سد النهضة الإثيوبي.. حقيقة رفض مصر والسودان مشاركة جنوب إفريقيا في المفاوضات
قالت وزارة الخارجية السودانية، إن الوفد الإثيوبي المشارك في مفاوضات سد النهضة، رفض مقترح مقدم من رئيس الكونغو تشيسكيدي رئيس، بالتنسيق مع الأطراف الدولية لتسهيل عملية التفاوض والتوصل لاتفاق بشان ملء وتشغيل السد خلال 8 أسابيع.
وفي بيان لها، نفت الخارجية السودانية، مزاعم وزارة الري الإثيوبية برفض مصر والسودان مشاركة جنوب أفريقيا،ومفوض السلم والأمن الأفريقي، ضمن فريق مفاوضات سد النهضة، مؤكدة على حرص السودان في الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف ويحفظ مصالحها، وحق إثيوبيا في التنمية، بشرط توقيع اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد النهضة.
مقترح السودان في مفاوضات سد النهضة
وخلال اجتماعات مفاوضات السد الأخيرة في العاصمة الكنغولية كينشاسا، قدمت السودان مقترحًا بإتاحة دور أكبر للخبراء الفنيين للوصول لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، بهدف التوصل لمنهجية التفاوض، إلا أن أدي أبابا حالت دون التوصل لاتفاق، برفض كافة المقترحات المقدمة من مصر والسودان.
السودان تستبعد الحل العسكري لسد النهضة
ومن جانبه استبعد عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني، استخدام بلاده للقوة العسكرية، لحل أزمة سد النهضة، مؤكدًا أن بلاده ليست لديها نوايا لاستخدام العنف أو العمل العسكري مع دول الجوار.
إثيوبيا تدعي نجاح المفاوضات
وادعى وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، عدم فشل المفاوضات الأخيرة بشان سد النهضة في العاصمة الكنغولية، مضيفًا أنه لم يعلن أحد فشل مفاوضات السد وأن مصر والسودان اتبعتا نهجًا يسعى إلى تقويض العملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي وإخراج الأمر من المنصة الإفريقية.
وصرح بيكيلي أن بلاده تعتقد وبقوة أن المفاوضات الجارية بقيادة الاتحاد الإفريقي حققت تقدمًا كبيرًا في نزاع سد النهضة، على الرغم من بعض النكسات في الوساطة، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
سبب رفض إثيوبيا للوساطة الرباعية
وفي ذات السياق قال عبد الله علي مسار، رئيس حزب الأمة الوطني السوداني، إن إثيوبيا ترفض الرباعية الدولية في مفاوضات السد، لأنها تعلم رفض الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، لخطوات ملء السد المقدمة من قبل أديس أبابا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24" أن الحكومة الإثيوبية تخشى أن تقف أمريكا والاتحاد الأوروبي مع السودان ومصر، وتتمسك بالاتحاد الإفريقي لقدرتها على التأثير عليه، لأن مقره في أديس أبابا.الخيارات المتاحة أمام مصر والسودان بشأن مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، قليلة مقارنة باقتراب الملء الثاني للسد، والمقرر له في شهر يوليو المقبل، حسب ما أعلنت السلطات الإثيوبي.
خيارات مصرو والسودان في المفاوضات
وأشار رئيس حزب الأمة الوطني السوداني، إلى أن مصر والسودان، لديهما خطة جاهزة لكل الخيارات المتاحة، موضحًا أن الوقت المتبقي يسمح لسلك تلك الخيارات، في ظل سعي إثيوبيا لاستهلاك وضياع الوقت، برفع نتائج مفاوضات سد النهضة الإثيوبي إلى مجلس الامن الدولي، لاتخاذ قرار أممي حول السد، وفق القوانين العالمية التي تنظم أحكام الأنهار العابرة للحدود.
واستكمل أن الخطوة الثانية من خيارات مصر والسودان في مفاوضات سد النهضة، تتمثل في رفع دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية، للحصول على حكم دولي فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وأنه في حال عدم استجابة الحكومة الإثيوبية بشأن أزمة سد النهضة برئاسة آبي أحمد علي، للخطوات من مصر والسودان، ورفضها لكل المواقف الإقليمية والدولية، ستلجأ كل من مصر والسودان إلى استعمال القوة، خاصة بعدما أجرت القاهرة والخرطوم مناورات عسكرية في منطقة مروى السودانية.
مصر تحذر من المساس بحقوقها المائية
وخلال كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الأرابعاء الماضي، أكد على احترام القاهرة لرغبة الشعوب في التنمية دون المساس بمصالح مصر المائية، قائلا: "بقول للأشقاء في إثيوبيا بلاش نوصل لمرحلة نمس فيها بمياه مصر.. الخيارات كلها مفتوحة".
وفي ذات السياق قال سامح شكري وزير الخارجية المصري، إن الخطوة التالية بعد فشل مفاوضات كينشاسا حول سد النهضة هي التنسيق الكامل مع الأشقاء في السودان لأن المصلحة واحدة، وأن إعلان إثيوبيا ملء السد يؤكد التعنت وفرض الإرادة، وهذا أمر في غاية الخطورة، وخطوة الإقدام على الملء الثاني خطيرة، مشيرًا إلى أن المفاوضات الأخيرة لم تشهد الحديث عن حصص المياه.
