نادي النساء السري.. استشارات جنسية واستدراج للمتعة عبر حسابات مزيفة على "فيس بوك"

بين الاستشارات الجنسية وإيجاد مساحات للكلام غير المباح، انتشرت حسابات مزيفة عبر "فيس بوك" بعضها يحمل أسماء نساء وأخرى لرجال، زعموا أنهم متخصصون في تقديم ذلك النوع من الاستشارات، ليسلط ذلك الأمر الضوء على بحث بعض السيدات عن نادٍ سري يتجمعْن عليه لمناقشة ما لا يسمح لهن بمناقشته، وآخرون يستغلون الأمر لاستقطاب السيدات.

"القاهرة 24" حاول البحث عن إجابات لأسئلة مشروعة وأخرى لا يسألها أحد، للكشف عن تفاصيل تدور في نادي النساء السري على فيس بوك.

استشارات جنسية 

مجموعة على "فيس بوك"، يديرها شاب يدعى "إسماعيل" يزعم أنه "صيدلي"، وباحث دراسات عليا في العلاقات الجنسية من إحدى الدول الأوروبية، أنشأ تلك المجموعة تحت اسم "تعليم العلاقة الزوجية"، والهدف الظاهري منها واضح وهو "تعليم النساء العلاقة الحميمية"، وتضم ما يقرب من 5 آلاف عضوة، وهو فقط المسموح له بالنشر وتقديم النصائح. 

مجموعة خاصة غير مرئية إلا لأعضائها وللنساء فقط، يدوّن عليها الصيدلي المزعوم نصائح لحل المشكلات الجنسية، ومنشورات غرضها تعليم النساء كيف تتواصل جنسيًا مع شريك حياتها، تتميز بتفاعل كبير من الأعضاء. 

لاحظنا من خلال متابعتنا أن أغلب الحسابات للأعضاء بصور وهمية وبدون بيانات تفصيلية عن أصحابها، فقمنا بإنشاء حساب مزيف وطلبنا الانضمام إلى المجموعة، وفي غضون ساعات قليلة تم القبول. 

عاطل يستدرج الفتيات عبر “فيس بوك” ويسرق متعلقاتهم الشخصية فى القطار

بعد قبول طلب الانضمام حاولنا كتابة منشور لسيدة لديها مشكلة في علاقتها الجنسية مع زوجها، إلا إن الصيدلي المزعوم لم يقبل المنشور، وعلى الفور قام بمراسلتنا على تطبيق "ماسنجر"، وجاء الحوار كالتالي. 

وبزعم أن الصيدلي "إسماعيل" لديه خبرة ودراسة علمية في العلاقات الجنسية، حاول إيجاد حل لمشكلة السيدة، في البداية كان الحديث يدور في هذا الفلك وبلهجة عقلانية، يظهر من خلالها بأنه طبيب يبحث معك عن علاج، وبعد أقل من 24 ساعة، تطور الأمر إلى عرض ذلك المدعي خدماته الجنسية وبالمجان.

وبحسب حديثنا مع الشاب من خلال حساب مزيف، علمنا أن اسمه "إسماعيل عبد الرحمن"، شاب من محافظة الإسكندرية، على أعتاب الثلاثين من عمره، يدّعي أنه حاصل على بكالوريوس صيدلة، وباحث دراسات عليا في العلاقات الجنسية في إحدى الدول الأوروبية.

حبس مُدرسة بحلوان ابتزت طالب بفيديوهات جنسية على “فيس بوك”

وتبين من خلال تجربتنا أن الشاب أنشأ المجموعة بزعم أن لديه خبرة في دراسة العلاقات الجنسية ومشاكلها، لكنه في الحقيقة اتخذها ستارًا لاصطياد الباحثات عن المتعة والهاربات من جحيم عدم التفاهم مع شركاء حياتهم.

نادي سري للنساء

مجموعة نسائية أخرى تضم أكثر من 72 ألف عضوة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بهدف مشاركة الموضوعات الخاصة بالنساء على سبيل المزاح المبتذل، أو الحديث عن مشكلات تقع فيها العضوات وغير ذلك من أحاديث مشتركة بين بنات حواء.

