للعام الثاني.. كورونا يتسبب في إلغاء تقليد احتفالي بـ"النصف من شعبان" عمره مئات السنين بالقصير (صور)
منذ الفتح الإسلامي لمصر، مازال الآلاف من أهالي مدينة القصير يحافظون على إحياء الاحتفالات الدينية بطريقتهم الخاصة، ويختلف الاحتفال بهذه المناسبة بالقصير عن بقية الاحتفالات التي تتم بمدن البحر الأحمر وباقي محافظات مصر، إذ يحافظ الأهالي على أحد أهم العادات التراثية الدينية الخاصة بالمدينة.
فعلى مدار مئات السنين، لم تتوقف مسيرات المحامل والهوادج الموضوعة على الجمال التي يحييها أهالي مدينة القصير بالبحر الأحمر في الذكرى السنوية بليلة النصف من شعبان من كل عام هجري، ولكن للعام الثاني على التوالي قرر المسؤولون إلغاء الاحتفال ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
ويحتفل أهالي القصير اقدم مدن محافظة البحر الأحمر، عبر مسيرات المحامل والهوادج الموضوعة على الجمال، تطوف مختلف أحياء المدينة والعشرات من مواقع الأضرحة لأولياء الله الصالحين، في احتفال ترجع بدايته إلى بداية العصر الإسلامي، ويواصل أهالي المدينة حتى الآن احتفاظهم وتوارثهم لظاهرة تجهيز الهوادج والمزمار البلدي.
وتنطلق هذه المحامل من منطقة العوينة التي تشتهر بوجود العشرات من الأضرحة لعدد من المشايخ وأولياء الله الصالحين، حيث يتم تجهيز الهوادج واختيار الجمال قبلها بعدة أيام، وتنتظر السيدات والأطفال أمام المنازل لمشاهدة لحظة مرور المحامل والانضمام للمسيرات، وتجذب هذه المحامل سكان المدينة من مختلف الأعمار.
وترافق المسيرات فرق الفنون الشعبية والمزمار البلد والرقص الصعيدي بالتحطيب مع موكب من الجمال، ويستمر موكب المحامل في السير حتى منتصف الليل ويسير أحد الجمال محمولا عليه الهودج ويطلق عليه أهالي القصير “المحامل”.
