مؤرخ مصريات: سقنن رع تاعا الثاني ليس أول ملك يُقتل في الحرب ضد الهكسوس
قال بسام الشماع المؤرخ في علم المصريات إن الملك المصري "سنب كاي" لم يكن معروفًا على وجه التأكيد حتى أعُلن عن اكتشاف مقبرته فى منطقة أبيدوس بسوهاج فى عام 2014 وبها اسمه الملكي مرسومًا بالألوان داخل شكل بيضاوي يُسمى خرطوش، مشيرًا إلى أن أغلب الظن هو أنه أول ملك قاد الجيش المصري وحارب الأعداء.
وأضاف "الشماع"، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أنه "من الخطأ ومن عدم الدقة والتدقيق أن يخرج علينا عالم مصريات كان مسؤولًا كبيرًا لوزارة الآثار المصرية يقول لنا ويصرح بمنتهى الثقة وبصفة التأكيد أن الملك سقنن رع تاعا الثانى هو أول ملك يتم قتله بأيدي الهكسوس محتلي شمال مصر فى معارك تحرير مصر منهم"، موضحًا "لم نكتشف من آثارنا إلا أقل من واحدة فى المئة فلزامًا على العلماء المسؤولين ألا يتسرعوا فى التصريحات طلبا للشهرة و جذب الانتباه لأن هذه التصريحات الخاطئة تؤثر فى تاريخنا وتثير البلبلة في أوساط قارئي ودارسي علم المصريات".
وأوضح "أن الملك سنب كاي ربما كان ملك "أبيدوس" في فترة الانتقال الثاني "التى استمرت منذ عام 1786 حتى 1567 قبل الميلاد تقريبا" وهو فترة من الاضطرابات والقلاقل السياسية واحتلال الهكسوس وكانت حالة مصر فى ذلك الوقت حالة غاية فى الصعوبة والحالة الاقتصادية كانت وهنة وضعيفة ومنخفضة وربما كل هذا قد ظهرت تأثيراته فى مستوى مقبرة الملك المتواضعة لو قورنت بمقابر وادي الملوك.
وتابع أن أغلب الظن هو أول ملك قاد الجيش المصري وحارب الهكسوس الأعداء، ثم دخل "سقنن رع تاعا الثانى" المشهد بعده بسنوات، وحكم "سنب كاي" أربع سنوات و ربع تقريبًا.
الأشعة المقطعية تكشف ملابسات وفاة الملك سقنن رع تاعا الثاني (صور)
وأشار إلى أن "سنب كاي" قائد من العائلات المحلية التى كانت تحكم الإقليم فى تلك الفترة، ومن الواضح أن مستوى مقبرة سنب كاي يظهر بوضوح الحالة الفنية والاقتصادية فى هذه الفترة، حيث أن المقبرة مشيدة من عدد من الأحجار المعاد تديويرها والمعاد استخدامها لأنها فى الأصل كانت مأخوذة من آثار أخرى ترجع إلى عصر الدولة الوسطى فى حين أن "سنب كاي" يعد مؤسس الأسرة السادسة عشر أى بعد زمن الدولة الوسطى بزمن بعيد فربما حدث هذا لسبب الحالة الاقتصادية المتردية فى تلك الآونة التي أصابت "سنب كاي".
واستكمل أن الدراسات التى جرت على العظام المتبقة اقترحت أن طول جسد "سنب كاي" ربما يكون قد وصل فى حياته إلى 1.85 سم، وقد تم دراسة عدد من ضربات تلقاها الملك على رأسه و18 جرح اخترق عظام، بالإضافة إلى قطوع رأسية بأقدامه وبكاحليه والجزء السفلى من الظهر، وذلك يشير إلى أن "سنب كاي" ربما يكون قد تم قتله وربما حدث هذا الحادث الأليم فى ساحة قتال ضد أعداء البلاد أو الهكسوس الذي يتفق تاريخ وجودهم فى شمال مصر مع هذا الأحداث المترابطة، إذا صح كل هذا فنحن أمام إعادة لكتاب فصل من فصولنا التاريخية الهامة، وأيضا هذا كله يثبت خطأ مقولة: "إن سقنن رع تاعا الثاني" هو أول ملك قُتل أثناء معارك التحرير ضد الهكسوس.