زعيم "ناطوري كارتا" اليهودية: جواز السفر الإسرائيلي "عار".. واتفاقيات السلام بين العرب وتل أبيب لا قيمة لها بالنسبة للقضية الفلسطينية (حوار)
عندما تستمع إلى خطابهم، تشعر وكأنه خطاب خارج من رحم القومية العربية، يؤمنون بأن أرض فلسطين ملك لأبنائها فقط من النهر إلى البحر، لا يعترفون بإسرائيل، ويعادون الصهيونية ربما بشكل أكثر ضراوة من الكثير من العرب، يؤمنون بأن إسرائيل تأسست لأسباب سياسية فقط لا علاقة لها بالدين، إنهم يهود “ناطوري كارتا”.
"ناطوري كارتا" جماعة يهودية أرثوذكسية تأسست في العام 1935 على أرض فلسطين، والتي كانت واقعة حينها تحت الانتداب البريطاني، أي أن الجماعة تأسست في نفس العام الذي استشهد فيه المقاوم العربي "عز الدين القسام"، والذي كان استشهاده بمثابة الشرارة التي أشعلت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، ضد سلطة الانتداب البريطانية وضد الهجرة اليهودية الممنهجة لأرض فلسطين، ولهذا انضم يهود "ناطوري كارتا" للثورة لنفس الأسباب.
"ناطوري كارتا" كلمة آرامية تعني "حراس المدينة"، يؤمنون بأنه لا حق لليهود في أرض فلسطين أبدًا قبل قدوم المسيح، وأن هذا الحق لا ينبغي أن يكون بإراقة الدم كما فعل الصهاينة عندما أقاموا دولتهم عام 1948، فالاستيلاء على أرض الغير حسب معتقدهم، يخالف إرادة الله، ولذلك فهم طردوا من أرض فلسطين بسبب خطاياهم.
تعود أصول يهود ناطوري كارتا لأوروبا الشرقية، قدموا إلى فلسطين في بدايات القرن التاسع عشر، وكانوا يعيشون كأي فلسطيني تحت الحكم العثماني وقتها، ومن ثم الانتداب البريطاني. يتبع الحركة آلاف اليهود على مستوى العالم، ويقع المقر الرئيس لها في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديداً في بلدة بروكلين بنيويورك.
ينظم أعضاء الحركة مظاهرات شهرية تجوب مدينة القدس الشريف، مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا طقس متبع منذ أكثر من سبعين عاما، فيما كان عدد من أعضاء الحركة زار مصر قبل عامين لزيارة ضريح الحاخام اليهودي "يعقوب أبو حصيرة" بمحافظة البحيرة.
موقع “القاهرة 24”، أجرى هذا الحوار مع "الراف هيرش" زعيم الحركة بالقدس الشريف بفلسطين، وإلى نص الحوار..
ما هي حركة ناطوري كارتا؟ وما أهدافها؟
حركة "ناطوري كارتا" تأسست عام 1935 استجابة لوجود الصهونية، والتي تم ترويجها بأقصى قدر ممكن.
هدف حركة “ناطوري كارتا” هو إبطال فكرة الصهيونية والمطامع الصهيونية وإنهاء الحكم الصهيوني لدولة إسرائيل، والتي تمثل خطرًا على العالم كله ليس فلسطين فقط.
أين يتمركز أعضاء الحركة داخل فلسطين؟ وكم يبلع عددهم؟
يعيش خمسة آلاف يهودي ينتمي لحركة ناطوري كارتا في وسط القدس في حي "ميا شعاريم"، كما يعيش ثلاثة آلاف يهودي ينتمون للحركة في مدينة "بيت شيمش" غرب مدينة القدس، وتوجد عائلات أخرى في مدينة "بني براك" شرق مدينة تل أبيب.
هل تتلقون تعليمًا جامعيًا وهل تذهبون إلى المدارس الحكومية الإسرائيلية؟ وما هي الأعمال التي يمتهنها أعضاء الحركة؟
يوجد لدينا مدارس منفصلة خاصة بنا لأبنائنا وبناتنا، ونحن لا نؤيد المدارس الحكومية الصهيونية، ولا نتعلم بجامعاتهم حتى ولو كان ذلك بالمجان، وبالنسبة لأعمالنا نحن نعمل في كل أعمال السوق الاقتصادية.
ما هي الهوية التي يتمتع بها أنصار الحركة؟ هل هي الفلسطينية فقط أم أن أعضاء الحركة يحملون جنسيات مزدوجة لإتاحة السفر خارج فلسطين؟
كثير من أعضاء ناطوري كارتا لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، ولكنهم يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية، لأننا لا نريد أي انتماء للحكومة الصهيونية، فمن العار أن يحمل اليهودي المتدين جواز سفر إسرائيلي في جيبه.
عطفاً على السؤال السابق، هل سبق وحصل أحد أنصار الحركة داخل فلسطين على الجنسية الإسرائيلية؟ وكيف تتعامل الحركة مع هكذا موقف؟
أعضاء حركة ناطوري كارتا الذين يعيشون في فلسطين عادة لا يحصلون على الجنسية الإسرائيلية، والبعض حصل على الجنسية لأسباب خاصة، وهم يحملون الجنسية الإسرائيلية فقط ولا يحصلون على أية إعانات مالية من النظام الصهيوني، نحن لا نتعامل مع أقسام أو دوائر دولة إسرائيل، نحن نتعامل فقط مع الطب الخاص في إسرائيل ولا نتعامل مع المشافي الحكومية.
