كيف مات؟.. أول حوار مع مفتش مباحث حادث الموسيقار عمر خورشيد (فيديو)
ما زالت قضية وفاة الموسيقار الكبير عمر خورشيد، الملقب بملك الجيتار عام 1981، والذي لقي مصرعه في حادث بنهاية شارع الهرم، أمام فندق ميناهاوس وبمحيط قسم شرطة الهرم؛ يدور حولها كثير من اللغط، ورغم تأكيد جميع الروايات الرسمية والتحقيقات على أن الحادث قدري ولا شبهة جنائية فيه؛ فإن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما زالوا يتناولون القصة على أن بها شبهة جنائية.
ومنذ نحو 40 عامًا، تعرضت سيارة الموسيقار عمر خورشيد لحادث سيارة مروع في نهاية شارع الهرم أمام مطعم خريستو، بعد انتهائه من عمله في أحد الفنادق الكبرى، وكانت بصحبته سيدة قيل إنها زوجته، وقيل إنها الفنانة مديحة كامل.
كما قيل إن الموسيقار الكبير تعرض لمطاردة انتهت باصطدام سيارته بعمود الإنارة، لقي بعدها مصرعه على الفور، وذلك حسب أقوال شاهد العيان الوحيد على الحادث آنذاك.
"القاهرة 24" التقى اللواء محمد نورالدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، ومفتش المباحث المكلف بكشف غموض حادث عمر خورشيد آنذاك، والذي أكد تفاصيل ما حدث وكواليس الواقعة.
يقول اللواء نور الدين، إن الحادث وقع في شهر مايو سنة 1981: "كنت موجودًا في قسم شرطة الهرم حوالي الساعة الثالثة صباحًا حيث كنا نحقق في قضية جنائية وكنت وقتها وكيل مباحث فرقة غرب الجيزة، حينما سمعنا صوت ارتطام ضخم اعتقد أحد الضباط بالقسم أنه انفجار طائرة".
تابع اللواء نورالدين: "وجدنا سيارة الفنان عمر خورشيد وقد اصطدمت بالجزيرة الوسطى وكانت معه الفنانة مديحة كامل".
وعن مشهد الحادث، قال نور الدين: "الدم كان ينزل من كل حتة في وشه، ورأسه تهشمت في التابلوه، ومات على الفور قبل وصوله المستشفى، وفقدت السيدة بجواره النطق وأصيبت بغيبوبة تامة وكسور وجروح صعبة".
وأردف اللواء: "حررنا محضر مصادمة ومتوفى عادي جدًّا ودخلنا ننام وفوجئنا في اليوم التالي للحادت بوجود عدد من ضباط أمن الدولة والمخابرات داخل قسم الهرم يطالبون بفحص دقيق للحادث وهل هناك شبهة جنائية من عدمه".
لأول مرة.. ننشر تحقيقات حادث عمر خورشيد وشهادة ضباط مباحث الهرم والتقرير الطبي وصورة السيارة
واستكمل الضابط المكلف بالتحقيق: "عرفنا بعد كده إن الموسيقار الكبير عمر خورشيد كان مستهدف ومحطوط على قوائم الاغتيالات بسبب حضوره في حفلة اتفاقية "كام ديفيد" حيث كان الفنان الوحيد الذي اصطحبه الرئيس الراحل السادات معه للحفلة وعزف مقطوعة موسيقية رائعة أبهرت الجميع وقت الاتفاقية، وظهرت حركات كبيرة تطالب باغتيال كل من شارك في الاتفاقية لذلك طالبت كافة الجهات والأجهزة بفحص سبب الحادث، وهل هناك شبهة في وقوعه من عدمه".
اللواء نورالدين يستطرد: "شكُّ رجال المخابرات المصرية، وأمن الدولة في وجود شبهة في الحادث كان طبيبعيًّا ومبررًا بسبب وجود خورشيد على قوائم الاغتيال وقتها، لذلك طلبوا منا التحقيق بشكل دقيق جدا ومفصل في الحادث وتقديم تقرير عنه".
أكمل اللواء: "قمت بعمل تحريات وفحص شامل من بداية شارع الهرم حتى فندق فاندوم الذي يعمل به عمرو خورشيد، حيث كان موجودًا يجلس بجوار مديحة كامل، وبعدها خرجا من الفندق، فقمت بجمع جميع الأمن الخاص بالفنادق، والبودي جاردات، وقال أحدهم بأنه شاهد سيارة الفنان عمر خورشيد تسير بسرعة كبيرة جدًّا وبجوارها سيارة أخرى، ولكنه أفاد بأنه لم يكن يعلم هل هما في سباق أم أنها مطاردة وأدلى بأوصاف السيارة".
تابع نورالدين: "جمعنا معلومات عن السيارة، وقدرنا نوصل لمواصفاتها وبعد نشر هذه المعلومات وصلت للإعلام ثم فوجئنا بشاب سعودي ومعه فريق قانوني كبير يسلم نفسه للقسم وحكى قصة إنه كان يسير بشكل طبيعي في شارع الهرم، وقام بالتسابق مع خورشيد، لكنه لم يعلم بالحادث، وسلك طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، وبالفحص الفني على سيارته لم يتم العثور على أي ارتطام أو خدوش بالسيارة، وبعد عمل تحريات تفصيلية عنه وحجزه في النيابة النيابة العامة لمدة 24 ساعة أخلت النيابة سبيله بكفالة مالية بلغت 5 جنيهات وقتئذ على ما أتذكر".
أوضح نور، أن لجنة الفحص الفني أكدت وقتها عدم وجود أي خدوش أو ارتطام بالسيارة، وأن الحادث كان حادث سير طبيعي.
مطاردة بعد الفجر وسر السيارة الخضراء.. ننشر أقوال الشاهد الوحيد في حادث عمر خورشيد
وعما تردد بأن صفوت الشريف له يد في الحادث، أكد نورالدين أنه ليس هناك أي علاقة تربطه بالراحل صفوت الشريف أو الفنان الراحل عمر خورشيد، لكن شهادته تأكيد على ما حدث للتاريخ لعدم اللغط والادعاءات في هذا الأمر، مؤكدًا أنه حكى الواقعة بتجرد مثلما وقعت وأن التحقيقات أثبتت وأكدت استحالة وجود أي شبهة في الحادث وقتذاك مستشهدًا بالآية القرآنية " وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ".
وعن تفسيره لسبب ظهور الحادث على السطح مرة أخرى بعد 40 سنة، قال اللواء إن ذلك شيء عجيب ويُسأل عنه شقيق عمر خورشيد الذي ظهر وقال إنه يستطيع الآن أن يأخذ عزاء شقيقه، خاصة بعد وفاة صفوت الشريف متهمًا إياه بأنه وراء مقتله "كانت حادثة عادية جدا وكانت معاه سيدة شاهدة على الواقعة".
وعلق بقوله "معرفش مين بيكون سبب في حاجات بتطلع وإشاعات كتير زي دي وبسأل نفسي كتير هل فعلا الحاجات دي بتحصل بعفوية ولا مرتب ليها وأسأل عن السبب فيها، لكن لما بيطلع حاجة الواحد كان بيحقق فيها لازم نطلع ونتكلم والناس تفهم اللي حصل".
شقيق عمر خورشيد: أخويا مات مذبوحًا.. وتقرير الطب الشرعي يثبت ذلك