مطالب بعزل ترامب.. تفاصيل المادة 25 من الدستور التي قد تطيح به
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما ضاريا وانتقادات لاذعة حتى من أقرب حلفائه، بعد اقتحام مناصريه لمبنى الكونجرس أمس، بعد وقت قصير من إلقائه كلمة طالبهم فيها بالزحف نحوه للتعبير "سلميا ووطنيا"، لكن الأمور خرجت عن السيطرة، وبات الرئيس متهما بالتحريض على العنف بعد تشكيكه مرارا في نتيجة الانتخابات ووصفها بالمزورة، والآن وبعد أحداث أمس الدامية والعنيفة، ارتفعت الأصوات المطالبة بعزله.
لم يتبق لترامب في البيت الأبيض سوى أسبوعين فقط، حيث تسلم السلطة رسميا للإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن، يوم 20 يناير، لكن البعض لم يعد قادرا على تصور استمرار الرئيس المنتهية ولايته أسبوعين آخرين في السلطة، ويطالب بعزله.
ومن هؤلاء زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي طالب بعزل ترامب فورًا عن السلطة، وتفعيل المادة 25 من الدستور، لكن ذلك يتطلب قرارًا داخليًا من إدارة ترامب ونائبه مايك بنس، للإطاحة برئيسهم.
ونقلت شبكة "CNN" الأمريكية، عن مصدر بالحزب الجمهوري، أن أعضاء بإدارة ترامب، بدؤوا بالفعل مشاورات أولية حول تفعيل المادة 25 من الدستور، وهي مادة تستخدم كملاذ أخير للإطاحة برئيس عاجز أو مارق.
كيف تفُعل المادة 25 من الدستور الأمريكي؟
المادة 25 من الدستور الأمريكي، خاصة بعزل رئيس الجمهورية، في حالة عجزه عن أداء مهام منصبه أو إذا كان مارقًا وخارجًا عن السيطرة.
يحتاج تفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي موافقة نائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة، على أن الرئيس عاجز عن أداء مهام منصبه، حتى يتم الاستيلاء على السلطة منه مؤقتًا.
بعد هذه الخطوة، من حق ترامب التقدم باعتراض إلى الكونجرس، فيعقد جلسة استماع لنائب الرئيس ومجلس الوزراء، خلال 4 أيام، وبعدها يصوت الكونجرس على القرار، ويحتاج إقرار عزل الرئيس موافقة ثلثي أعضاء الكونجرس، وعادة من يكون 67 من مجلس الشيوخ و290 من مجلس النواب، لتتقم إقالة الرئيس نهائيا.
وبخلاف موافقة نائب الرئيس والوزراء، هناك طريقة أخرى خاصة بمجلس النواب لتفعيل المادة 25 من الدستور، وهي تعيين هيئة خاصة لمراجعة مدى لياقة الرئيس لمنصبة، وتقوم في هذه الحالة محل أعضاء الحكومة ونائب الرئيس، في تقييم حالته.
ولم يتم استخدام هذه المادة في تاريخ الولايات المتحدة منذ وضعها في أعقاب اغتيال الرئيس جون كنيدي، في 1963 حتى الآن، وفي حالة تطبيقها على ترامب، سيكون الأول في التاريخ.