لماذا ضربت القمة المصرية التونسية الإخوان في مقتل؟
أثارت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى مصر، وعقده لقاء قمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حالة من الهجوم الحاد من جماعة الإخوان على الرئيس "سعيد" وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وجاءت الزيارة في إطار القمة المصرية التونسية المشتركة.
وفي خطوة تحمل دلالات سياسية عديدة، زار الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم السبت، ضريح الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
ودون الرئيس التونسي في سجل الزيارات الخاص بالضريح كلمات مؤثرة عن جمال عبد الناصر ومواقفه، على هامش زيارة سعيد الرسمية للقاهرة التي تستغرق 3 أيام.
ودون سعيد في دفتر الزيارات عبارات قال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم.. وقفت اليوم أمام ضريح الزعيم جمال عبد الناصر ترحما على روحه الطاهرة ومتذكرا مواقفه ومناقبه".
وأردف: "كنا في تونس نتابع خطبه، وما زالت العديد من مواقفه إلى حد اليوم حاضرة في أذهان الكثيرين.. رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد".
ومر أكثر من ستة عقود منذ قرار مجلس قيادة الثورة في مصر عام 1954 (خلال حكم عبدالناصر) بحل جماعة الإخوان، واعتبارها حزبًا سياسيًا يطبق عليه أمر المجلس بحل الأحزاب السياسية، وهو القرار الذي يعد من أهم القرارات التي واجهتها الجماعة الإرهابية في مصر.
وتحمل جماعة الإخوان عداء تاريخيا للزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر الذي تبنى مشروعا نهضويا وكشف مناورات الجماعة الإرهابية للانقضاض على الحكم، وألقى بهم في السجون، كما أفشل محاولات التنظيم للترويج لمزاعم "الصراع الدينى" في مصر.
وعقد الرئيس التونسي، جلسة مباحثات صباح اليوم السبت بقصر الاتحادية مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، لبحث القضايا المشتركة والأوضاع في المنطقة.
وأعقب جلسة المباحثات، عقد مؤتمر صحفي مشترك للرئيسين، للتأكيد على ما تم التباحث بشأنه في الملف الليبي والقضية الفلسطينية، وقضية سد النهضة وأمن مصر المائي، فضلا عن جهود مكافحة الإرهاب.
وشن الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي انتقادات للزيارة متهما قيس سعيد بالتنكر للثورة وهو نفس موقف رئيس ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف.
لكن حركة النهضة لم تعلق رسميا على الزيارة في وقت عبر فيه أنصارها عن غضبهم من قرار الرئيس التونسي لقاء نظيره المصري، حيث اعتبروه مفاجئا لهم ويحمل دلالات سياسية في ظل خلافات بين مؤسسة رئاسة الجمهورية وزعيم الحركة راشد الغنوشي.