الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل يدير حيتان "وول ستريت" لعبة العُملة الجديدة بيتكوين"؟

القاهرة 24
أخبار
الخميس 18/فبراير/2021 - 05:13 ص

على الرغم من الارتفاع الجنوني الذي شهدته الكثير من الاستثمارات مؤخراً، إلا أن أياً منها لم يبرز كما فعلت الـ"بتكوين".

حيث تضاعف سعر العملة الافتراضية أربع مرات في غضون أشهر لتصل إلى مستويات قياسية تناهز الـ50 ألف دولار، بعدما أعلن الملياردير إيلون ماسك استثماره بها.

وحدث هذا الارتفاع المذهل، بدون أي تغير طارئ على أساسيات الـ"بتكوين"، حيث أنها كاستثمار لا تزال تعد جزءا من رمز رقمي لا ينتج أي أرباح، ولا أي توزيعات أو فوائد، ولا يدعمها أي شيء سوى اعتقاد الآخرين بأنها قد تكون ذات قيمة.

لكن الحدث الأهم كان انضمام البعض في وول ستريت إلى نادي المؤمنين بالعملات الرقمية.

فقد ساعد مدير صندوق التحوط، بول تيودور جونز، على إثارة هوس الإقبال على الـ"بتكوين" عندما قال في مايو من العام الماضي، إنه كان يقوم بشراء "بتكوين" كتحوط ضد التضخم الذي يتوقع قدومه في أعقاب الإجراءات التي يتخذها صانعو السياسة للإبقاء على الاقتصاد حياً خلال جائحة كورونا.

(وتتلخص الفكرة في أن عملة البتكوين قد تكون مقاومة للتضخم نظراً لأنها مصممة لغرض العرض المحدود).

وأعقب إعلان جونز تصريحات مشابهة من مستثمرين بارزين آخرين، بما في ذلك ستان دروكنميلر.

ويقول جيمس باترفيل، المخطط الاستراتيجي للاستثمار في شبكة إدارة الأصول الرقمية "كوينزشيرز": "وجود أشخاص يحققون عوائد جيدة، ويعزون ذلك لوجود البتكوين في محافظهم الاستثمارية، هو أمر بدأنا نراه يحصل، وأعتقد أن التوجه لإضافة بتكوين إلى محافظ الاستثمار سوف يتزايد بالفعل ".

وقد ازدهرت الصناديق التي تستثمر في العملات المشفرة خلال الأشهر الأخيرة.

وبحسب ما ذكرته "بلومبرج إنتليجينس"، فقد استحوذ أحد الصناديق الذي يتمتع بشعبية كبيرة، والمملوك لشركة "جرايسكيل" على 4.7 مليار دولار من العملة الرقمية في عام 2020، وهو ما يقرب من 99% من المنتجات المتداولة في البورصة المدرجة في الولايات المتحدة.

وقدمت شركة "فيديليتي إنفستمنتس" صندوق "بتكوين للمستثمرين الأثرياء". ومؤخراً، تجاوزت الأصول الخاضعة لإدارة شركة "بيتوايز أسيت مانجمنت"، مزود مؤشر العملات المشفرة الـ 500 مليون دولار، بزيادة خمسة أضعاف عن نهاية أكتوبر من العام الماضي.

حيتان "بتكوين"

ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان التضخم الذي يقلق مستثمرو الـ"بتكوين" بشأنه سيتحقق بالفعل، حيث ظلت الزيادات في أسعار السلع الاستهلاكية هادئة لسنوات على الرغم من انخفاض أسعار الفائدة لأدنى مستوياتها لما يزيد عن عشر سنوات. وهناك تساؤل آخر حول ما إذا كانت الأصول التي غالباً ما تشهد انخفاضاً حادا ستثبت أنها ملاذا موثوقاً بالفعل. إذ لا تزال البتكوين أحد الأصول المتداولة بشكل ضئيل نسبيًا، ويمكن أن يتأثر سعرها بشكل كبير من قبل حفنة من كبار المالكين لها والمعروفين باسم الحيتان.

