إبادة جماعية.. شهداء طوفان الأقصى 5 أضعاف ضحايا 6 حروب إسرائيلية في 23 عامًا | قصة مدفوعة بالبيانات
مع شروق شمس كل يوم جديد على مدار 80 يومًا من عملية طوفان الأقصى يعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مآسي ومجازر وجولات مستمرة من الإبادة الجماعية تحت وطأة تدخل بري وقصف إسرائيلي غير مسبوق، إذ شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا ضاريًا ارتقى إثره أكثر من 20 ألف شهيد، وما يفوق الـ 57 ألف جريح، ونزح أكثر من مليون و900 ألف، وشطبت عشرات العائلات بالكامل من السجل المدني، بحسب السلطات الفلسطينية، كما أن هناك 7 آلاف مفقود لا يعلم أحد مصيرهم، بجانب مئات الجثامين التي مازالت تحت الأنقاض حتى الآن.
إبادة جماعية، الجملة الأكثر ترددًا على مسامعنا منذ عملية طوفان الأقصى، فهل يتعرض الشعب الفلسطيني في غزة التي تنزف يوميًا المئات من أبنائها إلى إبادة جماعية؟.. أجرينا بالقاهرة 24 بحثًا على قاعدة بيانات، من خلال تحليل بيانات - بتسيلم -، مركز المعلومات لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، والمعني برصد الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الأفراد والأراضي والمباني، خلال الفترة من سبتمبر 2000 حتى 6 أكتوبر 2023، بواقع 23 عامًا من عمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وقبل يوم واحد فقط من طوفان الأقصى، كعينة لتحليل أرقام شهداء وضحايا تلك الحرب بالمقارنة مع آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، المصدر الرسمي لأرقام الوفيات في غزة، والتي يجري تحديثها بانتظام، ويعتمد عليها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
بالرجوع إلى الرقم 20 ألف، حيث عدد شهداء طوفان الأقصى، حتى كتابة تلك السطور، فوفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ارتقى 20 ألفا و424 شهيدًا من بينهم 8200 طفل شهيد، 6200 من النساء، 100 شهيد صحافة، 310 شهداء من الكوادر الطبية، وغيره.. أي ما يقرب من 1 % من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بمتوسط يومي أكثر من 250 شهيدا يسقط ضحية للاحتلال الإسرائيلي - عدا أيام الهدنة - ونحو 57 ألف و489 جريحا، مليون و900 ألف نازح، 7285 حالة اعتقال، 313 ألف وحدة سكنية متضررة.
وثق بتسليم على مدار 23 عامًا، منذ 29 سبتمبر 2000 وحتى 6 أكتوبر 2023، سقوط 10.559 ألف شهيد من كافة الأراضي الفلسطينية، حيث سقط في قطاع غزة وحده 7.779 شهيد، وحوالي 2.657 شهيد في الضفة الغربية، و123 شهيدًا بالداخل المحتل، حتى قبيل طوفان الأقصى بيوم واحد فقط، ليمثل عدد الشهداء الذين سقطوا خلال 80 يومًا في قطاع غزة فقط ضعف عدد الشهداء الذي سقطوا في فلسطين بأكملها طوال 23 عامًا، منذ بداية الألفينات.
الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة
كما يمثل الـ 20 ألف شهيد 5 أضعاف عدد الشهداء الذين سقطوا خلال الـ 6 حروب السابقة لإسرائيل على غزة، حيث وصل إجمالي الشهداء في الحروب الإسرائيلية السابقة حوالي 4210 شهداء مقابل أكثر من 20 ألفًا في حرب واحدة لم تنته بعد !.
عملية طوفان الأقصى تعد الحرب السابعة لـ إسرائيل على قطاع غزة، منذ انسحابها من القطاع عام 2005، حيث شنت قوات الاحتلال عملية الرصاص المصبوب 2008-2009، وردت عليها المقاومة الفلسطينية بهجماتٍ أطلقت عليها معركة الفرقان، لتستمر الحرب طوال 23 يومًا، وتجاوز فيها عدد الضحايا الفلسطينيين 1400، وفي عام 2012 كان القطاع على موعد مع عملية عامود السحاب، واستمر العدوان فيها لـ 8 أيام، سقط خلالها نحو 180 شهيدًا فلسطينيًا، أما الجرف الصامد في عام 2014 والتي استمرت لـ 51 يومًا، سقط فيها 2322 شهيدا.
أما الحرب الرابعة على قطاع غزة وقعت في 2019، واتخذ صيحة الفجر شعارًا لها، استمرت لبضعة أيام وأسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا، وجرح أكثر من 100 آخرين، وسيف القدس في 2021 وأطلقت عليها إسرائيل حارس الأسوار، سقط خلالها 250 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 5 آلاف جريح، أما حرب الفجر الصادق في 2022، أسفرت عن 24 شهيدًا، في حين أصيب 203 بجروح مختلفة.
بالأخير وبعد 80 يومًا من الحرب الغاشمة على قطاع غزة، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن بنفس وتيرة الوحشية، تبدو الإجابة واضحة، هل يتعرض الفلسطينيون في قطاع غزة إلى إبادة جماعية؟ هل طوفان الأقصى هي الحرب الأشرس في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني؟ّ!.. فبحسب الأرقام التي تأتي من غزة يسقط شهيد جديد كل 4 دقائق، وكل ساعة يرتقي حوالي 6 أطفال و4 نساء.