ما أشكال المضايقات التي يتعرض لها أنصار الحركة من قبل الحكومة الإسرائيلية؟ وكيف تتعاملون مع هذه المضايقات؟
النظام الصهيوني يصطدم بجماعة ناطوري كارتا قبل أن يصطدم بالشعب الفلسطيني نفسه، اليهود الذين يقفون ضد الصهيونية هم التهديد الأكبر على النظام الصهيوني ودولة إسرائيل، لأنهم "أي اليهود المعادين لإسرائيل" يهدمون الفكرة الأساسية التي قامت من أجلها إسرائيل بإقامة وطن قومي لليهود.
الحكومة الإسرائيلية تمارس كافة المضايقات بحقنا، مثل تخريب الممتلكات، كذلك فالشرطة الإسرائيلية تقتحم بيوتنا ليلاً نهارا، وتنفذ الاعتقالات بحق أعضاء الجماعة بقسوة كبيرة جدا حتى ضد النساء والأطفال.
أما عن طريقتنا في التعامل مع هذه المضايقات والقسوة الصهيونية، فهي أن نناضل مع إخواتنا الفلسطينيين ضد النظام الصهيوني، فالنضال اليهودي الفلسطيني سيؤدي حتما إلى إزالة الحكم الصهيوني وإنتهاء دولة إسرائيل.
من المعروف أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة علاقتها جيدة جدا بكافة الحكومات الغربية.. هل هذا يعني أنكم لا تتلقون أي دعم غربي؟ لا أقصد المادي فقط ولكن دعم على المستوى المعنوي وإطلاق الحريات؟
علاقة الكيان الصهيوني بالحكومات الغربية بالأساس متعلقة بصفقات السلاح وأشياء مشابهة، حينما تنتهي المصالح سوف تنتهي العلاقات، نحن لا نتوقع من الحكومات الغربية أي دعم أو معارضة للحكومة الإسرائيلية في قمعها لأعضاء الحركة، في النهاية هذه الحكومات لا تمثل إرادة الشعوب الحقيقية.
شعوب العالم فهمت منذ زمن أن الكيان الصهيوني هو كيان مجرم وقاتل وقمعي، وأدعو كل مواطني العالم لمقاطعة إسرائيل والتأثير على حكوماتهم من أجل تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال.
ما رأيكم باتفاقيات السلام التي وقعتها عدد من الدول العربية مؤخرا مع دولة إسرائيل؟ وهل ترون لهذه الاتفاقيات أي مردود إيجابي للشعب العربي الفلسطيني أو للقضية الفلسطينية؟
اتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية مؤخرًا هي رقصة مهرج نسي كيفية الرقص ولا يوجد لهذه الاتفاقيات أي أهمية بالنسبة للقضية الفلسطينية.طالما استمر الاحتلال والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية سيظل الصهاينة يعيشون دوما في حرب مع يهود ناطوري كارتا ومع الفلسطينيين.
هل تؤمنون بالحل السلمي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ أقصد بذلك حل الدولتين على حدود ما قبل 67؟
هل سبق لكِ أن رأيتِ شخصًا تعرض منزله للسرقة من قبل، نحن اليهود المناهضون لإسرائيل "ناطوري كارتا" نتعهد بمحاربة العدو الصهيوني حتى تحرير المليمتر الأخير من الأرض الفلسطينية،الأرض الفلسطينية ملك للشعب الفلسطيني حصرًا، وليس للصهاينة المحتلين أي حق في شبر واحد من الأرض الفلسطينية، لذلك نحن ملتزمون بمناهضة العدو الصهيوني دوماً مع أشقائنا الفلسطينيين حتى تحرير الأرض.
ما رأيكم بأعمال المقاومة الفلسطينية داخل الضفة الغربية ضد الاستيطان الإسرائيلي؟ هل تؤمنون بالمقاومة الفلسطينية وتعتبرونها حقًّا مشروعًا؟
دولة إسرائيل هي دولة قتل وإرهاب ومن حق المناضلين الفلسطينيين، بل من واجبهم محاربة العدو الصهيوني حتى تحرير الأرض الفلسطينية من النهر إلى البحر.
ما هي علاقتكم بالسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟
نحن نعيش مع الشعب العربي الفلسطيني منذ قرون في علاقة طيبة جداً، علاقة يسودها السلام والمحبة، كنا كذلك منذ عهد العثمانيين وفي ظل الانتداب البريطاني على أرض فلسطين وحتى الآن، وكذلك علاقتنا ممتازة مع السلطة الفلسطينية برام الله.
ما موقفكم من الشعب المصري؟ وهل ترون ثمة خلط ما بين اليهودي والصهيوني؟
نحن نحترم كل شعب وكل أمة مسالمة في العالم أجمع، وهكذا هي علاقتنا ونظرتنا للشعب المصري، هي نظرة احترام ومحبة، والفرق بين الصهيوني واليهودي ليس في اللبس ولا المظهر الخارجي، للأسف يوجد بعض الفلسطينيين من عرب 48 الذين يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي ويكافحون ضد إخوانهم وضد عائلاتهم، ولا يختلف مظهرهم عن غيرهم من الفلسطينيين.
نتمنى أن ينضم الشعب المصري إلى النضال ضد الصهاينة باسم إخوانهم الفلسطين واليهود المعادين للصهيونية "ناطوري كارتا" معا نحرر أرض فلسطين من النهر إلى البحر القدس عاصمة فلسطين.