توحيد الجيش وإرث السراج والقذافي.. ما العقبات التي تواجه الحكومة الليبية الجديدة؟
أنهت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، مهامها بشكل رسمي، اليوم الثلاثاء، بعد تسليمها مهام السلطة التنفيذية إلى المجلس الرئاسي بقيادة محمد يونس المنفي والحكومة الليبية الجديدة بقيادة عبد الحميد دبيبة.
وشهدت حكومة فايز السراج العديد من المواقف التي تسببت في جدل داخلي وخارج، أبرزها إبرام اتفاقية حدودية واتفاقية عسكرية مع تركيا، وصولًا إلى تقرير ديوان المحاسبة في ليبيا، عام 2019 ، والذي وثق فيه تورط أغلب أجهزة ومؤسسات حكومة الوفاق ومسؤوليها في الفساد ونهب وهدر المال العام.
إرث السراج يواجه دبيبة
وفي ذات السياق قال خالد السكران، المحلل السياسي الليبي، إن الحكومة الليبية الجديدة، تواجه إرثًا ضخمًا بسبب كثرة المشاكل من الحكومة السابقة، إضافة إلى ضيق الفترة المتاحة للحكومة لحين الوصول إلى الانتخابات.
وأضاف السكران في تصريحات لـ "القاهرة 24" أن من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة عدم اعتماد ميزانية لها خلال الفترة المقبلة.
توحيد الجيش الليبي
وقال أحمد لنقي، عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، إن حصول الحكومة الليبية برئاسة عبد الحميد دبيبة، على ثقة مجلس النواب الليبي يضمن لها الحصول على الدعم الإقليمي و الدولي.
وأضاف في تصريحات لـ "القاهرة 24" أن حكومة دبيبة ستعمل على تحسين الوضع الأمني بتوحيد المؤسسة العسكرية، ودمج القوة النظامية العسكرية في جيش واحد، وتوحيد الأجهزة الأمنية في جهاز واحد، وتحريك عجلة الاقتصاد دون الاعتماد على الميزانية العامة.
كما طالب بإجراء الانتخابات الليبية المقبلة بنظام الانتخاب النسبي 60% قوائم، و40% فردي، لعدم تكرار سيناريو الحكومات السابقة.
التخلص من إرث القذافي
وأشار عضو المجلس الأعلى للدولة الليبية، إلى أن حكومة دبيبة تواجه الإرث الذي خلفه نظام القذافي، وليس بالسهل التخلص منه إلا بعد قيام دولة موحدة المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة العسكرية و الأمنية.
تركيا وقطر تحارب دبيبة
وفي سياق متصل، قال باهر العوكلي، عميد المعهد الوطني للإعلام ببني غازي، والخبير الاستراتيجي لمجلس النواب، إن الملف الأمني الليبي يمثل أكبر العوائق أمام الحكومة الليبية الجديدة.
وأضاف في تصريحات لـ "القاهرة 24" أن الأمن الليبي بشقيه العسكري والشرطي به تدخلات دولية خارجية لها مصالح في ليبيا، ولا تريد أن تستقر ليبيا، وعلى رأسها تركيا وقطر، ولن تسمح بأن تستقر ليبيا.
وأشار إلى أن ملف المليشيات المسلحة في المنطقة الغربية، يمثل قنبلة موقوتة أمام حكومة عبد الحميد دبيبة، إذ لا يمكنها أن تمارس مهامها إلا بعد القضاء على المليشيات، وعصابات التهريب التي تعمل على الإتجار في البشر.
اقرأ أيضا.. عقيلة صالح: ندعو الحكومة لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا
حكومة دبيبة vs فيروس كورونا
وأوضح "العوكلي" أن الحكومة الجيدة تواجه مشكلة في الخدمات الصحية، في ظل فيروس كورونا، بسبب تدهور البنية التحتية لها، وتدمير الكثير من المستشفيات والحدات الصحية، إضافة إلى تفشي الوباء في الأراضي الليبية بشكل وصفه بالـ"خطير".
مصر لن تترك ليبيا
واستكمل عميد معهد الإعلام ببني غازي، أن الخارجية المصرية لعبت دورًا هامًا لإنهاء الأزمة الليبية والوصول إلى الحكومة، تمهيدًا لإجراء الانتخابات المقبلة.
وأشار إلى أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حالت دون تمكن التدخلات التركية والإيرانية، من السيطرة الكاملة على المقدرات الليبية.
