مارفيلا 3.. هدف القاضية المتسبب في بروز لقب التتش
مارفيلا دي فوتبول.. هي سلسلة حلقات عن طرائف وعجائب كرة القدم، نسرد خلالها قصص طريفة غير معروفة لجماهير ومشجعي كرة القدم على الرغم من ولعهم الشديد ببعض رموز تلك القصص والحكايات.
قصة مختار التتش
لم يكن يعلم ابن حي السيدة زينب أن اسمه سيقترن بالنادي الأهلي ليصبح أحد أساطير النادي الأحمر طوال العمر، بل الأدهى لم يكن ليصدق أن اسمه سيظل يتردد على ألسنة المشجعين الصغار في الألفية الثانية حتى الآن.
عند ذكر اسم "التتش" يحضر في أذهان معظم جماهير النادي الأهلي مباشرة، ملعب "التتش" الموجود داخل أسوار أهلي الجزيرة العريق.
الكثيرون من عمالقة التشجيع يعرفون "مختار التتش" حق المعرفة، وأهم ما قدمه خلال مسيرته الكروية المبهرة رفقة النادي الأهلي لكن قليلون هم الذين يعرفون السر وراء لقب "التتش".
لكن من أين جاء لقب "التتش" الذي تم إطلاقه على ملعب النادي الأهلي حتى يومنا هذا، ومن الذي أطلقه؟، وفي أي مناسبة ؟.
ما السر وراء لقب "التتش"؟
بدأت القصة خلال الفترة التي كانت مصر فيها تحت الاحتلال الإنجليزي، حيث كانت الامبراطورية البريطانية تضع ما يُعرف بـ"المندوب السامي البريطاني" في كل دولة من الدول التي تفرض سيادتها عليها، لحماية الأراضي التي ليست تحت السيادة البريطانية بالكامل.
وفي عام 1922، كان النادي الأهلي على موعد مع مباراة مهمة أمام فريق الطيران الإنجليزي ضمن منافسات ما يُعرف بـ كأس السلطانية، وتم توجيه الدعوة حينها لـ "اللورد لويد" الذي كان المندوب السامي البريطاني في ذلك الوقت.
اللورد لويد كان من محبي كرة القدم، لكن ما حدث خلال مباراة الأهلي والطيران الإنجليزي كان مُثيرًا بالنسبة له كثيرًا، فكان هناك لاعب صغير الحجم ضمن صفوف المارد الأحمر يُثير إعجابه بسبب مرونته ودقة تصويباته بالإضافة إلى لياقته البدنية وسرعته الفائقة، هذا اللاعب كان محمود مختار المعروف لدى الجماهير الحمراء الآن بـ"التتش".
مارفيلا 1.. لعنة جوتمان المتسببة في حرمان بنفيكا من الفوز بدوري الأبطال لـ100 عام
وكان اللورد لويد طوال المباراة عندما تُلامس الكرة أقدام محمود مختار يُردد كلمة "ذا تتش!"، كانت المباراة بين الأهلي والطيران تسير نحو التعادل الإيجابي بهدف إلى هدف، قبل أن يقول مختار التتش كلمته الأخيرة ليضع هدف "قاضية" للأهلي في لحظات الحسم، هنا صرخ اللورد لويد بكلمته الشهيرة "أووه تتش".
وبعد المباراة توجه أحد الموجودين بسؤاله عما تعني كلمة "ذا تتش"، واتضح أن هذه الكلمة يتم ترديدها في إنجلترا على لاعب السيرك خفيف الحركة الذي يخطف أنظار الجمهور بحركاته ومرونته وخفة حركته.
فيما بعد؛ طالب اللورد لويد متابعة مباريات النادي الأهلي عن كثب لمتابعة مختار التتش على وجه التحديد، وهناك روايات تؤكد بأن المندوب السامي البريطاني عندما كان يقابل "مختار" في أروقة النادي الأحمر كان دائمًا ما يُبادره بالتحية ويقول له: "هالو مستر تتش".
ومن شدة ولعه بالتتش، قام اللورد لويد ذات مرة بوصف أسلوبه وتحركاته لعدد من أصدقائه في إحدى الجلسات، حتى عجز عن التعبير بـ كلمات اللغة كافة، فقال للمحيطين بسخرية تحمل في طياتها شيئًا من الانبهار: "التتش يتحكم بالكرة بقدمه أفضل من تحكم يد اللورد بالبرتقالة".
