تطبيق لتحريك صور الموتى يثير الجدل.. والأزهر: فاضح وحرام شرعًا
تحريك الوجوه في الصور القديمة للراحلين هي تقنية حديثة أطلقها موقع علم الأنساب "ماي هريتج" "My Heritage" في الفترة الأخيرة، جعلت الموقع يتصدر القوائم الأكثر بحثًا على موقع جوجل خلال أيام قليلة.
استعادة ذكريات الأحباب بعد وفاتهم هو ما شجع الملايين حول العالم لتحميل التطبيق ومشاركة تجاربهم مع أصدقائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق تقنية تسمى التزييف العميق أو"ديب نوستالجيا"، والتي بإمكانها أن تحرك الصور الثابتة، أي يمكنها أن تحرك عيني المتوفى يمينًا ويسارًا، بل أن تظهر عليه كذلك بعض الانفعالات العاطفية، لتجعله وكأنه جزء من فيديو قصير.
أبدى الكثيرون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إعجابهم بفكرة استعادة ذكريات ممن فقدوهم منذ سنوات طويلة، بينما شعر آخرون بحزن شديد لإضفاء حركات وهمية على من كتب الله عليهم الموت.
فاضح وحرام شرعًا
"خطأ فادح وفاضح"، هكذا وصف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، استخدام تطبيق "ماي هيرتج" لاستعادة صور الراحلين، معتبرًا أنه يُعد تعديًا على حرمة الموتى وتجاوزًا في حقهم".
وتابع "كريمة" لـ"للقاهرة 24 "، أنه يعتبر أمرًا "تافهًا" أن يشغل وسائل التواصل الاجتماعي مثل هذه التطبيقات وخاصة لما يمثله من تجديد للأحزان، والأولى هو الدعاء للموتى بدلًا من العبث بصورهم.
فيما عبرت شيماء زهري، أخصائية تعديل سلوك وتنمية المهارات، عن استيائها كأحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من رؤية صور تتحرك لأشخاص ليسوا على قيد الحياة، قائلة: "من ساعة ما نزل الابلكيشن ده وأنا شيفاه صعب جدا وملوش أي لازمة ومؤذي نفسياً".
وتابعت "زهري" لـ"القاهرة 24": " نفسي أقول لكل اللي بيستخدموا الأبلكيشن مهما كان حجم وجعكم ع اللي راح بس الموت ليه حرمة وقبل ما نجري ورا أي حاجة جديدة، لازم الأول نفكر ده حلال ولا حرام".
فضول لرؤية حركة الموتى من جديد
وذكرت آية إبراهيم، في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن تطبيق تحريك الصور أثار الحزن بداخلها وجعلها تشتاق لرؤية من فقدتهم، قائلة: "برنامج تحريك الصور ده وجعلي قلبي على الرغم الفضول هيقتلني وأشوف ماما بتتحرك تاني قدامي حتى لو كدب، يعني أيه حد يتمناه يشوف حد بيحبه فارق الدنيا وهو بيتحرك حتى لو بطريقة وهمية، حاجة تحزن بجد عايزة حد يأكدلي البرنامج ده فيه ذنب فعلا ولأ لو اتعمل على صورة للمتوفى ال يعرف يقولى؟".
أسستها شركة إسرائيلية
"ماي هريتج" هي منصة إلكترونية أسستها شركة إسرائيلية تحمل نفس الاسم، وتهتم تلك المنصة بعلم الأنساب، وبدأت العمل عام 2003، حيث تتيح المنصة للمستخدمين إنشاء أشجار عائلية، وتحميل الصور وتصفحها، والبحث في أكثر من 12.5 مليار سجل تاريخي.
التحدث مع الأحباب بعد وفاتهم
الفكرة ليست وليدة اللحظة، إذ نقلت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية في ديسمبر 2019 فكرة تطبيق يُستخدم فيه الذكاء الاصطناعى حتى يتمكن الأفراد من التحدث مع الأصدقاء والأقارب بعد وفاتهم، حيث تستخدم الشركة تسجيلات صوتية قبل وفاة الشخص وتقوم بتحريرها فى سبيل جعل المحادثات أكثر طبيعية.