القصة الكاملة لواقعة مستشفى الحسينية.. هل توفي مصابو كورونا بسبب نفاد الأكسجين؟
أثار فيديو من داخل مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية، يصور أشخاصا متوفين نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، ويظهر حالة من الهلع داخل قسم العناية المركزة، ضجة واسعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حديث مصور الفيديو عن وفاة جميع مرضى قسم العناية المركزة، بسبب نقص إمدادات الأكسجين، ويظهر في الفيديو، مرضى مُلقون على أَسِرَّتِهِم، وتعامل عدد من الممرضين مع أحدهم الذي بدا في حالة حرجة.
وتضاربت الروايات حول حقيقة الواقعة، فبينما يتحدث مصور الفيديو وأحد أهالي الضحايا عن تسبب نقص الأكسجين في وفاة المرضى، ينفي مسؤولو الصحة بالشرقية، حدوث نقص في إمدادات الأكسجين بالمستشفى، وتسببه في وفاة المصابين بكورونا، مستدلين بـ"حقائق" حول وجود مرضى آخرين في نفس الغرفة، وأطفال بالحضانات متصلين بنفس الشبكة، ولم يتأثروا بشيء.
أحد أهالي المتوفين يروي كواليس واقعة مستشفى الحسينية
أحمد ممدوح، أحد أقارب الحاجة فاطمة إحدى المتوفيات، اتهم، في حديثه مع "القاهرة 24"، المسؤولين عن المستشفى في وفاة عمته، قائلًا إن الأكسجين كان على وشك النفاد بينما كانت سيارة تزويد المستشفى به لم تصل بعد، مضيفا أن أحد العاملين بالمستشفى أخبره بتوصيل 28 أسطوانة كاحتياطي لحين وصول السيارة التي كانت في طريقها للمستشفى.
ولفت إلى دخول أحد الأهالي إلى قسم العزل "لينقذ ما يمكن إنقاذه" ورصده 8 حالات وفاة، على حد قوله.
كواليس وفاة مصابين بكورونا في مستشفى الحسينية بالشرقية
مسؤولون يكشفون حقيقة ما حدث بمستشفى الحسينية
لكن الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أكد أن عدد المتوفين 4 فقط، فيما يوجد بالعناية المركزة 7 حالات، مضيفا أن الأكسجين لم ينفد ولم يتوقف أبدًا، وإلا لكان توفي جميع المتصلين بالشبكة بما فيهم أطفال الحضانات بالدور العلوي.
وشدد مسعود على أن واقعة وفاة نفاد الأكسجين من مستشفى الحسينية غير صحيحة، وأن ما ينفيها هو بقاء 17 طفلا في الحضانات و3 من مرضى كورونا في نفس قسم العناية الذي شهد حالات الوفاة.
وكيل صحة الشرقية: فيديو الحسينية حقيقي لكن واقعة نقص الأكسجين مغلوطة (خاص)
من جانبه قال ياسر السويدي، مدير المستشفيات بمديرية الشؤون الصحية بالشرقية، إنه فور تداول الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تواصلت الإدارة مع مدير المستشفى والذي أكد وجود 400 متر مكعب من الأكسجين في الخزان، وسعته الإجمالية 6 آلاف لتر، وكانت سيارة الدعم في طريقها للمستشفى لملء الخزان.
وأكد في حديثه مع مراسل القاهرة 24 بالشرقية، أن "الأكسجين لم ينقطع نهائيا عن المستشفى"، فبخلاف السعة المتبقية بالخزان، تم توصيل 24 أسطوانة بالشبكة الداخلية كاحتياطي لحين وصول السيارة، هذا فضلًا عن أسطوانات أخرى موجودة داخل العناية والتي ظهر أحدها في الفيديو المتداول، وفق قوله.
وأشار إلى توجه لجنة من مديرية الصحة إلى المستشفى، وفحصت "التانك" لكن وقتها كان قد تم تزويده بعد وصول السيارة، مؤكدًا أنه بعد مراجعة شبكات الأكسجين بالمستشفى لم يُكتشف أي انقطاع".
ونوه بأن الدليل على عدم وفاة الـ4 مصابين بسبب نقص الأكسجين في مستشفى الحسينية، هو "أن العناية كان بها 3 مرضى آخرين لم يتوفوا و36 مصابا آخرين بالعزل الداخلي، و11 طفلا في الحضانة ومرضى بعناية القلب والباطنة وهم متصلون بنفس شبكة الأكسجين ولم يحدث لهم شيء"، وفق قوله.
وأكمل: "لو حدث انقطاع في تانك الأكسجين أو الشبكة الاحتياطية لتأثر الجميع، لكن ما حدث هو أن المتوفين كانوا حالات حرجة ونسبة الأكسجين في الدم لديهم منخفضة؛ لذلك حدثت الوفاة بشكل طبيعي".
واستطرد أن حالات الوفاة الـ4 حدثت على مدار ساعتين ونصف الساعة، وليس مرة واحدة، وكان ذلك بين الساعة السابعة والنصف وحتى العاشرة، معتبرا أن "ذلك يعني أن الوفيات ليست بسبب نقص في إمدادات الأكسجين، وإلا كانت حدثت في وقت واحد".
وكان محافظ الغربية الدكتور ممدوح غراب، قد وجه بالتحقيق في واقعة مستشفى الحسينية التي انتشر فيديو على واقع التواصل يتحدث عن وجود وفيات بين مصابي مرضى كورونا بسبب نقص إمدادات الأكسجين.