الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لوباء العنف ضد المرأة وجوهٌ كثيرة

القاهرة 24
الجمعة 01/يناير/2021 - 05:13 م

من منا لا يعرف امرأة لم تُعنف بحياتها! ذلك إذا لم نكُن قد مررنا بمثل هذه التجارب المأساوية.

بين جدران المنازل تتعرض المرأة للتعنيف بصور وأشكال مختلفة إما من الأهل أو من الزوج، إن العنف ضد المرأة هو محاولة عدد من الأشخاص أو شخص واحد بالتحكم فى المرأة بإيذائها سواء جسديًا أو نفسيًا أو حتى ماديًا.

فإذا تعرضت المرأة للعنف الجسدى فيمكن لهذا الإيذاء أن يعرض حياتها للخطر، لما هو ناتج عن ضربات مؤذية للجسد وأعضاء الجسم أما العنف النفسى فهو ليس إلا وسيلة لوصول المرأة لمرحلة عدم الاتزان النفسى وسلب ثقتها بنفسها ولا يقل ضرره على المرأة عن الأذى الجسدى.

ولقد تعددت أنواع العنف النفسى فمنها الانتقادات الدائمة والهدف منها تخلخل الثقة بالنفس والتقليل من شأن المرأة والتحقير منها، المراقبة المستمرة من خلال الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعى وأيضًا تدمير ممتلكات المرأة وتكسيرها كهاتفها المحمول، سيارتها، أو أى شيء تملكه. 

أما الإيذاء المادى فيُعد أيضًا نوعًا من أنواع العنف ضد المرأة الذى يتطرق إليه الرجل للتحكم بها وهى حالة من الاعتماد المادى الكُلى يخلقها الرجل لتعيش بها المرأة وإذا قررت الانفصال فلا يصبح حينها أن يكون لديها خيارٍ آخر سوى الفقر والشقاء والمعاناة أو البقاء تحت سيطرة الرجل، وأشكال العنف المادى ضد المرأة مختلفة منها التحكم فى الموارد المالية لها وعدم إعطائها الفرصة لامتلاك دخل مادى مستقل بعيدًا عنه ومطالبتها بتقديم إيصال تفصيلى بالمشتريات كما يفعل معظم الرجال. 

للأسف النساء هم الأكثر عرضة للعنف من الرجال فقد أشارت إحصائيات عالمية إلى أن 95 ٪  من الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طبية هم النساء وعادة يكون السبب هو العنف المنزلى فمعدل زيارات النساء لقسم الطوارئ بالمستشفيات كل عام ما يقرب من 500 إلى ألف امرأة وتكون الإصابات متعلقة بالعنف المنزلى، ففى الولايات المتحدة الأمريكية قد تم التبليغ عن حالات عنف منزلى وفق المعدلات التى أثبتت أن حوالى 36 ٪ من النساء يتعرضن للعنف ويُقدر الخبراء أن من 3 إلى 4 ملايين امرأة يتعرضن للضرب المبرح من شركائهن بالحياة. 

 فى عام 2006 قد أعلن كوفى عنان الأمين العام للأمم المتحدة فى تقرير تم نشره على موقع صندوق الأمم المتحدة الإنمائى للمرأة أن العنف ضد المرأة والفتيات مشكلة ذات أبعاد جائحة حيث تم تعرض امرأة واحدة الأقل من كل 3 نساء للضرب والمعاملة السيئة، كما تم إطلاق حملة بعنوان (لوّن العالم برتقاليًا) وهى دعوة أممية لوقف العنف ضد المرأة. 

 وضحت وكيلة الأمين العام و المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان موقفها اتجاه العنف ضد المرأة قائلة "كفى لجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، هذا ما يجب أن نتحد من أجل أن نقوله اليوم وكل يوم، كفى للعنف المنزلى، كفى للاغتصاب، كفى للاتجار والاستعباد الجنسى، كفى للممارسات المؤذية مثل ختان الفتيات وزواج الأطفال وكفى للإفلات من واحدة من أكثر الجرائم الصارخة والمنتشرة وانتهاكات حقوق الإنسان". 

الاتجار بالنساء أمر من المفترض أن لا يُستهان به فنحو 71٪ من ضحايا الاتجار بالبشر هن من النساء ومن بين كل 4 نساء يوجد 3 منهن قد تعرضن للاستغلال الجنسى.

الإعلان العالمى لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة الذى صُدر عام 1993 قد أعلن أن العنف قد يرتكبه أشخاص من العائلة أو أى كان، كما تم صدور قرار أممى من قِبل الحكومات حول العالم باتخاذ يوم 25 نوفمبر من كل عام كيوم عالمى للقضاء على العنف ضد المرأة.

لا وجود فى أى ديانة أو حتى فى أى ثقافة ما يسمح بتعنيف المرأة وإهانتها وللأسف قد انتشرت هذه الجريمة مؤخرًا فى الوطن العربى، حيث إن له تاريخا طويلا يُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، فالتعنيف ليس له مقياس ولا يتطلب درجة طبقة اجتماعية معينة فسنتخذ إيرلندا مثالا حيث أثبتت الإحصائيات أن من بين كل 5 سيدات تتعرض منهم سيدة للعنف المنزلى دون النظر إلى عمرها أو حالتها العائلية أو المادية أو الاجتماعية، كما نص إعلان الأمم المتحدة الأمريكية بشأن القضاء على العنف ضد المرأة على أن العنف هو مظهر من مظاهر علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة وهو إحدى الطرق الحاسمة لإخضاع المرأة للرجل.

عندما يصبح الرجل عنيفًا غالبًا يرجع هذا لوجود مشاكل نفسية لديه بسبب طريقة تربيته التى ترجع جذورها للأم حيث أن بعض الأمهات يزرعن أفكار بداخل رؤوس أبنائهن كالعنف ضد المرأة أمرًا عاديًا، وفى النهاية المجتمع مسئول بنسبة كبيرة عن مفاهيم تضحية المرأة من أجل المال أو البيت أو الاولاد.

فتُرى هل يرجع سبب تعنيف المرأة من الرجل إلى امرأة مثلها!

تابع مواقعنا