" لو مش فاهم الهوجة".. ترجمة وفك شفرات "غابة" مروان بابلو

"بابلو إفكت" أو "تأثير بابلو Pablo Effect"، يمكن أن نخترع مثل هذا المسمى ليكون مثل وحدة قياس لحالة "الهوجة" التي زلزلت منصات السوشيال ميديا على مدار الساعات الماضية، بعد عودة الأب الروحي لمجال "التِّراب" في مصر، مروان بابلو، الذي قرر أخيرًا الانبعاث من قبر الاعتزال، ويتحول لـ"زومبي" مستعد لمص دماء كافة منافسيه الرابرز، ويسيطر على "غابة المجال".

كليب "غابة"، لفت أنظار مختلف فئات المصريين حتى ممن لم يكن لهم أي علاقة بالراب، ومن كانوا يصفون أغانيه بقولهم "إيه اللي بتسمعوه ده"، وصولًا لاهتمام الميديا نفسها، بعدما تربع على عرش التريند رقم واحد منذ أولى دقائق نزوله رسميًا على اليوتيوب، بل ووصل للعالمية باقترابه من الدخول في قائمة التوب 10 على مستوى يوتيوب العالم، بجانب تصدره بالطبع قائمة تريندات مختلف الدول العربية بين الإمارات والكويت والسودان والأردن والمغرب والعراق.

حالة هوس ربما لم تحدث من قبل لأغنية أو تراك بشكل عام، خاصة لما يقدمه بابلو من "تجديد" في شكل التراك نفسه، و"البيتس" أي الإيقاعات التي يغني عليها وبالطبع كلمات الأغنية نفسها لتسحرك الأغنية وتظل تعيدها عدة مرات بدون أي وعي وبدون سبب وحتى دون ان تمل، ربما لأن كل مكوناتها "كاتشي"، وتخطف الأذن من أول مرة.

رسائل مباشرة كثيرة يقدمها بابلو في تراك الـCome Back بعد غيابه لعام كامل عن "الراب سين"، فبعيدًا عن الاعتياد في الرسائل الضمنية بين كل "بار" وآخر من "بارات" أو"كوبليهات" الأغنية، من يركز في معاني الكلمات نفسها ربما يكتشف وحده بعض  المعاني المقصودة، والتي نحاول أن نقدم ترجمة مبسطة لها هنا.

** "السلام عليكم اظهر يا مختفي.. الصورة مش واضحة لكن مش هتفرق" **

تعبير مجازي عن عودة "المختفي" والمعتزل، مشيرًا لنفسه، عقب اختفائه عن ساحة الراب لعام كامل بعد قرار توبته عن الغناء والاعتزال، واستخدم لها استعارة ربما اعتدنا سماعها عند تحضير "العفاريت" في الأفلام العربية.

أما الجزء الثاني، ربما إشارة مباشرة للصورة التي انتشرت له قبيل وأثناء صدور الكليب نفسه، وتظهر فيها ملامحه "مخفية" أو "مش واضحة".

** "كلامكو كله مثير للشفقة، أول ما جيت حلت البركة" **

ربما يكون لها مقصدان هنا، فالكلام المثير للشفقة ربما يعود على المهاترات والتفسيرات والتعليقات التي تلت قرار بابلو بالاعتزال العام الماضي، أو يمكن تصنيفها بتلخيص مباشر لحالة "هوجة الديسات" التي اجتاحت السوشيال ميديا منذ أيام، بعد انطلاق "خناقة راب" بين رموز "السين"، وهم أبيوسف ومروان موسى وعفروتو وأبو الأنوار وويجز.

ويمكن اعتبار الجزء الثاني وصفًا "حرفيًا" للبركة التي حلت على المجال فور صدور الكليب الجديد، وهو ما يتضح جليًا في هول المشاهدات التي تخطت الثلاثة ملايين في أقل من 20 ساعة، وأكثر من 100 ألف لايك في ساعة واحدة فقط، وتصدره تريند مصر والعالم العربي، محطمًا عدة أرقام قياسية بالنسبة لتراكات الراب بشكل عام.

** " كل التماثيل بتتكسر.. في وشك أصارحك أنا مش هتكسف" **

باتكاله على الوصف المباشر "تكسير التماثيل" أو مجازيًا "الأصنام"، يشير هنا بالطبع على فكرة عودته للمجال والتي ستكسر كافة التماثيل التي صنعها منافسيه في غيابه، وظنوا أنهم "كبار الحتة" و"عاملين تاريخ" يستحقون عليه تجسيدهم في تمثال تكريمي، وذلك ما يمثل تحديًا مباشرًا لكافة "الرابرز".

** "مشفتكوش أيام الحارة.. أيام الأكشن والإثارة" **

ربما إشارة ساخرة لكونه لم يرَ كل هذا العدد من "التماثيل" و"المنافسين" عندما كان موجودًا في المجال قبل الاعتزال، حيث كان يتربع على قمة "التراب راب" وحيدًا ولا يوجد له منافس أو مثيل.

** مش محتاج لـ invitation  بابلو villain ده invasion **

ربما يكون هذا البار من أفضل التعبيرات المجازية، فهو لا يحتاج دعوة ليعود مجددًا لقمة المجال مهما غاب، فيجسد نفسه وكأنه "الفيلين" أو الشخصية الشريرة في أفلام الخيال العلمي والأبطال الخارقين، وكأنه فضائي شرير يغزو المجال بدون مقدمات ولا يجد من يردعه.

وأخيرًا، مسمى التراك نفسه "غابة" لا يحتاج لترجمة أو فك شفرات لمعانيه، فله عدة مقاصد ومفاهيم، ربما يفهمها كل شخص بطريقته، فكرة أن المجال عبارة عن غابة متوحشة، الكائنات المفترسة تتسلى على الكائنات الضعيفة، أو فكرة المجتمع نفسه، حيث القوي يفرض نفسه على الضعيف، وربما تجلى ذلك ضمنيًا في أماكن تصوير الكليب نففسه، أغلبيتها أماكن "كئيبة" مليئة بالأسمنت والطوب الأحمر رغم كونها في قلب القاهرة، بمثابة الغابة.