وعلى الرغم من أن منصات مثل "روبن هود" و"باي بال" تسهل على الأفراد استخدام البتكوين وتداولها، فإن حوالي 2% من الحسابات المجهولة التي يمكن تتبعها من خلال البيانات الرقمية تمتلك 95% من كمية العملة المشفرة، وذلك بحسب "فليبسايد كريبتو" لأبحاث استخبارات السوق الخاصة بالمؤسسات الرقمية.

فرصة محفوفة بالمخاطر

وربما يُفصح اهتمام وول ستريت بعملة بتكوين، عن الكثير من الدوافع المهنية خلف شرائها. تماما مثلما يقول ذلك الكثير عن العملة لملاذ للاستثمار. وقد تبدو العملة المشفرة وكأنها فرصة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، لتوليد بعض العوائد الضخمة في عالم تبدو فيه الفرص الاستثمارية نادرة. ويقول كريس جافني، مدير إدارة الأسواق العالمية في بنك "TIAA": "هناك الكثير من الأموال التي تبحث عن مكان للاستثمار ولا ترغب في الاستثمارات الحقيقية ذات العوائد السلبية، أو أسواق الأسهم التي وصلت إلى مستويات قياسية، والتي يبدو أنها تقترب من بلوغ حدود تقييماتها".

ومن ناحية أخرى، يحتاج مديرو الأصول، وخاصة مديري صناديق التحوط المعروفين في الصناعة باسم مستثمري الـ"مايكرو"، إلى التميز عن أقرانهم. وتقول كاثرين كولي، المديرة التنفيذية لمنصة تداول العملات المشفرة "بينانس" في الولايات المتحدة: "إنك تفكر كيف ينظر متداولو الـ"مايكرو" إلى العالم، فجميعهم يتمتعون بميزات مختلفة. ولكنهم بشكل ملحوظ، يحاولون اكتشاف السلعة التي ستحظى بأكبر قدر من التفكير، وأكبر حصة من محافظ الاستثمار، والزخم الأكبر في العالم بأسره".

وتعتقد كولي أن ذلك سيستمر لفترة من الوقت، مضيفة: "الآن وبالمستويات الحالية، لدينا عدد أقل من الأشخاص الذين سنراهم مهتمين بهذا الاستثمار، ولكن ابتداءً من الغد سيهتم المزيد من الأشخاص في هذا المجال، وبدءاً من اليوم التالي سيكون هناك المزيد".

تأثير الدومينو

ويقول جافني إن دخول عدد قليل من المستثمرين المؤسسيين إلى أحد الأسواق، من النوع الذي يشهد بعد فترة ارتفاعًا هائلاً، بات أشبه بتأثير الدومينو، حيث سرعان ما ينضم آخرون من المجال لنفس التوجه. حيث أن عدم انضمامهم قد يكون بمثابة مخاطرة كبيرة، مهنياً. ولذلك يتوجهون لشراء القليل على الأقل.

ويتابع جافني: "يصبح الأمر كأن أحدهم يقول يا إلهي، لقد سبقني منافسي، والأشخاص الذين سأقارن بهم إلى ذلك الاستثمار- إذا صح التعبير . ولذا يرى الأشخاص أنه من الأفضل أن يستثمروا قدوة بمنافسيهم بالسوق. وهو الأمر الذي يخلق زخمًا في الاستثمار، وخاصة ذلك الذي يتواجد في سوق صغير نسبيا، لا يتمتع بأرقام السيولة العادية". ومن هنا تتمثل خطورة ذلك الزخم، كما أظهرت الانهيارات السابقة لـ"بتكوين"، في إمكانية تأرجح الأسعار في الاتجاه الآخر، وما ينتج عن ذلك من خسارة أيضاً.

 

"جيه بي مورجان": تقلبات البيتكوين السريعة تحد من استمرارية الصعود

البنك المركزي: البيتكوين تكتسب الشرعية من الشركات الكبرى والمؤسسات المالية

تابع مواقعنا