مسعفون أبطال إنقاذ منتخب اليد في كأس العالم: "خيطنا قمصان اللاعبين بخيط جراحة"
مع تحقيق منتخب مصر لكرة اليد لنتيجة إيجابية في مباراته الأخيرة بدور الـ16 ببطولة كأس العالم لكرة اليد، مشهد بطولي خلف الكاميرات نفذه رجال هيئة الإسعاف المصرية، فإلى جانب دورهم الطبيعي في التأمين الصحي للبطولة، ساهموا في إنقاذ لاعبي المنتخب بعد تقطع أغلب قمصان النجوم الرئيسيين، ما ساهم في استكمالهم للمبارايات الهامة.
بمعطف أبيض يحيطون الصالة المغطاة، يحرسونه في حال أصيب أحد العناصر المتواجده على أراضيه، دون النظر إلى لون أو جنس أو حتى اختلاف اسم الوطن، رجال الإسعاف المصري في مباراة مصر وسولوفيينا التي تمكن فيها المنتخب المصري من تحقيق نتيجة إيجابية مكنته من الصعود لدور الثمانية، لكن بين دور اللاعبين الكبير، كان للمسعفون بقيادة الطبيب شريف مدحت دور بطولي آخر.
تبدأ القصة عندما فوجيء منتخب مصر بأن 3 من اللاعبين قطعت قمصانهم في ظل سخونة المباراة، وعلى رأسهم نجم الفريق القومي وقائده أحمد الأحمر، واثنين من نجومة "المصري ويحيى"، هنا تدخل قائد المسعفين، الدكتور شريف مدحت حيث يقول: "كانت التعليمات واضحة" لا تدخل إلا لتقديم الخدمة الطبية العاجلة بدون أي استثناء.. لكن هذا منتخب مصر لا يمكنني التأخر عن الأمر".
يضيف شريف لـ"القاهرة 24" أنه تولى هذه المهمة بنفسه ورجال الإسعاف، فأخذوا القمصان بشكل عاجل، وقاموا بتخييطها، كل اثنين في قميص، وكان من نصيبه تيشيرت أحمد الأحمر، ربما هو الوحيد الذي يعرفه من الفريق، بحكم أنه غير متابع لكرة اليد من الأساس، لكن علمه بالاسم جعله يشعر بأهمية اللاعب الذي قد لا يتمكن من النزول للملعب مرة آخرى بسبب تقطع ردائيه الاثنين.
يؤكد شريف أن هذا الأمر ليس في سبيل اختصاصاهم، ليس في اختصاص أحد من الأساس، لكن كنا نراه شيء عاديا، بسيطا، لم نتوقع أن يتحول إلى حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الأمر بسيط وجدنا أنه بإمكاننا المساعدة فتدخلنا، حتى ولو كان الطبيعي على المسعفين ألا يتدخلوا في هذه الأمور.
خيط جراحة
عاطف زين في سن الـ27 شهد العديد من البطولات "الإنسانية"، كان مشاركا في الواقعة إلى جانب زملاؤه من المسعفين المخصصين لتقديم الخدمة الصحية في حال ظهور أي طاريء في الملعب، يقول إن الأمر كان مفاجئًا، لكن كان علينا التحرك بسرعة، لا يوجد خيط مخصص للخياطة، لكن بحيلة صغيرة لجئنا لخيط الجراحة الموجود معنا بكثرة.
زين أشار إلى أن الأمر كان ممتع في وقته، تخيل أن تستخدم خيط الجراحة في إنقاذ منتخب مصر، ليس بالضرورة أن نستخدمه في علاج واحد منهم، لكن كان له استخدامها في حينه بخياطة قمصانهم التي اهترأت بفعل اللعب ومحاولتهم العودة للمباراة في ظل تأخرنا طوال نتيجة الشوط الأول، ونجح في الغرض في النهاية.. أنقذنا فرصنا في الصعود للمباراة التالية.
شريف وعاطف لا يعرفان شيئا عن كرة اليد، لكنهم يحبون أحمد الأحمر باعتباره اللاعب الأشهر في تاريخ اللعبة في مصر، وعلى الرغم من تشجيع ثنائيتهم للنادي الأهلي المنافس التقليدي للزمالك منشآ كابتن منتخب مصر، إلا أنه في شوارع القاهرة مثلما يحب الناس محمود الخطيب في كرة القدم.. يمثل أحمد الأحمر رمزًا لكرة اليد في مصر.
الأحمر احتاج للمسعفين مرة آخرى في نهاية المباراة، حيث يشير عاطف إلى أنه أصيب إصابة بسيطة، جعلتهم يتدخلون طبيا هذه المرة، ليستخدموا الخيط المخصص للجراحة في موضعه، قدم لهم الأحمر الشكر الكبير لدورهم في إنقاذه واستكمال المباراة، خاصة وأن قميصيه تقطعا بالفعل ما صعب عليه النزول مرة آخرى قبل أن ينتهوا من خياطته يسمح له باستئناف اللعب.
بطولة مزدوجة
الطبيب شريف هو مدير مرفق إسعاف المنيا، منذ عمله كطبيب طوارئ في هيئة الإسعاف المصرية، وهو يقدم الكثير من البطولات، كان آخرها مشاركته في مواجهة فيروس كورونا، إلى جانب تواجده في القاهرة للتأمين الطبي في بطولة كأس العالم لكرة اليد، يتمنى أن يتحصل على لقاح فيروس كورونا المستجد قريبا، وذلك بعد بدء عمليات التطعيم رسميا في مصر بداية من محافظة الإسماعيلية.
يقول شريف لـ"القاهرة 24" إن مواجهة فيروس كورونا، بمفردها بطولة كبيرة لكافة الأطقم الطبية، لا حاجة لذكر مواقف بعينها، يكفي القول إنك مشاركة في الخط الأول لأكبر جائحة صحية في القرن الـ21، هذا أمر يدعو للفخر، متمنيًا أن ينتهي الوباء في العالم قريبا، وإلى جانب ذلك أن ينتهي كأس العالم لكرة اليد ومصر متوجة بالبطولة ليشعروا أن عملهم الذي قاموا به يستحق الفخر فعلا.