“نسويات” يعدن نشر طرق منع الابتزاز الجنسي الإلكتروني

البداية تكون عند كتابة منشور محتواه جنسي أو يشير إلى هذا بشكل أو بآخر، وعندما تعلق الفتيات عليه بمعنى الفهم لقصد المنشور على الفور يقوم المسؤولون على المجموعة بمراسلة الأعضاء على تطبيق الرسائل الشهير "ماسنجر"، ومن ثم تعرض عليها الانضمام إلى غرفة دردشة "Chat" تحت تصنيف للكبار فقط.

فقمنا بطلب الانضمام إلى إحدى غرف الدردشة السرية بحساب مزيف، بعد تأكد "الأدمن" من شخصية صاحبة الحساب وأنها فتاة حقًا.

مقاطع فيديو وأفلام إباحية، وقصص كتابية يشاركها أعضاء "الchat"، ونكات جنسية مبتذلة، بالإضافة إلى صور عارية لممثلين أفلام إباحية معروفين، هي المواد التي يتداولها أعضاء غرفة الدردشة، ولا مانع في مشاركة المشكلات الجنسية بين سيدات وأزواجهن للبحث عن حلول.

مبادرات لحماية المرأة وضحايا بالآلاف

خلقت المضايقات ومحاولات التحرش الإلكتروني التي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا، مجالًا واسعًا وحاجة ماسة لحماية النساء، فظهرت مبادرات شبابية عديدة، منها مبادرة "Speak Up" أو اتكلمي، التي أنشأها شباب في عمر الزهور بهدف إتاحة الفرصة للنساء للحديث عن محاولات التحرش أو الاغتصاب أو أي اعتداء جنسي تتعرض له، في مساحة آمنة دون خوف من حكم أو وصم اجتماعي.

منذ انطلاقها، تلقت المبادرة الشبابية التي أتمت شهرها السادس، 3500 شكوى من فتيات تعرضن لأشكال مختلفة من الاعتداء، ما بين التحرش والاغتصاب والابتزاز الجنسي والتهديد عبر الإنترنت، و8000 شهادة تحرش من فتيات في أعمار متفاوتة.

كما ساعدت مبادرة "Speak Up" اتكلمي، عدد 450 شخصًا من الجنسين في البدء في العلاج النفسي مجانًا أو بمبلغ رمزي، بالتعاون مع أساتذة متخصصين في الطب النفسي متطعينو لخدمة هؤلاء الشباب، إلى جانب توفير دعم قانوني لأكتر من 600 شخص آخر.

تستقبل المبادرة شهادات الفتيات عن الاعتداء الذي تتعرض له، من خلال استمارات معدة سلفًا لهذا الغرض، ما يضمن سرية بيانات المجني عليهم من الجنسين، أو عبر رسائل الصفحة الخاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أو عن طريق مجموعات للدعم النفسي يتم مشاركة مشاكل عامة عليها.

القبض على 53 مواطن بتهمة الابتزاز وإغلاق 7 صفحات بسبب التحريض على الدولة

كما تنظم مبادرة "اتكلمي" محاضرات عن الدعم النفسي والتحرش وتربية للأطفال بالتعاون مع مبادرة أخرى متخصصة في الطب النفسي، كذلك حرضت المبادرة فتيات كثر وألهمتهن الشجاعة للحديث عن اعتداءات تعرضن لها، تحكيها الضحية لأول مرة.

تأمين الحسابات

قال المهندس "محمد سيد"، خبير أمن المعلومات، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، إنه من الصعب الحصول على رقم واضح لضحايا الابتزاز الإلكتروني؛ نظرًا لطبيعة هذه الأمور الحساسة، حيث إن الفتيات وأسرهن غالبًا ما يرفضون الإفصاح عن هذا، مؤكدًا أن هناك شبكات ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي تُؤسَّس خصيصًا، من أجل اصطياد الباحثات عن المتعة الجنسية ثم ابتزازهن لاحقًا.  

وتابع "سيد" إن غياب الوعي بكيفية تأمين حسابات المستخدمين وعدم الحفاظ على سرية البيانات والمعلومات، يعرّض أصحابها إلى الوقوع في فخ الابتزاز والتصيد من قِبَل المخترقين، إلى جانب الفراغ الأسري والفكري التي ساهمت في زيادة هذه الظاهرة.

وانتقد خبير أمن المعلومات تراجع دور وسائل الإعلام المختلفة في نشر الوعي الخاص بتقنية التصيد المختلفة الموجودة على الإنترنت، والتي تشهد تطورًا مستمرًا.

الأمن يحقق مع المدرس المتهم بالتعدي جنسيًا على طالبة بالفيوم