنفسنا".
وتابع: "أمامنا مستقبل عظيم، وبإمكاننا الآن أن نبني دولة أفضل لنا جميعا".
فيما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في كلمة بمناسبة حلول العام الجديد، إن "حريتنا باتت بين أيدينا".
وكتب جونسون في افتتاحية صحيفة "ديلي تليجراف"، اليوم، أن 2021 ستكون "سنة التغيير والأمل"، وأن بريطانيا ستكون منفتحة على الخارج.
مرارة أوروبية
وفي تصريحات إذاعية، أقر كبير المفاوضيين الأوروبيين، بوجود بعض المرارة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلا إن أحدا لم يستطع أن يُظهر يوما القيمة المضافة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
فيما أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بريطانيا ستبقى صديقة وحليفة رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن بريكست كان نتيجة التململ الأوروبي والوعود الزائفة والكذب، على حد قوله.
أما رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن، التي خرجت بلادها من الاتحاد كجزء من المملكة المتحدة، فكتبت على حسابها بموقع "تويتر"، بأن "إسكتلندا ستعود قريبا يا أوروبا"، وتعتزم ستورجن إجراء استفتاء ثان، حيث كانت نتيجة استفتاء بريكست في اسكتلندا عام 2016 لصالح البقاء في الاتحاد، لكن النتيجة الكلية بالمملكة المتحدة كانت لصالح الخروج بفارق ضئيل.
وصوت الاسكتلنديون في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016 لصالح البقاء بنسبة 62%، لكن النتيجة الإجمالية في المملكة المتحدة كانت 52% لصالح الخروج.
اتفاق اللحظات الأخيرة
وكانت بريطانيا والاتحاد الأوروبي وقعا اتفاق التجارة بينهما مساء 24 ديسمبر الماضي، في الدقائق الأخيرة من انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق لتنظيم التبادل التجاري بينهما، وجاء ذلك بعد أشهر طويلة من التجاذب والخلاف بشأن حقوق الصيد وقواعد العمل، ويُجنب هذا الاتفاق الطرفين آثارا مدمرة على اقتصادهما في حالة الخروج غير المنظم.
ويتيح هذا الاتفاق لبريطانيا الوصول إلى السوق الأوروبية دون رسوم جمركية، لكن يبقى من حق الاتحاد فرض عقوبات والمطالبة بتعويضات في حالة مخالفة قواعد المنافسة العادلة، أما ملف الصيد فينص الاتفاق على مرحلة انتقاليّة حتى يونيو 2026.