قبل اختيار يحيى حقي شخصية معرض الكتاب.. "محفوظ" يطرح طريقة مختلفة لتكريمه
وقع اختيار اللجنة الثقافية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الجديدة الـ52، التي تنطلق من 30 يونيو حتى 15 يوليو 2021 بأرض المعارض بالتجمع الخامس؛ على اختيار الكاتب يحيى حقي شخصية المعرض هذا العام.
وبالطبع يستحق صاحب "قنديل أم هاشم" هذا التكريم، وبهذه المناسبة نقف على ما قاله نجيب محفوظ عن يحيى حقي عندما يتذكره بعد رحيله في تقديمه لكتاب "رسائل يحيى حقي إلى ابنته"، وطرح محفوظ طريقة غير تقليدية للاحتفاء بحقي.
وما جاء في مقدمة الكتاب:
على قلة ما أبدع الأستاذ يحيى حقي فإن كل آثاره تبقى مرشحة للبناء والخلود، فمجموعاته القصصية القصيرة على قلتها كانت كلها "نقاوة"، تبقى ما بقي الأدب يُقرأ، وحين يُؤرخ لتاريخ الأدب وكتابه خلال الفترة التي عاشها الأستاذ يحيى حقي، سيكتب عنه ضمن من أبدعوا في أكثر من مجال، فهو سوف يذكر بین کتاب المقالة، كما سوف يذكر بین کتاب النقد، وفي القصة القصيرة سيذكر أجمل ذكر.
وإذا كان الأستاذ حقي قد غاب بجسده عنا، فإن أعماله لا تغيب، وقد بقي أثرها في نفسي لا يمحى أبدا، وعلى المستوى الإنساني أشعر من ناحيته دائما بشعور طيب جميل لا يتغير أبدا.
ويضيف محفوظ: "أما حياته فقد كانت بالنسبة لي ثروة كبيرة، وكانت وفاته خسارة أكبر، ولا أخفي عنك أنه كان من الناس الذين حزنت عليهم حزنًا شديدًا جدًّا، فقد كان صديقًا لا يعوض. نزيه الفكر، صافي القلب، بسيطًا ممتعًا في كتاباته وأحاديثه، صاحب روح ساخرة ونكتة بارعة، وفكر مستنير، ولذلك يجب الاحتفال به بطريقة غير تقليدية وأنا لي طريقة خاصة في الاحتفال بذكرى الراحلين، بعكس ما يتردد عن تمثال يقام، واسم يطلق على معهد أو شارع، ومثل هذه النوعية من التكريم ليس لي اعتراض عليها، ولكنها مع احترامي لا تمثل إحياء للذكرى، لأنك عندما تطلق اسم يحيى حقي على شارع سيصبح يحيى حقي بعد جیل أو جیلین، شارعًا، مثلما نقول شارع "نوبار" ولا أحد يعرف من هو "نوبار"، ولكن ما أطالب به بالنسبة للأستاذ يحيى حقي هو جمع مؤلفاته الكاملة، فهو الذي يستحق ذلك أكثر من آخرين تجمع مؤلفاتهم الكاملة، وهم على قيد الحياة، وربما كانوا في أواسط العمر، وهذه مسألة غريبة، ولكنها أولى وأليق وأحق بأديب كبير مثل يحيى حقي، فتجمع أعماله كلها في مكان واحد خوفًا عليها من التشتت والضياع بحيث تكون موجودة في المكتبات العامة والخاصة وهذا خير احتفال نحيي به ذکری صاحب القنديل الذي سيظل يضيء حياتنا كمشعل استنارة دائم".